شدد خبراء إعلام على ضرورة تطوير وتحديث خريطة البرامج الحوارية بالتليفزيون والقنوات الفضائية خاصة مع ظهور اتهامات من قبل محللين ومتابعين لبرامج وقنوات متعددة بأن بها تقصيرًا فى تقديم الرموز الوطنية والنماذج الجيدة والمؤثرة فى بنيان المجتمع المصرى من خبراء ومسئولين وأكاديميين ومفكرين ومبدعين وفنانين وغيرهم من الفئات التى تعد قدوة للشباب والمجتمع المصرى. وعلقوا على تقصير بعض وسائل الإعلام فى تناول شخصيات ورموز وطنية بأن ذلك نتيجة ضعف المستوى والمحتويين الثقافى والفكرى لبعض المذيعيين أو الإعلاميين الذين لا يثقفون من أنفسهم أو يسعون لتقديم نماذج مشرفة أو يتبنون قضايا مهمة تظهر إيجابيات المجتمع المصرى بدلا من الكشف عن الظواهر السلبية وتسليط الأضواء عليها. وفى التقرير التالى استطلعنا رأى خبراء إعلام حول الدور المنوط به وسائل الإعلام فى تقديم الرموز والرواد المميزين كل فى مجاله وتقديمها للمتلقى لكى نرتقى بفكر وثقافة المجتمع، وتعرفت على سبل وحلول هذا التقصير وكيفية تفاديه والعمل على وضع معايير وقواعد تسهم فى تصحيح مسار الأداء الإعلامى. فى البداية يقول الدكتور محمود علم الدين أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وعضو اللجنة الوطنية للتشريعات الصحفية إن السبب الرئيسى فى وجود تقصير إعلامى فى عدم استضافة رموز وطنية هو عدم وجود تشريع يحكم الفضائيات ووسائل الإعلام ويتصدى لجرائم الفضائيات والإنترنت، فلابد من وجود قوانين تنظم الإعلام وتقنن من حرية التعبير التى يفهمها البعض بشكل سيئ فيسىء لأفراد المجتمع، بعرض قضايا غير مفيدة أو استضافة شخصيات وظواهر سلبية، فالحرية مسئولية ولابد من رقيب للمحتوى الإعلامى الذى تبثه الفضائيات. وأشار علم الدين إلى أنه أحيانا يتناول الإعلام بعض الأعمال التى تسىء إلى المجتمع والشباب، وهنا أدعو إلى وقفة لإصدار تشريعات ولوائح تنظم العمل الإعلامى وتراعى عدم الخروج عن اللوائح والتشريعات وتمنع ما يحدث فى بعض القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعى من مشاهد خارجة والفاظ بذيئة ومشاهد مخلة. وشدد الدكتور صفوت امين العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة على أن هناك أدبيات للتعامل مع الشخصيات المستضافة فى برامج «التوك شو» ويفتقد لها مذيعون كثيرون فى الساحة الفضائية المصرية، مطالبا رؤساء القنوات أن تكون لديهم آليات وضوابط لضبط البرامج، واستضافة شخصيات ورموز تتمتع بحيادية وتقديم القضايا التى تبنى المجتمع، مشيرًا إلى انه يجب ألا يكون المذيع عنصريا أو يلعب على توجهات أخرى، ويتعلم كيف يكون دقيقاً فى مصطلحاته ويكون لديه فهم وإدراك وحساسية عند مخاطبته شعبا آخر. وقال العالم: إن الضعف الشديد الذى تعانى منه بعض وسائل الإعلام وعدم وجود استراتيجية وسياسة تحريرية تعمل كمظلة تنظم عمل تلك الوسائل الإعلامية وبالتالى يجب مواجهة اى وسيلة اعلامية تقدم اى شخصية او موضوع ليسا ذا شأن بناء، مشيرا إلى انه يجب أن تكون هناك رسالة إعلامية حقيقية، وأن تحتوى هذه الرسالة على قيم و ثوابت معينة. وأكد الدكتور ياسر عبدالعزيز الخبير الاعلامى ان وسائل الإعلام ليس ترفا فكريا بل هو ممارسة تفاعلية مع الواقع الموضوعى للمجتمع، وبالتالى فإن الإعلام بحكم طبيعته يعكس الواقع المتغير، مبينا أن الاعلام الصحى يتطلب أن يكون إعلاما متميزا يتمتع بمقومات المجال والحدث والظاهرة الصحية، ومن ثم يقدم للجمهور قضايا مهمة وشخصيات مؤثرة ولها بعد توعوى وبناء لعقل المتلقى، وهذه جميعها لا بد للمنظرين والباحثين من تقريب المفاهيم بل ولا بد من استخدام قواعد الإعلام وتطويعها بما يلائم خصوصية المجال، مشددا على ضرورة تحصين الناس من تأثيرات بعض الفضائيات التى تبث الشعوذة، وبناء الوعى لدى المتلقين عبر برامج صحية محكمة تحكمها مرجعية أخلاقية. وقال عبدالعزيز إن هناك العديد من الموضوعات التى لا يجب طرحها فى الإعلام، لذلك يجب يكون هناك تدريب مستمر لمقدمى ومعدى البرامج لكى يكونوا على قدر من الوعى والتقدم الفكرى والعلمى والثقافى بمضمون الأمور، مشددا على ضرورة وجود منظومة متكاملة تحكم الإعلام، فلا يجب مناقشة الأحكام القضائية التى يمكن أن تثير الرأى العام حتى لا يؤثر الإعلام على القضاء كما يجب ان يدرك كل إعلامى ضرورة تقديم رموز وطنية تفعل المجتمع بدلًا من أن تنال منه. وشدد الخبير الإعلامى على أنه يجب تفعيل القوانين التى تحكم الإعلام، مشيرًا إلى أن النظام السياسى عليه أن يحكم التناول الإعلامى للموضوعات التى تؤثر على استقرار وثوابت المجتمع وتقنين الأداء الإعلامى لضوابط تحكمه. وقال: إننا نحتاج إلى وقفة لتنظيم الأداء الاعلامى وفقًا للقواعد الأخلاقية فلا يمكن ترك الأمر للتجربة والخطأ لأن الكيانات الإعلامية لا بد لها من رقيب لأنها أحيانا تبث فيديوهات وكليبات خادشة للحياء العام والقيم المهنية من أشخاص لا صلة لهم بالأداء الاعلامى مع الحرص على المكسب فقط وجذب الانتباه ولا بد أن يعاقب كل من يبث أو يساعد على بث هذه الفيديوهات والكليبات التى تسىء إلى مجتمعنا وشبابنا فى الدرجة الأولى. وشدد حسن حامد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى الاسبق على ضرورة العمل نحو استضافة الرموز الوطنية المصرية فى شتى المجالات العلمية والفكرية البناءة، مطالبا وسائل الإعلام: لا بد من تنظيم الأداء الإعلامى وعدم القاء الضوء على السلبيات المجتمعية التى تؤثر على المجتمع، وبالتالى لا بد من وجود إجراء وقائى لمنع هذه الممارسات التى تؤثر سلبا على مجتمعنا وشبابنا. وأشار حامد إلى أن المجتمع بحاجة فعلا إلى وعى تثقيفى لنحدد الخيارات ونضع أجندة لإعلام وطنى فى مجال التعامل مع القضايا واستضافة رموز وطنية وتقديم محتوى يساهم فى بناء عقول الشباب.