يبدو أن احتفالية السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي في ذكري عيد الاستقلال سوف تسفر عن صراع جديد.. مازال خلف الستار.. بين أقطاب المجتمع المدني والتي تتسابق بين بعضها البعض بحثا عن التمويل الأجنبي وكسب ود الأمريكان وهو ما يعني الفوز بدعم الجهات المانحة، حيث وضعت قائمة الأسماء المحدودة التي تم اختيارها من قبل السفيرة مارجريت سكوبي للمشاركة في هذه الاحتفالية العديد من علامات الاستفهام حولها والتي غلب عليها من ناحية بروز النشطاء الوفديين ومن ناحية أخري ولأول مرة تواجد المدونين ونشطاء 6 أبريل والذين التفوا طوال الاحتفالية حول قيادات السفارة في إشارة صريحة للاستقواء. أما موقف مركز ابن خلدون في تراجع مستمر في هذا الشأن خاصة وانه يسعي جاهدا لاعادة روابط الثقة بينه وبين الجهات الامريكية المانحة في حين انه احتفل بعيدا بمقره الكائن بالمقطم بما اسماه بالذكري السابعة لتحريره دون مشاركة ممثلي هذه الجهات ووسط اجواء غريبة نرصدها في السطور التالية احتفالية السفارة وتنافس الأقطاب ضمت احتفالية السفارة خمسة نشطاء وحزبيين وفديين وهم صلاح سليمان مدير مؤسسة النقيب للتدريب وسعيد عبد الحافظ مدير ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الانسان واحمد سميح مدير مركز اندلس لدراسات التسامح ونبذ العنف وعصام شيحة عضو الهيئة العليا للحزب وسامح مكرم عبيد سكرتير مساعد الوفد هذا بالاضافة لنشطاء اخرين مثل ماجد سرور مدير عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني وشريف هلالي مدير المؤسسة العربية وحجاج نايل مدير البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان وهشام قاسم الناشط والعضو المنتدب السابق لجريدة المصري اليوم، وهو ما يعني اهتمام السفارة بشكل كبير بالمجتمع المدني المصري وخاصة المراكز والمنظمات الوفدية. من ناحية أخري، تواجد في الحفل ايضا ولاول مرة كل من اسراء عبد الفتاح وباسم فتحي من شباب 6 ابريل والمدون وائل عباس والذين كثفوا نشاطهم مؤخرا من خلال مركز حقوقي جديد يدعي المعهد المصري الديمقراطي الذي حصل علي مشروع المراقبة الالكترونية بالشراكة مع فريدوم هاوس الشهير ببيت الحرية الامريكي وبتمويل من الوقفية الامريكية ال(NED) مما يعني دخول منافس جديد علي الساحة الحقوقية يتنبي افكارا اكثر تطورا. في المقابل حرص المهندس احمد رزق شقيق سعد الدين إبراهيم المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون علي الحضور لمعرفة مؤشرات الموافقة من عدمها علي المرحلة الثانية من مشروعه الجديد الخاص بمراقبة انتخابات مجلس الشعب القادمة والتي يريد تمويلها من قبل مبادرة الشراكة الشرق اوسطية المعروفة بال (mepi) علما بأنه حصل علي تمويل المرحلة الاولي من قبل مؤسسة المستقبل الاردنية بمبلغ 150 الف دولار. معايير الاختيار حول معايير اختيار الشخصيات المشاركة في الحفل كل عام، قالت مصادر مسئولة بالسفارة الامريكية ل«روزاليوسف» إن السفارة كانت حريصة هذا العام علي تخفيف العدد خاصة وان العام الماضي شهد ازدحاما مبالغا فيه مستطردة كان هناك العديد من المدعوين هذه المرة ولكن تم الاستغناء عن بعضهم مضيفة ان اصدقاء السفارة يكون لهم الاولوية في المشاركة علي حد تعبيرها. خطاب سكوبي اللافت في الكلمة التي القتها السفيرة اثناء الاحتفالية هو مغازلة المجتمع المدني ما يقرب من خمس مرات حيث ذكرت في البداية انه بالرغم من الدور الفعال للزعماء السياسيين في امريكا الا ان المجتمع المدني كان مصدر التغيير مشيرة للعديد من الحقوق التي يجب تدعيمها خاصة حقوق النساء والمعاقين والعمال والصحافة الحرة. وأشارت إلي الخطاب الذي ألقاه أوباما في القاهرة العام الماضي ومدي التزام أمريكا بتعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان قائلة نركز دعمنا لمصر في هذا الشأن من خلال دعم المجتمع المدني مصدر الابتكار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. مهزلة ابن خلدون في سياق متصل، ووسط اجواء تدعو للدهشة والضحك في آن واحد توهم من يطلقون علي انفسهم بالخلدونيين اثناء احتفالهم بالذكري السابعة للافراج عن سعد الدين ابراهيم مؤسس مركز ابن خلدون في قضيته الشهيرة التي اتهم فيها بتلقي اموال من الخارج وتشويه سمعة مصر وكذلك الافراج عن 25 باحثا في 2003 بأنهم يحتفلون بذكري اعياد التحرير لدرجة ان سعد الدين وصفهم بالابطال في خطاب ارسله لهم في هذه المناسبة قائلا ان أعضاء المركز خير أخلاف لخير أسلاف زاعما أن المركز مدرسة ألهمت العديد ويظل البنية الأساسية لأي ديمقراطية حقيقية . واللافت أن سعد الدين والذي يمكث حاليا في قطر علي حد ما علمته روزاليوسف حذر أعضاء المركز من الخلافات الدائرة بينهم مستطردا من خلال خطابه قائلاً أدعو الإخوة شادي طلعت وأبو النصر وأبو المجد وهم من المحامين الليبراليين أن يتجاوزوا هذه المرحلة. اللافت انه تم تغيير اسم صالون الرواق التابع له ليصبح منتدي ابن خلدون للتنوير وبحيث يتم التعاون مع منتدي مراد وهبة صاحب الفكر العلماني و د.مني ابو سنة والتي عينت مؤخرا كبير المستشارين بالمركز متبنيا بعض القضايا خلال الفترة القادمة تحت مسمي رباعية الديمقراطية. والمضحك ان القائمين علي الاحتفالية استغرقوا أكثر من نصف ساعة لإحضار تورتة كبيرة التفوا حولها لالتقاط الصور كما لو كانوا في عيد ميلاد.