إن أفضل علاج لأدواء الديمقراطية هو المزيد من الديمقراطية لقد انتقلت الديمقراطية من كونها أحد أشكال الحكم الي أسلوب للحياة، لذلك أري أن قواعد الحقوق والواجبات تحتم علينا أن نعيش بطريقة ديمقراطية ونفكر بطريقة ديمقراطية ونختلف بطريقة ديمقراطية ونعترض بطريقة ديمقراطية ونطالب بحقوقنا بطريقة ديمقراطية ونتظاهر بطريقة ديمقراطية. وهذه الحقوق والمطالب تقابلها واجبات والتزامات، وطريق الديمقراطية ليس مفروشا بالورود حيث تعترضه العديد من العقبات والعثرات، إننا نحلم بأن تصبح مصر واحة للحرية والديمقراطية الليبرالية في أفضل صورها وأعمق تطبيقاتها، لكن الطريق طويل وشاق فأمامنا أجندات وملفات عديدة تحتاج الي دراسة متعمقة، نحتاج كذلك تحديد الأولويات وفق نظريات الاختيار العام. فبين أزمة الفهم وفهم الأزمة تنحصر الديمقراطية. الديمقراطية ليست شعارات يتم ترديدها في المناسبات والأجواء الاحتفالية وحسب لكنها أنماط من السلوكيات تقودنا الي شكل الحياة التي نحياها، أن أتصفح الملفات النظرية لتعاريف الديمقراطية ، ولن أتوقف عند مفهوم بعينه ولكنني آثرت فتح هذا الموضوع تحديدا وفي هذا التوقيت الذي يشهد أحداثا وتطورات مثيرة علي المستوي الإقليمي. حيث أحاول أن أؤكد مفهوم غاية في الأهمية خاصة في هذا التوقيت وهو مفهوم صندوق الانتخاب، فصندوق الانتخاب هو الوسيلة الوحيدة المقبولة في عالم الديمقراطية، ولإننا ننشد مجتمعا ديمقراطيا حقيقيا فيجب علينا أن نعلي من قيمة وقدر واهمية صناديق الانتخابات ، فصندوق الانتحاب هو الطريق والوسيلة التي يلجأ اليها الجماهير لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم وكل من يعترض علي سياسة معينة عليه ان يذهب الي صناديق الانتخاب. فالمواطن الذي لا يعجبه سياسة الحزب الفلاني ينتظر موعد الإنتخابات ليختار الحزب العلاني ويحاول أن يسقط الحزب الذي لا يعجبه، لابد أن تنتشر ثقافة صناديق الانتخاب كوسيلة وأداة هامة ووحيدة للتغيير وتداول السلطة بين القوي السياسية المتنافسة داخل المجتمع، إنني أدعو جميع المواطنين الي إعمال العقل والمنطق في كل الأمور وليكن صندوق الانتخاب هو الحكم والفيصل بين الجميع، لقد أتاح القانون والدستور حزمة من الأدوات يستطيع من خلالها المواطن أن يعبر عن رأيه بمنتهي الحرية والديمقراطية، لذلك يجب علي الجميع: الكتاب والمفكرين من حملة الأقلام والإعلاميين والمثقفين والفنانين أن يركزوا خلال هذه الفترة علي إعلاء تلك الأفكار والمبادي، وليكن شعارنا خلال هذه المرحلة " صندوق الانتخاب هو الحل " وعلي الدولة الكثير من الإجراءات والتدابير التي من خلالها يمكن إعلاء مفهوم وقيمة وأهمية " صندوق الانتخاب " وهذا لن يتأتي إلا بمزيد من الجهود علي جميع المستويات التنظيمية والرقابية. يجب علي الدولة أن تنحاز الي اختيارات الشعب وتوجهاته ويتحمل هو مسؤولية تلك الاختيارات والتوجهات، والآن لا أري أية فائدة ولا أية مبررات لشخص لديه مشكلة أيا كانت تلك المشكلة يقوم بحرق نفسه محاولا الانتحار ومقلدا ما حدث في تونس، لا أجد مبررا لمثل هذه السلوكيات فلانتحار سلوك الجبناء والمرتجفين. إنني لا أدعي أن الحياة وردية وليس لدي الجرأة لأقول أن أمورنا علي ما يرام وليس في الإمكان أبدع مما كان كذلك لا أستطيع أن أجد مبررا لهذا السلوك الذي ينافي جميع الشرائع السماوية علي الإطلاق، إننا نعيش فترة دقيقة حيث تحيطنا الأزمات من كل مكان، لدينا مشاكل عديدة لكننا نملك العديد من الأدوات التي تمكننا من حل العديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هناك واجبات علي الجميع.. علي الحكومة والمعارضة وعلي الشعب ومنظمات المجتمع المدني يا سادة مصر أمانة في أعناقنا جميعا.