عاشت جماهير مصر أجمل فرحة بفوز الزمالك ممثل اللعبة الشعبية الأولي في دوري الأبطال الافريقي، علي الوداد البيضاوي المغربي بالأربعة. لم تكن الفرحة وحالة السعادة بسبب الأهداف الأربع النظيفة فقط، ولكن للأداء الأبيض الذي أعاد للأذهان أيام مدرسة الفن والهندسة. لم يتوقع أكثر المتفائلين أن الزمالك سيعبر ضربة البداية في كرنفال المربع الذهبي الافريقي بالأربعة، المنافس قوي.. وتاريخه كبير.. ويلعب كرة قدم بمعني الكلمة من خلال مشواره في البطولة ولكن أثبت نجوم الزمالك في هذه المباراة انهم رجال بمعني الكلمة، تعامل مؤمن سليمان المدير الفني الكفء مع اللقاء بمنتهي الحرفية واستطاع أن يربك كافة تحركات الوداد الذي لم يكن موجود بالمباراة في معظم الفترات وتفوق مهاريا وبدنيا وخططيا. نعم لم يكن حارس الوداد "العقيد" موجود من الأساس.. لكن الدفاع تغلب علي كل الظروف والنقص العددي.. واستطاع أن يبعث رسالة فنية شديدة اللهجة بأن كأس افريقيا سيكون أبيض بخطين حمر بإذن الله. الافراط في الفرحة غير موجود.. وكم أعجبني مؤمن سليمان عندما أكد بعد المباراة مباشرة أن الزمالك لم يتأهل.. وان هناك جولة صعبة بالمغرب.. هذا الكلام عين العقل ولكن الزملكاوية يستطيعون التعامل مع الموقف بحذر واصرار وثقة أيضا في التأهل الي النهائي. كم عاني الزمالك من ضعف الصفوف، في سنوات كثيرة.. نعم كان الأبيض في بعض المواسم بلا أنياب.. ولكن في المرحلة الأخيرة ويحسب ذلك لادارة النادي الحاسمة، عادت الأنياب وعاد زئير الأسد يرعب محليا وافريقيا، وهذا لم يأت من فراغ. أي مكسب.. سواء للأهلي أو الزمالك يعتبر اضافة الي الكرة المصرية ويجب أن يزداد حجم الأماني بأن كأس افريقيا سيكون مصري، ويستطيع المنتخب أن يحقق أغلي الطموحات والأحلام بالتأهل لمونديال كأس العالم بروسيا.. ويعود الانتصارات الافريقية وبعودة كأس أمم افريقيا الي أحضان الفراعنة بعد غياب وانتكاسات كادت أن تتسبب في حالة من الاحباط. شكرا لجماهير الزمالك التي تزين بها استاد برج العرب.. وربما يكون هذا الظهور المشرف فاتحة خير لعودة الجماهير من جديد الي ملاعبنا، وهذا ما نفتقده. شكرا لنجوم الزمالك.. وشكرا لكل مخلص يستطيع أن يسعد الشعب الطيب المطحون. ألف مبروك.. والله الموفق.