وقف د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع يقول في سبعينية الشاعر سيد حجاب قبل يومين، إن الشعر هو الوسيلة الأكثر قدرة علي مواجهة الأفكار الظلامية التي باتت تسيطر علي قطاعات عديدة من المجتمع وظهر أثرها واضحا في رفض مجلس الدولة قرار تعيين المرأة في منصب القضاء، وأضاف أن عددا كبيرا من الشعراء الآن يسيطر عليهم هذا التيار. في التوقيت نفسه كان المركز الدولي للإعلام وهو المركز الذي يصدر عنه موقع جماعة الإخوان المحظورة علي الانترنت يستضيف عددا من الشعراء والأدباء المنتمين للجماعة تحت مسمي الملتقي الأدبي الشهري وموضوعه ذكري المولد النبوي، اذ راح كل منهم يستعرض ما لديه من قصائد وأعمال أدبية أعدت خصيصا لهذه المناسبة الدينية ومن المقرر ان يكون الاجتماع المقبل للشعراء الإخوان تحت عنوان "الجدار الفولاذي" ويتضمن عرضا للأعمال التي تتناول الإنشاءات المصرية علي الحدود مع غزة. تملك جماعة الإخوان المحظورة عددا غير قليل من الشعراء والروائيين والقصاصين وكتاب الزجل وأغاني الأطفال يصل عددهم وفق تقدير احد عناصر الجماعة إلي 200 شخص ينتظمون في لجنة مستحدثة باسم لجنة الثقافة والأدب يرأسها جابر قميحة وتتبع مباشرة محمود عزت نائب المرشد والأمين العام السابق للجماعة، بحيث تستغلهم الجماعة في الأحداث والفعاليات السياسية مثل الانتخابات والندوات والمؤتمرات الكبيرة. وبحسب المصادر الإخوانية فإن الشعراء والأدباء لم يلقوا أي اهتمام داخل الجماعة وظل عملهم فرديا، منذ فترة طويلة حيث كانت جريدة "آفاق عربية" تجمع هؤلاء الأدباء شهريا تحت مسمي "منتدي أصدقاء دوحة الأدب" حتي تولي مهدي عاكف المرشد السابق للجماعة، إذ راح بناء علي اقتراحات عديدة يسمح بإقامة لجنة للشعراء والأدباء علي ان تستغلهم الجماعة في الفعاليات المختلفة بحيث تظهر أمام الرأي العام وكأنها تحترم الفن رغم انه من النقاط شديدة الغموض في فكر الجماعة مثل السياحة وغيرها من النقاط، وهو الأمر الذي بدا جليا في النسخة التي طرحتها الجماعة تحت مسمي برنامج حزب. بدأت الجماعة في استغلال هؤلاء الشعراء مع الانتخابات البرلمانية الأخيرة في 2005 عندما راحت من خلال شركات الانتاج والتوزيع التابعة لها في مصر مثل شركة الأمل المملوكة للنائب الإخواني محسن راضي وتلك المنتشرة في دول الخليج، تنتج أشرطة كاسيت والبومات صوتية وشرائط فيديو لأشهر هؤلاء الشعراء الذين يخدمون فكرها سواء من داخل الجماعة أو من خارجها مثل أمين الديب الذي طبعت ووزعت له خمسة البومات أحدها بعنوان "طوف وشوف" ويتناول بالهجوم نواب الحزب الوطني، والآخر عن قانون الطوارئ والثالث عن القضية الفلسطينية والرابع عن التزوير في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، اما الخامس فهو تحت الطبع ويتناول الإنشاءات الحدودية مع غزة. القائمة تضم عددا غير قليل لكنهم بلا إنتاج أدبي أو شعري ذي بال، ولعل ابرز أدباء الجماعة أو من يطلقون علي أنفسهم "أدباء الدعوة" جابر قميحة ووحيد الدهشان يوسف هيكل وسعد سليم ومحمد جودة مأمون كامل وناصر صلاح وعبد الله عبد الباقي ومحمود رزق وهاني دسوقي وحسام خليل ومحمد عزب وإبراهيم الدراوي وسيد درويش ومحمد أسامة رسلان نجل أمين عام نقابة الأطباء وزوج ابنة عصام العريان عضو مكتب الإرشاد وإبراهيم العوضي، كما يأتي في قائمة الشعراء المحسوبين علي الإخوان عبدالرحمن يوسف القرضاوي نجل الداعية المصري المقيم في قطر، الذي يدعي انه لا يمثل الجماعة. أحد الأدباء الإخوان رفض ذكر اسمه يقول إن الملف الثقافي في الجماعة غير واضح المعالم، فالقيادات تقوم بطباعة أعمالنا وفق سياسة الدور وتوزعها علي أعضاء التنظيم الذين يمثلون سوقا رائجة لهذه النوعية من الأعمال، كما ان القيادات دائما ما يتحدثون عن دعم السينما والفن والمسرح دون تحديد للبرامج في هذا الاتجاه. أدب المرأة يمثل بحسب الأديب نفسه أحد نقائص تعامل الجماعة مع الملف الثقافي اذ لا يوجد لدي الجماعة ما يمكن تسميته بأدب المرأة ولا تعيره قيادات الجماعة أي اهتمام رغم وجود عدد من الناشطات في هذا المجال من الأخوات مثل نجلاء شحاتة وحميدة قطب وغيرهما.