أثارت تصريحات جماعة الإخوان المسلمين حول اعتزامها دخول مجال الإنتاج الفني في السينما والمسرح والدراما وتقديم أعمال تعبر عن فكر الجماعة جدلاً واسعًا في الوسط الفني ما بين الخوف والقبول والرفض. العضو الإخواني محسن راضي والذي يتولي هذا المجال خاصة أنه يمتلك شركة إنتاج قال إن الجماعة تعتزم دعم شركات إنتاج فني ينشئها أعضاء من الإخوان من الراغبين في دخول هذا المجال ويكون هذا الدعم فنيًا وأدبيًا أكثر منه ماديا بمعني أن الجماعة ستساعد هذه الشركات في تقديم أعمال فنية تعبر عن الأفكار الإخوانية التي يعتبرها من وجهة نظره وسطية أما الدعم الأدبي سيكون من ناحية تشجيع الجمهور سواء الإخواني أو غيره لمتابعة هذه الأعمال التي ستناقش جميع القضايا المهمة والحساسة التي تهم المجتمع لكن معالمها ستكون برؤي مختلفة. وأضاف راضي النائب الإخواني السابق أن الجماعة مستعدة للتعاون مع أي فئات تقبل بشروط أعمالهم، وبالنسبة للفنانات فإن الاحتشام شرط التعاون معهن بمعني أنهم مستعدون للتعاون مع المحجبات وغير المحجبات بشرط الاحتشام ومستشهدًا في ذلك بنجاح التجربة الإيرانية في الفن والتي حصدت أعمالها جوائز في مهرجانات وأن التزام الفن الإيراني بالضوابط الإسلامية لم يرجعها عن التميز الإبداعي ويؤكد في نهاية تصريحاته أن حرية الإبداع بعد الثورة هي التي دعت الجماعة للتفكير في دخول الفن والتي افتقدوها في أنظمة سابقة وأن الجماعة لن تحول الفن لصراع. «روزاليوسف» طرحت علي عدد من الفنانين والمنتجين إمكانية التعاون مع الإخوان في أعمال فنية فجاءت آراء ترفض هذه الفكرة من الأساس بينما هناك من وافق بجذر حيث وضعوا شروطًا للتعاون. يقول الفنان يحيي الفخراني: لا أنظر للمنتج الذي أتعامل معه بقدر ما أتعامل مع جودة العمل وأن يكون مكتوبًا بشكل يرضيني، أما موضوع دخول الإخوان المجال الفني فلا يمكن قبول أو رفض هذه الفكرة في المطلق لأن الفيصل هنا ماذا يريد أن يقدم الإخوان وهل هذا يتعارض مع قواعد وأساسيات أي عمل فني وبالتالي هذا هو الذي سيحدد قبولي أو رفضي العمل معهم وحتي الآن لم تتضح الصورة لأنها مجرد تصريحات. الفنانة نيللي كريم رفضت تمامًا المشاركة في أعمال من إنتاج الإخوان المسلمين مؤكدة أن رفضها ليس بسبب القيود في الاحتشام لأنها بالفعل محتشمة في أعمالها حيث قالت: العمل هو الذي يحكم نوع الشخصية وملابسها حيث جسدت في «واحد صفر» فتاة محجبة من بداية الفيلم لآخره لأن الدور تطلب ذلك ولكن أي عمل درامي لابد أن يأتي بكل نماذج المجتمع لأن ليس كل المصريات محجبات ولا يمكن أن تكون مثل إيران التي ترتدي معظم السيدات فيه الحجاب، أما مصر فنريدها مدنية وليست إسلامية، وأضافت مع احترامي للإخوان لكن لا يفرض علينا أحد آراءه لأنها ليست هذه هي الديمقراطية التي استشهد شبابنا وإخواننا من أجل تحقيقها ولكن عمومًا دخول الإخوان في الفن خطوة أراها للخلف وليست للأمام. أما داليا البحيري فقالت إنها لا تمانع في المشاركة في أعمال من إنتاج الإخوان بشرط أن تتماشي مع آرائها وأشارت: لا أقبل أن يملي علي شروط في العمل الذي أقدمه، إذا فالفيصل هو الموضوع إذا كان العمل يروج لأفكار تناسبني فلا يوجد مانع ولكن في حالة عدم اقتناعي بالأفكار فبالطبع لن أشارك فأي شخص له الحق أن ينتج وأي فنان له الحق في قبول العمل أو رفضه. من جانبه يري المنتج محمد العدل أنه من حق أي فكر أن يعبر عن نفسه سواء من خلال الفن أو الأدب أو الصحافة وبالتالي من حق جماعة الإخوان أن يعبروا عن فكرهم بأي وسيلة لكن الشيء الذي يدعوه للدهشة أنهم في السابق كانوا يحرمون الفن لكنهم الآن يحللونه طالما أنه سوف يخدم مصالحهم. ويضيف العدل أن الفن الذي يريد الإخوان أن يقدموه سيكون إحادي الجانب لأنهم لن يستطيعوا تقديم كل مستويات وشرائح ومشاكل المجتمع وإلا سيتعارض مع أفكارهم وإذا كانوا جادين في دخول المجال الفن ويريدون أن يتعاونوا مع الموجودين علي الساحة الفنية أو معي علي وجه الخصوص فما المانع إذا كان هذا العمل متفقًا مع فكري. أما المنتجة إسعاد يونس فأكدت استحالة وجود تعاون بين الشركة العربية وأي شركة إخوانية حتي ولو كانت ستقوم بتمويل شركتها بالكامل لأن السينما في النهاية ثقافة ولا يمكن أن يكون حكرًا لأحد أو ترويجًا لأفكار جماعة خاصة لو كانت جماعة دينية أفكارها لا تناسب جمهور السينما وبالتالي هذه الأعمال لن تلقي رواجًا إلا من خلال جمهور الإخوان أنفسهم. المنتج محمد السبكي أعلن عن رغبته في التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين في حال دخولهم الحقل السينمائي مهما كانت شروطهم لكن لابد أن تكون هذه الأعمال مفيدة للجمهور وتقديم مضمون رغم أن مضمون أعماله مختلفة كل الاختلاف مع أفكار الإخوان وما يدعون له. كما يرحب المنتج عصام شعان بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين من خلال أعمال فنية من حيث المبدأ بشرط أن يكون الموضوع مناسبًا لكل أطياف المجتمع وبعيدًا عن روح التعصب لكنه يري في نفس الوقت أن الجماعة لن تستطيع تقديم سوي الأعمال الدينية أما الدراما الاجتماعية فلن يستطيعوا تناولها لأن المجتمع المصري يضم شرائح مختلفة فمنهم المحجبة وغير المحجبة ومنهم المسلم والمسيحي وهم يشترطون في أعمالهم أن تكون بطلاتها محجبات وبالتالي سيكون العمل الفني ناقصًا ولا يعبر عن كل طبقات المجتمع.