أثرت ثورة 25 يناير بشكل كبير علي طريق البرامج التي سيتم تقديمها خلال شهر رمضان المقبل، بعدما تغيرت أذواق المشاهدين وتبدلت اهتماماتهم واحتلت الأحداث السياسية قمة اهتماماتهم، وهنا طرح التساؤل نفسه هل سيشهد رمضان المقبل إقبالا علي البرامج الحوارية والتوك شو ذات الطابع السياسي أم سيحتاج المشاهد إلي بعض الراحة وستظل البرامج الفنية والكوميدية مصدر اهتمام للمشاهدين وأيا كانت الإجابة.. فإنه تأكد قلة الإنتاج البرامجي وهو ما يعني أن المنتجين لن يجازفوا بأموالهم. أكد المنتج طارق فهمي أن أحداث الثورة بالطبع ستلقي بظلالها علي طبيعة البرامج التي سيتم تقديمها خلال موسم رمضان المقبل، وأشار إلي أنه رغم عدم وضوح الشكل النهائي لخريطة رمضان حتي الآن فإن الخطوط العريضة التي سنسير عليها هي أن مساحة الحرية ستصبح أكبر وسنقوم باستغلال هذه المساحة بالشكل المناسب، وأضاف أن الحالة الاقتصادية التي تعيشها البلاد ستقلل من عدد البرامج وبالتالي سيكون علي المنتج انتقاء العمل الذي يقدمه بحرص، بالإضافة إلي أن كم الأعمال يتناسب بشكل طردي مع القنوات التي ستقوم بشراء البرنامج، وتوقع فهمي أن تزيد نسبة البرامج الحوارية السياسية عن الفنية والكوميدية. وكشف فهمي أنه يحضر حاليا لبرنامجين مجملها الطابع السياسي.. يستضيف فيهما عددًا من كبار السياسيين، حيث يتزامن الشهر الكريم مع الانتخابات البرلمانية وزيادة الوعي السياسي لدي الجمهور أصبح الأهم حاليا، أما معتصم حمدي المستشار الإعلامي لقناة «المحور» فكان له رأي مخالف، حيث أشار إلي أن المشاهدين بدأوا يملون من البرامج السياسية التي طغت طوال الفترة الماضية، لذا فيحتاج الجمهور إلي بعض البرامج الحوارية الترفيهية بشرط ألا تكون «تافهة» بمعني أن تحمل معلومة إلي جانب وجود بعض البرامج الحوارية والتوك شو التي تعرض بعض الجوانب السياسية، لكن ليس بشكل مكثف وممل، وأضاف: قضت الثورة علي برامج «الكاميرا الخفية» وأمثالها لأن وعي المشاهد أصبح لا يحتمل العودة للوراء. كما أكد أن قلة الإعلانات ستؤثر بشكل كبير علي الوجبة البرامجية التي تتنبأ بتقليص عددها خلال العام الحالي. وأشار حمدي إلي أن بورصة النجوم أيضا انقلب حالها بالنسبة للبرامج الفنية، حيث إن الثورة أعادت ترتيب النجوم من جديد، لذا فلم تصبح هناك الأسعار الوهمية التي كان يطالب بها النجوم مقابل ظهورهم في برامج حوارية. وتوقع حمدي أن تظل ملامح برامج رمضان المقبل مجهولة حتي ما قبل رمضان بشهر أو شهر ونصف الشهر لأن كل منتج سيظهر ببيع البرنامج لإحدي الفضائيات قبل إنتاجه حتي يضمن أرباحه. أما المنتج طارق الجنايني فقال: إن تزامن الانتخابات البرلمانية مع الشهر الكريم سيكون له دور في تحديد نوعية البرامج التي ستقدم، وأضاف: غياب الأمن تسبب في إحجام الرعاة عن المشاركة في التمويل وهو ما تسبب في عدم التسويق، مما أدي إلي ضعف الإنتاج، ما سيعطي فرصة للإنتاج البرامجي اللبناني إلي فرض نفسه علي الساحة خلال الموسم المقبل. أما المنتج محمد سمير فلخص رأيه في نقطتين أولهما: إن الوقود الأساسي للإنتاج البرامجي هو الرعاة والإعلانات وكلاهما متوقف حاليا عن الحركة بسبب الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وثانيهما أن تعطل حركة الاستيراد وتضع البرامج في منطقة الخطر ويهددها بالتوقف تماما، لذا فالمشهد حاليا غير واضح المعالم، لكن ارتفاع مستوي التذوق الفني للمشاهدين وزيادة الوعي السياسي لديهم سيفرض البرامج السياسية علي الساحة، لكن بشكل خفيف لا يحمل الوجبة السياسية الرسمية بشكل مكثف مثلما يحدث في نشرة الأخبار، لكن ما سيحدث أن نحاول أن نجعل البرنامج الواحد به عدة فقرات أبرزها السياسي، لكن بشكل مبسط ويحمل معلومة في نفس الوقت.