بعد التصريحات الأخيرة للسيد رئيس الجمهورية الفرنسي «ساركوزي» لابد أن يتوقع أنه سوف يعرض علي سكان أريزونا بعد حادث القتل الجماعي هناك اللجوء السياسي إلي فرنسا هربا من الإرهاب. بالطبع هناك بعض المشاكل التي يمكن أن يواجهها ساركوزي إذا لم تقتصر دعوته علي أريزونا وامتدت إلي جميع سكان الولاياتالمتحدة التي يبلغ تعدادها أكثر من تعداد غرب أوروبا. الفكرة واردة من أكثر من وجهة نظر حيث إن الولاياتالمتحدة كانت ومنذ مدة غير بسيطة في حرب غير معلنة مع فرنسا في عدد من البلاد الأفريقية ناهيك عن التنافس علي النفوذ في لبنان وقبل ذلك في العراق والمغرب العربي. لذلك فاللجوء السياسي للأمريكان قد يعطي الشعب الأمريكي فكرة عن حسن النية للأمة الأوروبية الكبري نحو أمريكا التي سبق أن أنقذت فرنسا من الهزيمة المنكرة في حربين عالميتين أي أنه نوع من رد الجميل. أنا أحاول بقدر الإمكان ألا تبدو لهجتي سافرة حيث إن الرئيس ساركوزي هو رئيس جمهورية عظمي صديقة للشعوب العربية سياسياً منذ عهد القائد العظيم «شارل ديجول». لقد استمرت هذه الصداقة خلال حكم «بومبي دو» و«ميتران» وبالطبع «جاك شيراك» الحقيقة وعلي الرغم من تحفظاتي الشخصية من أول وهلة سمعت فيها عن «المسيو ساركوزي» عندما كان وزيرًا للداخلية في حكومة شيراك أثناء أعمال الشغب العنيفة التي شهدتها فرنسا، وكانت الأكبر منذ ثورة الطلاب والعمال التي كادت تطيح بجمهورية الجنرال «شارل ديجول» أقول علي الرغم من ذلك كنت أري إن سياسته في الشرق الأوسط أفضل مما كنت انتظر وكذلك قراراته الداخلية كانت صحيحة من حيث المبدأ، وإن كانت تصريحاته استفزازية بعض الشيء حتي لكثير من الفرنسيين. كذلك وربما هذه النقطة هي الوحيدة في ميزان حسناته عندي حيث كان ساركوزي لحد معقول لا يتعارض مع التوجهات السياسية المصرية ويكن الاحترام والتقدير المتوقع لرئيس الجمهورية المصري وبجهوده لحفظ السلام في الشرق الأوسط وهو الشرط الأساسي للخروج من أزمة الشرق الأوسط. من هنا جاءت تصريحات الرئيس ساركوزي بخصوص الشرق الأوسط وربط أحداث الإسكندرية بأحداث في العراق كصدمة لكل من يعضض ويرغب في صداقة فرنسية مصرية دائمة وقوية. .. ونكمل غداً