استغل نشطاء مركز ابن خلدون نجاح ثورة 25 يناير للتحول من العمل الحقوقي للحزبي بالدعوة لإنشاء أحزاب تدافع عن فكر الثورة ومبادئها للتواجد في الشارع المصري، وكان من اللافت اتجاه بعض المنظمات الحقوقية للاعلان عن أحزاب جديدة حيث تنافس حاليا نشطاء مركز ابن خلدون علي إنشاء عدة أحزاب في هذا الشأن. في هذا السياق أعلن شادي طلعت المحامي ورئيس منظمة اتحاد المحامين الليبراليين وعضو مركز ابن خلدون عن حزب جديد بعنوان «حزب المستقبل الجديد» الذي يستهدف علي حد ما ورد في بيانه المبدئي رفض الظلم وتدعيم مبادئ الثورة واعادة الثقة المتبادلة بين الشعب والحكومة والمؤسسات المختلفة، وقال شادي ل«روزاليوسف» إنه سيتم عقد مؤتمر صحفي الاسبوع المقبل للاعلان عن التفاصيل كاشفا أنه عرض علي سعد الدين إبراهيم مدير ابن خلدون أن يتولي رئاسة الحزب لكنه رفض بدعوي أنه يريد ترك الفرصة للشباب مضيفا أنه من المحتمل أن يدعم الحزب بشكل شرفي علي حد تعبيره. واللافت أن الحزب طالب في بيان أصدره أمس بإلغاء وزارة الداخلية وتحويلها إلي هيئة مدنية نظامية، وألا يكون فيها أي رتب عسكرية لموظفيها وكذلك جهاز أمن الدولة مقترحا إنشاء جهاز آخر للتأمين الخارجي بمسمي آخر تابع للجيش لضمان النزاهة لحماية الدولة من أي اخطار خارجية. الغريب أن نشطاء ابن خلدون انتهزوا فرصة إنشاء الاحزاب لدعم مشروعاتهم الحقوقية حيث أعلن علي الفيل الناشط وعضو ابن خلدون عن إنشاء حزب جديد باسم الحزب التقدمي المصري تحت التأسيس ويحمل شعار «حرية مواطنة ديمقراطية» متبنيا حملة المؤسسة الوطنية للعدالة الانتقالية التي يرأسها أيضا لدعم مشروع قانون إنشاء المفوضية المصرية الدائمة للانتخابات. في سياق متصل وبمبادرة من المركز العربي لاستقلال القضاء، أعلن عدد من المنظمات الحقوقية عن إنشاء ما يسمي ببرنامج «العدالة الانتقالية» الذي يقوم بنقل مؤسسات الدولة في مصر من نظام الاستبداد الي الديمقراطية خاصة مؤسسات الأمن والاعلام والقضاء معتمدا في ذلك علي مجموعة من الافكار طبقت لانتقال جنوب إفريقيا من نظام عنصري إلي نظام ديمقراطي وكذلك في المغرب من الملكية المستبدة الي الملكية الديمقراطية الي جانب تجارب تشيلي بعد ديكتاتورية بينوشيه. الحركة ستضم منظمات حقوقية ومثقفين وسياسيين وصحفيين وفنانين اضافة إلي تجمعات شباب ثورة 25 يناير، وذلك من أجل الضغط لتنفيذ برنامجها.