أحد أكبر مثالب الإدارة المصرية هي عدم قدرتها علي توجيه خطاب مقنع للعالم الخارجي عندما يتطرق الحديث الي قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. عادة تصدر البيانات من الوزارات والمتحدثين الرسميين بشكل دفاعي.. يتوجه أولا بنفي ارتكاب أي أخطاء ثم حين تتزايد الضغوط.. ويتغير التوجه الرسمي ينقلب الخطاب مائة وثمانين درجة. حينما تحدثت هيلاري كلينتون عن أوضاع حقوق الإنسان والجمعيات الاهلية والديمقراطية خرجت البيانات لتؤكد اننا أفضل كثيرا من جيراننا العرب.. وأن الاوضاع لدينا ليس, كما يصورها هؤلاء الاشرار في الغرب وممثلوهم العملاء في مؤسسات المجتمع المدني المصرية. ما هكذا يكون الخطاب الموجه الي العالم الخارجي.. أحيانا نصدر قرارات محلية ونتمسك بها الي نجد الدنيا تقوم ولا تقعد كأن هناك حالة عدم فهم للآليات التي يعمل من خلالها العالم. أحيانا تخرج مظاهرات في الخارج احتجاجا علي بعض القرارات ونضطر في نهاية الأمر الي التراجع في أمر داخلي وكأننا لا نعيش في هذ الكون. الواقع يقول إننا نعيش في قرية كونية.. وما نتخذه من قرارات هنا قد تكون له ردود فعل دولية هناك. العالم الآن أكثر اتصالا وأكثر تقاربا. أوضاع الديمقراطية وحقوق الانسان لا يمكن أن تتجاهل التطورات الخارجية. نحن ننضم الي الفصائل الوطنية في رفض اي تدخل أجنبي في شئوننا الداخلية.. لكن اليس من الافضل ان نقدم سياسات تتفق مع اللغة التي يتحدثها العالم ثم نختار الكوادر المناسبة للدفاع عنها. حين رجعت الي التقرير المرفق باللغة الانجليزية لخطاب وزيرة الخارجية الامريكية امام مؤتمر تجمع الديمقراطيات الذي عقد في بولندا بهدف دعم الديمقراطية في القرن العشرين والمتعلق بدعم الاصلاح السياسي في مصر وجدت انه من الممكن الرد عليه بأسلوب رصين بدلا من الشتائم والرفض. مصر لها خصوصيتها.. لكن لا يعني ذلك تجاهل العالم.. علينا ان ندافع عن قضايانا بطريقة المحترفين لا الهواة. [email protected]