كشفت الأحداث في الوسط الرياضي عن أهمية أن يكون رئيس الاتحاد من أبناء اللعبة.. وسبق أن مارسها وشارك في بطولاتها معايشة كاملة.. تختلف الآراء كثيراً حول هذا المفهوم.. لكن الذين يؤيدون أن يتولي أبناء اللعبة رئاسة وإدارة اتحاداتهم يضربون الأمثلة بما يحدث في الاتحادات التي يرأسها شخصيات ليست لها علاقة مسبقة باللعبة. وفي قائمة الاتحادات الأوليمبية يتولي الرئاسة أكبر عدد من الذين لم يمارسوا ألعاب اتحاداتهم أصلاً.. ولم يسبق أن شهد الوسط الرياضي مثل هذا العدد.. وهم صفاء صالح للتجديف، عمرو السعيد للجمباز قبل حله، عادل أبوالنصر لتنس الطاولة، أحمد إسماعيل للسلاح، عصام رشاد للجودو، محمد الدمرداش توني للخماسي الحديث، محمد إبراهيم خليل للشراع واليخت، إسراء السنهوري للتنس، منير العدل للدراجات، علي حسب الله في الريشة الطائرة. هذا التحقيق يستعرض آراء المدربين واللاعبين ويكشف الأبعاد المترتبة وسلبياتها. قال عبدالعزيز غنيم (المدير الفني لمنتخب الملاكمة): إن أي اتحاد يرأسه بطل رياضي في نفس اللعبة مطلب لا غني عنه لأنه يكون علي دراية وإحاطة بمشاكل اللاعبين والأجهزة الفنية علي اعتبار أنه مر بمثلها عندما كان لاعباً. ومن جانبه أكد هشام يحيي (البطل الأوليمبي للملاكمة) علي توفير وجيه ندا لكل متطلبات اللاعبين بالإضافة لمتابعته المستمرة لمعسكرات المنتخب. ويضيف محمود فتح الله (مدرب منتخب المصارعة وصاحب أشهر حركة في أوليمبياد 4002) أن الدكتور محمد عبدالعال رئيس الاتحاد مصارع من الدرجة الأولي وله تاريخه الحافل بالبطولات والجوائز، لذلك فهو يعي تماماً جميع مشكلات المصارعة، ويعمل علي حلها وهذا سر التألق الملحوظ لمنتخب المصارعة في الفترة الأخيرة وخير دليل علي ذلك الميدالية الفضية التي أحرزها حمدي عبدالوهاب في أوليمبياد سنغافورة الأخير في وزن 58. ومن جانبه شدد حمدي عبدالوهاب علي ضرورة أن يكون رئيس الاتحاد لاعبا سابقا باللعبة واستشهد بما فعله عبدالعال مع كرم جابر بعد تخلفه عن التدريبات صمم أن يكون هناك أبطال آخرون وهذا يدل علي قدرته علي علاج السلبيات والمشكلات وكيفية مواجهتها. ويؤكد علي هذه الحقيقة باسل الغرباوي (المدير الفني لمنتخب الجودو) أنه من الضروري أن يكون المسئولون عن اللعبة أبطالا رياضيين، خاصة أن الجودو مر بفترة من المشاكل بدون معرفة السبب كما أن المعسكرات الخارجية والبطولات التي أقيمت مؤخراً لم يتم مشاركة المنتخب فيها بسبب بعض المشاكل وقلة التفاهم والانسجام. وشدد علي أهمية أن تكون القرارات التي يتخذها الاتحاد جماعية وبموافقة المجلس وليس بقرارات فردية. أما مجدي أبوالمجد (مدرب عام منتخب الناشئين لكرة اليد) فيقول: من الضروري أن يساعد رئيس الاتحاد في تهيئة المناخ، والدليل مشاركة المنتخب في أكثر من معسكر قبل خوض أوليمبياد سنغافورة من أجل إحراز الميدالية الذهبية وهو ما تحقق بالفعل، وبالتالي فإن نجاح أي منظومة لن يتحقق إلا بوجود مسئول فاهم في اللعبة. وأضاف الثلاثي محمد علي ومصطفي أسامة وكريم محمد (نجوم منتخب اليد للناشئين) أنهم يؤيدون فكرة أن يكون رئيس الاتحاد صاحب إنجازات رياضية في اللعبة.. أما عند حدوث غير ذلك فسيؤدي ذلك لانهيار الاتحاد واللعبة والجهاز الفني واللاعبين. ويقول طه الغنام (مدير أكاديمية كرة السلة للبنات بالنادي الأهلي): إن رئيس الاتحاد دائماً وأبداً يكون ديكتاتوراً ولهذا السبب عليه أن يكون رياضياً بالدرجة الأولي وملماً بقوانينها وحيثياتها حتي لا يؤثر ذلك سلبياً بانهيار اللعبة التي يترأسها. وطالب حسن صقر (رئيس المجلس القومي للرياضة) بمراعاة ذلك في اللوائح.. وتمني الغنام أن يعود ذلك بالنفع علي جميع المنتخبات الرياضية والأندية كونه قرارا صائبا وله مغزي وهو الارتقاء بمنظومة العمل الرياضي. قال ياسر إدريس (رئيس اتحاد السباحة) إنه سباح قديم وبطل مصري في اللعبة وهذا أحد الأسباب التي ساعدته ليكون رئيساً للاتحاد، وأشار الي أنه لو كان خارج الوسط الرياضي لأحال ذلك تواجده برئاسة الاتحاد، واستشهد إدريس بمشكلة مازن عزيز السبّاح المصري الذي لعب باسم أمريكا وحاول أن يحلها مع اللاعب.. إلا أن مازن عزيز هو من رفض اللعب باسم منتخب مصر والدليل علي ذلك رفضه العودة لحل هذه المشكلة.