أبناء بورسعيد يشيعون ضحاياهم سيظل يوم الأحد من الأسبوع الماضي محفوراً في ذاكرة البورسعيدية ولن ينسوه لسنوات طوال.. عندما خرجت عن بكرة ابيها تودع 31 قتيلا من ضحايا أعمال العنف التي اندلعت قبلها بيوم بعد النطق بالحكم في قضية مجزرة بورسعيد.. صراخ وعويل وبكاء في كل مكان والآف تحمل الجثث الي مثوارها الأخير وكان للرياضيين في بورسعيد نصيب من هذه الدموع حيث كان بين المتوفين تامر الفحلة حارس المصري السابق وغزل بورسعيد الحالي ومحمود الضيظوي لاعب المريخ. كان الرصاص الحي يتطاير في كل مكان وفي كل اتجاه من اسلحة عادية وآلية وكان في الشوارع الجانبية المحيطة بمنطقة سجن بورسعيد شابان يشاهدان مايجري حيث الألتراس معتصم حول منطقة السجن واندس البلطجية ومثيرو الشغب بينهم، وبدأ أطلاق النار وتلقي الشابان رصاصتين في الرأس اصابات مباشرة. وبعد ثوان تعالت الأصوات بعدما تبين ان الشابين هما تامر الفحلة ومحمود الضيظوي وفي ثواب تناقل الخبر واحتشد ابراهيم المصري وعماد العمدة وأحمد الشناوي وعمرو بسيوني وهشام البطوط وفتوح المتولي والسيد عبدالسلام زملاء اللاعبين في الملاعب ومعهم سمير التفاهني وجمال فؤاد وسعد السقا ومحمد طه نجوم المصري في الثمانينيات ليكونوا مع المشيعين. رحلة قصيرة لم يكن لتامر عوض ابراهيم محمد الفحلة وهو اسمه بالكامل مشوار طويل حيث انضم للمصري منتصف الثمانيات من نادي الشباب المسلمين ضمن فرق الناشئين وتدرج في فرق الناشئين حتي صعد للفريق الأول وكان يحرس مرمي المصري وقتها الغاني سامبا فال ولم يجد تامر فرصة مشاركة جادة فانتقل إلي نادي غزل بورسعيد ولعب له اساسياً حتي هذا الموسم. ويوم السبت من الأسبوع الماضي ذهب ليشاهد مايجري في الشارع بعد سماع النطق بالحكم في القضية.. وتقول اسرته إنهم تلقوا اتصالا من بعض اصدقائه يفيد بوجود تامر في احد المستشفيات في بورسعيد مصاباً وعندما ذهبت الاسرة للمستشفي وجدوا من يقول لهم- البقاء لله- وان تامر قد تلقي رصاصة في رأسه لقي مصرعه بعدها في الحال. تامر متزوج وله بنت اسمها ملك عمرها 3 سنوات وكان ينتظر مع زوجته حدثا سعيدا بعد ايام.. انه ذكر واتفقا مع زوجته علي تسميته محمد وكان يعد العدة حتي تضع زوجته وليدها لكن القدر كان أسرع منه وكتب علي الزوجة ان تستقبل وليدها وحدها مع دموعها هي وافراد اسرته امه وابيه وشقيقه الوحيد ياسر. الحلم الضائع اما محمود الضيظوي فأسمه الحقيقي محمود محمد عبدالحليم واكتسب اسم الضيظوي نجم المصري الشهير في الخمسينيات والستينيات من شقيقه الذي يكبره أحمد.. ومحمود احتفل قبل شهرين بعيد ميلاده ال22 وهو الخامس في ترتيب اخوته حيث يكبره ثلاث بنات واحمد وتصغره شقيقته الصغري. لعب لصفوف المريخ ناشئاً ورغم وجوده في دوري القسم الثاني إلا ان موهبته جذبت اسماع واهتمام طلعت يوسف المدير الفني وقت قيادته الفنية لفريق الشرطة قبل ثلاث سنوات فطلب ضرورة حضوره وخضع لاختبار فني معه في فريق الشرطة قبل ثلاث سنوات وبعدها طلب بسرعة التعاقد معه رغم صغر سنه وتم قيده في فريق الشرطة تحت السن وكانت سعادة الضيظوي لاتوصف بوجوده بين النجوم محمد نجيب واحمد دويدار ورضا العزب وايمن سعيد والنيجيري بوبا وغيرهم وكان الكابتن طلعت يوسف يؤكد مراراً ان مركز الظهير الايسر الذي يلعب له سيكون محجوزاً باسمه وانه سيتم الدفع به في الوقت المناسب. وزادت احلام محمود في التألق مع الشرطة وراوده حلم الانضمام للفريق القومي أو اللعب للأهلي أو الزمالك ولكن رحيل طلعت يوسف عن الشرطة وتعاقده مع المصري عجل برغبة محمود في العودة لبورسعيد -واللعب للمريخ مرة اخري- لعله يكون الي جوار طلعت يوسف الذي كان يعتبره مدربه وشقيقه قيمة كبيرة في حياته إلا أن طلعت يوسف لم يستمر مع المصري ورحل عنه لكن احلام الضيظوي لم تتبدد وجدد رغبته في التألق والانتقال لاحد أندية الدوري الممتاز وتسجل بيانات نادي المريخ اشتراك اللاعب اساسياً في كل مباريات الموسم الماضي وكل مباريات دوري هذا الموسم ولم يتغيب اطلاقاً عن أي مباراة حتي قبيل وفاته الذي عاجله ليضيع معه كل احلام محمود ويترك فقط وفاته الدموع والحسرة لاسرته خاصة والديه واخوته الذين لن ينسوا كيف كان يسارع ببر والديه ومساعدة اخوته عندما يتقاضي أي اموال من ناديه. وطالب قدامي الرياضيين في بورسعيد ضم اللاعب لقائمة شهداء الثورة هما وكل من لقي مصرعه في الاحداث في بورسعيد.