كتبت هبة سالم ومى فهيم ووكالات الأنباء أقر أمس مجلس النواب الأمريكى بشبه إجماع قرارا يدين انتهاك القوات العسكرية للاتحاد الروسى لسيادة واستقلال ووحدة أراضى أوكرانيا. ويدعو القرار غير الملزم الحكومة الأمريكية إلى فرض عقوبات مالية وتجارية وعقوبات أخرى خصوصا منح تأشيرات دخول ضد كبار المسئولين فى الاتحاد الروسى وعقوبات على المصارف والمنظمات التجارية التى تشرف عليها الدولة وكذلك على وكالات عامة أخرى. كما أقر مجلس الشيوخ بالتفاهم قرارا يدين الاعتداء غير الشرعى من قبل موسكو على كييف، ويسبق هذين الإجراءين الرمزيين التصويت المقرر حول المساعدة الاقتصادية من قبل الولاياتالمتحدةلأوكرانيا وهى على شكل ضمان قروض بمعدل مليار دولار. من جانبها، توجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل امس إلى العاصمة البولندية وارسو لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء البولندى دونالد توسك حول الأزمة بين أوكرانياوروسيا. وبدوره يخشى توسك من أن تتخذ ألمانيا والاتحاد الأوروبى موقفا غير حاسم تجاه موسكو بسبب صفقات الغاز، يساوره القلق من أن يؤدى تزايد التوتر فى أوكرانيا إلى مشكلات فى بولندا. من جهته توقع مفوض الحكومة الألمانية للشئون الروسية جيرنوت إرلر زيادة حدة التوتر فى العلاقات بين روسيا والغرب بسبب أزمة كييف، متوقعا أن تحاول روسيا فصل أجزاء أخرى عن أوكرانيا. وفى سياق غير ذى صلة أكدت كييف أنها لن تتدخل عسكريا لمنع ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وذلك بعد أن تبنى برلمان شبه الجزيرة إعلان الاستقلال عن أوكرانيا، وسط تلويح أوروبى بفرض عقوبات على روسيا التى تتهم بالتدخل العسكرى فى القرم. وقال الرئيس الأوكرانى الانتقالى ألكسندر تورتشينوف ان بلاده لن تتدخل عسكريا لمنع ضم القرم الى روسيا، مشيرا إلى أن مثل هذا التدخل سيعرض الحدود الشرقيةلأوكرانيا للخطر، وهو ما قال إن العسكريين الروس يراهنون عليه. ووصف تورشنيوف الاستفتاء الذى سيجرى الأحد المقبل فى القرم ويقرر فيه الناس فى شبه الجزيرة أن يصبحوا جزءا من روسيا من عدمه بأنه استفزاز، وسوف يقاطعه معظم الناس. وفى الوقت نفسه توجه رئيس الوزراء الأوكرانى المؤقت أرسينى ياتسينيوك إلى واشنطن للقاء الرئيس باراك أوباما، و ذكرت صحيفة يوأس توادى الأمريكية ان أوباما يبحث عن وسيلة لاحتواء الأزمة الراهنة فى أوكرانيا التى تختبر العلاقات الأمريكية الروسية من خلال استضافته ياتتسينيوك. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى إن زيارة ياتسينيوك تعنى تأييد بلاده بقوة لأوكرانيا وشعبها وشرعية حكومتها الجديدة. وفى السياق نفسه أكد وزير الدفاع الأوكرانى المكلف إيجور تينيوخ أن الجيش لا يستطيع أن يعمل بنشاط فى القرم، لافتا انه ليس هناك بوادر عدوان ظاهر فى شبه الجزيرة، فضلا عن عدم شرعية استخدام القوات المسلحة فى غياب إعلان حالة حرب فى البلاد. وكان رئيس برلمان القرم فلاديمير قسطنطينوف قد أعلن أن لجان الدفاع الشعبية المحلية قادرة على ردع أى استفزاز مسلح على الحدود مع أوكرانيا قبل الاستفتاء المرتقب، مضيفا أنه لا يرى أن بإمكان السلطات فى كييف تدبير مثل هذه الاستفزازات. فيما يرى يسرى العزباوى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان قرار الرئيس الاوكرانى المؤقت بعدم التدخل العسكرى صائبا جدا لانه يدرك جيدا بحجم قواته العسكرية امام الجيش الروسى، موضحا ان الشعب الاوكرانى هو من سيدفع الثمن، لافتا ان دول الاتحاد الاوروبى لن يستطيعوا ان يقفوا فى وجه موسكو حتى ولو ابدوا معارضته وأشار العزباوى إلى ان الصراع الدائر الآن بين قوى كبرى بين الاتحاد الأوروبى وأمريكا من جهة وبين روسيا من جهة أخرى، مؤكدا ان موسكو جادة فى استرجاع دورها بقوة على الساحة الدولية. وفى تطور لاحق تحدثت أنباء عن استيلاء مسلحين موالين لروسيا على مطار سيمفروبول فى شبه جزيرة القرم. وكانت القوات الروسية أحكمت قبضتها أمس الأول على القرم، وعززت قواتها، واستولت على مستشفى عسكرى وقاعدة صواريخ مع استعداد مسئولى المنطقة لإجراء استفتاء بشأن مستقبلها. واستولى موالون لروسيا وجنود روس على المستشفى فى سيمفروبول المدينة الإدارية الرئيسية فى شبه الجزيرة. وفى الأثناء أصدرت محكمة روسية أمر اعتقال ضد الزعيم الأوكرانى اليمينى ديميترو ياروش غيابيا، أمس فى اتهامات بالتحريض على الإرهاب وهو إجراء رمزى لتقوية حجة موسكو التى تقول إن متطرفين سرقوا السلطة فى أوكرانيا المجاورة. وقالت وكالات الأنباء الروسية إن محكمة باسمانى الجزئية فى موسكو قضت بأن ياروش، وهو من أكثر الزعماء نفوذا فى حركة الاحتجاج التى أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وأصدرت السلطات الجديدة فى أوكرانيا مذكرات اعتقال لزعماء موالين لروسيا فى شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا قبل استفتاء يجرى الأسبوع القادم دعوا له لتنضم المنطقة إلى روسيا.