تسود حالة من الاستياء والتذمر بين أهالى ومزارعى الجبل الأصفر بالخانكة، التابعة لوزارة الزراعة، حيث تتعرض أراضيهم لعملية اغتيال ممنهجة تنذر بالقضاء على مساحة 4 آلاف و800 فدان تموت عطشاً، بسبب انعدام مياه الرى وحرمان إدارة المزرعة الفلاحين من رى أراضيهم بواسطة الآبار الارتوازية. الكارثة الكبرى هى لجوء المزارعين لرى أراضيهم بمياه الصرف الصحى والصرف الصناعى، ما ينذر بكارثة أكبر، وهى انتشار أمراض الفشل الكلوى وغيره من الأمراض، بسبب تناول هذه المزروعات، خاصة أن هذه المزرعة هى المصدر الرئيسى لأسواق القاهرة الكبرى، حيث يتم توريد إنتاجها من الخضراوات والفاكهة لسكان القاهرة والقليوبية والجيزة. وأكد المزارعون أن هذه الظاهرة منتشرة منذ عشرات السنين، حتى إن المياه الجوفية لا تصلح أيضا للرى أو للشرب، لأن الأرض مشبعة بمياه الصرف الصحى. وأشار محمد حسن، أحد المزارعين، إلى أن المشكلة ازدادت سوءاً بعد قطع أشجار الفاكهة بالمزرعة وزراعة الخضراوات مكانها، وتتمثل المشكلة فى أن جذور الخضراوات تكون قريبة من سطح التربة فيكون تأثير مياه الصرف الصحى والصناعى شديدا، على عكس الأشجار التى تكون ضاربة فى التربة وتنتج ثماراً لها قشور، فتقلل تأثير المواد الضارة الموجودة بالصرف الصحى والصناعى. واتهم خالد محمد أغلب المزارعين بعدم استخدام المياه الجوفية من «الطلمبات الحبشية» توفيراً للنفقات، خاصة فى ظل ارتفاع أسعار السولار والبنزين. تزداد المشكلة سوءاً بإلقاء بعض المصانع المجاورة صرفها الصناعى بالمصرف الذى يروى منه الأهالى أراضيهم بالمزرعة، والخطورة أن أغلب صرف هذه المصانع كيماويات ومصابغ. من جانبهم، أكد الأهالى والمزارعون، أنهم لا يستطيعون الاستغناء عن رى الأرض بمياه الصرف الصحى بعد أن جفت الترعة وحرموا من مصدر نظيف لرى أراضيهم، مؤكدين أنهم يستخدمون مياه الرى بالصرف الصحى، لأنها تعتبر سماداً للأرض، مطالبين الحكومة بمعالجة مياه الصرف الصحى حتى تصلح للرى. من جانبه، أكد المهندس نجاح سلامة، مدير المزرعة، أن إدارة الإنتاج ليس لديها أى محاصيل تروى بمياه الصرف الصحى، وأن جميع أراضى المزرعة مستأجرة للمزارعين بعقود حق الانتفاع، والشرط الأساسى فى هذه العقود الرى من خلال الآبار الارتوازية، لكن مياه الصرف الصحى الواردة من خزان محطة معالجة الجبل الأصفر القديمة تمر عبر أراضى المزرعة فيقوم المزارعون برى المزروعات منها.