يؤسفني أن اضطر أن أقول أنه مهما حاول الرئيس ساركوزي فهو ليس شارل ديجول ولا حتي رئيسه السابق جاك شيراك لذلك إذا حاول أن يرتدي قبعة نابليون بونابرت في سياسته الخارجية كما يحاول في سياسته الداخلية فإن ذلك لن يزيد من وزنه أو يدعو للاحترام بل العكس هو الصحيح لقد وضح الآن الأمر بالنسبة لأحداث الإسكندرية التي لا علاقة لها بأي فتنة طائفية في مصر إذ أنها حدث إرهابي أضعف كثيرا محليا مما حدث قبل أيام في أريزونا في أمريكا. الجنون فنون ولابد أن الرئيس ساركوزي يعرف تاريخ بلاده والإرهابيين الفرنسيين الذين حاولوا قتل الجنرال ديجول عدة مرات وكان بعضهم ضباطاً في الجيش الفرنسي والفرقة الأجنبية. لن نعيد ذكري حرب الجزائر ولا الحرب الفرنسية القذرة في وسائلها وعنصريتها فيما كان يعرف بالهند الصينية وهزيمتهم هناك علي يد الجنرال الفيتنامي «جياب» لن نرجع في التاريخ إلي الحروب الدينية في فرنسا وتغيير دين الدولة أكثر من مرة وهروب مئات الآلاف من الفرنسيين إلي الأراضي المنخفضة «هولندا» وهم الذين كانوا يعرفون باسم «الهوجونت» هربا من الاضطهاد الديني في فرنسا والمجازر التي نظمت «للكاثوليكيين» انتقام مما حدث «للبروتستانت».. إلخ.. إلخ. ربما ذكر الرئيس ساركوزي لقداسة البابا في «الفاتيكان» وهو رجل مثقف «ألماني» يتكلم العديد من اللغات بطلاقة ربما ذكر له الذي حدث ومازال يحدث في أيرلنده، بالإضافة إلي أن الكنيسة الرومانية الشرقية في القسطنطينية كانت دائما في صف صلاح الدين الأيوبي وحارب المسيحيون في القدس إلي جانب أخوانهم من المسلمين وكذلك اليهود ضد الغزو المعضض من الكنيسة الكاثوليكية الغربية. أحداث الإسكندرية لم تحدث بسبب أي فتنة طائفية دينية ولكن بسبب التصريحات الغريبة التي جاءت عبر البحار ومن خارج الحدود المصرية. بدأت أشعر وأرجو أن أكون مخطئاً أن هناك من يخطط لمسرحية هزيلة للتدخل الأجنبي في شئون الدول العربية وبالذات مصر. أرجو أن أكون مخطئاً وأن تصححني تصرفات الرئيس ساركوزي المستقبلية قبل أن يلحق الضرر الكبير بالعلاقات المصرية الفرنسية من ناحية والعربية الفرنسية من ناحية أخري.