مساء كل يوم تخرج عشرات السيارات من مزرعة الجبل الأصفر فى محافظة القليوبية محملة بالخضروات كالخس والكرنب والفول الحراتى والبصل الأخضر والبرسيم لتباع صباح اليوم التالى بأسواق مدن أبوزعبل والخانكة والقلج والسلام ، ولايدرى مشترو هذه الخضروات انهم يشترون أمراض الفشل الكلوى والكبدى الوبائى وسرطان الرئة بأموالهم لان أراضى مزرعة الجبل الاصفر التى تبلغ مساحتها 4 آلاف فدان تروى بمياه الصرف الصحى والصناعى غير المعالجة!!. "روزاليوسف" تجولت داخل مزرعة الجبل الأصفر وأجرت هذا التحقيق الميدانى، يقول عادل عفيفى أحد سكان المنطقة وهو يشير إلى مياه الصرف الصحي- ان أراضى المزرعة تروى بمياه الصرف غير المعالج مما أدى الى تلوث المياه الجوفية وعدم صلاحيتها أيضا للرى أو الشرب لان الأرض مشبعة بمياه الصرف الصحي.
يضيف محمد حسن من سكان الخانكة أن المشكلة ازدادت سوءًا بعد قطع أشجار الفاكهة بالمزرعة وزراعة الخضروات بدلا منها، مؤكدا أن جذور الخضروات تكون قريبة من سطح التربة مما يؤدى الى زيادة نسب المعادن الثقيلة الناتجة عن مياه الصرف الصحى والصناعى فى الخضروات.
ويشير محمود عبد العزيز مزارع بالمنطقة الى أنهم لا يستطيعون الاستغناء عن رى الأرض بمياه الصرف الصحى لأنها تعتبر سمادا للأرض، بشرط قيام الحكومة بمعالجتها حتى تصلح للري، مضيفًا أنه لا يبيع محصوله للناس حتى لا يضر أحدا، ولكنه يقدمه كأعلاف للمواشي، حيث أنه يمتلك مشروعا لتسمين المواشي.
يشير الحاج محمود هدية عضو لجنة الزراعة بحزب الحرية والعدالة فى الخانكة الى أن مزرعة الجبل الأصفر كانت تنتج أجود أنواع الموالح وذلك عندما كانت تروى بمياه الصرف الصحى المعالج فى العهد الملكي، ثم شهدت المزرعة إهمالا شديدا وأصبحت تروى بمياه الصرف الصحى غير المعالج.
وأوضح أن الحكومة قامت بإنشاء مشروعى تنقية مياه الصرف الصحى بجوار المزرعة بالعقدين 16 و19 وصرفت عليهما مليارات الجنيهات إلا أنهما لا يعملان بالمعالجة الثلاثية، بل يعملان بالمعالجة الثنائية فقط مما أدى الى رى أراضى المزرعة بمياه صرف غير معالجة أصابت الأهالى بالأمراض الفتاكة.
وطالب عضو لجنة الزراعة بحزب الحرية والعدالة فى الخانكة بتحويل انتاج المزرعة لمحاصيل تستخدم للتسمين الحيوانى وليس للاستخدام الآدمى.
واشار الى أن المشكلة استفحلت بعد قيام بعض المصانع المجاورة بإلقاء صرفها الصناعى فى المصرف الذى يروى منه الأهالى أراضيهم بالمزرعة، لافتا الى أن اغلب صرف هذه المصانع كيماويات ومصابغ.
يلفت النائب عبد الله عليوة عضو مجلس الشعب السابق النظر الى أنه تقدم بطلبات إحاطة لوزير الزراعة فى الدورة البرلمانية 2005 حول هذه الموضوع الخطير وتمت الاستجابة بالفعل وتم وقف رى أراضى المزرعة بالصرف الصحى وريها بالمياه الجوفية، إلا أن المشكلة عادت مرة أخرى وسوف نطالب الحكومة بوضع حل نهائى لهذه المشكلة الخطيرة.
من جهته يوضح المهندس نجاح سلامة مدير المزرعة أن إدارة الإنتاج ليس لديها أى محاصيل تروى بمياه الصرف الصحى مؤكدا أن جميع أراضى المزرعة مستأجرة للمزارعين بعقود حق الانتفاع والشرط الأساسى فى هذا العقود الرى من خلال الآبار الارتوازية، لكن لأن مياه الصرف الصحى الواردة من خزان محطة معالجة الجبل الأصفر القديمة تمر عبر أراضى المزرعة فيقوم المزارعون برى المزروعات منها.
وقال سلامة انه طلب من المسئولين بالشركة القابضة للصرف الصحى بضرورة اتخاذ اللازم نحو إيقاف المياه الواردة للمزرعة من خزان محطة معالجة الجبل الأصفر القديمة والى جانب تحويل المياه الواردة من محطة تنقية البركة إلى مصرف بلبيس حتى لا يروى منها المزارعون أراضى المزرعة.
من جانبه يؤكد المهندس عادل محمد مصلح وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية ان رى هذه المزرعة بمياه الصرف لا اساس له من الصحة علما بأن هناك مراقبة دورية ومتابعة لعدم حدوث ذلك وفى حالة ظهور أى مخالفة من المزارعين فيطبق عليهم أقسى العقوبة نظرا لما يعود على الانسان من الامراض فى حالة حدوث ذلك.
