منذ ثلاثة شهور مضت، كان قد مضي علي صدور جريدينا »أخبار الرياضة« عشرون عاما بالتمام والكمال، واذا كان الاحتفال بعيد ميلاد أجمل وردة في بلاط صاحبة الجلالة، قد تأخر عدة أسابيع، فان ذلك لكي يأتي الاحتفال لائقا بجريدة ولدت عملاقة- كما هي اصدارات صحف ومجلات دار »أخبار اليوم«.. واذا كانت ظروف صحية وأسرية قد حالت بيني وبين حضور هذا الاحتفال، إلا أنني شاركت فيه بقلبي ووجداني.. واسترجعت تلك الأيام الجميلة، عندما حضر الزميل والصديق والأخ الكريم، الناقد الرياضي والصحفي الكبير فتحي سند- بلدياتي وحبيبي- بنفسه الي مكتبي، ليخبرني عن المشروع الجديد، الذي كلفه به الراحل الكريم استاذنا سعيد سنبل- وكان في ذلك الوقت رئيس تحرير »الأخبار« ورئيس مجلس ادارة دار »أخبار اليوم«، وترك له حرية اختيار معاونيه.. وكان يمكن لفتحي سند أن يتصل بي ويستدعيني، ولكنه أثر إلا ان يحضر بنفسه، كرما منه وتفضلا.. وبعد أقل من ثلاث سنوات كان فتحي سند -الذي أصبح بكفاءته وقيمته وقامته الصحفية رئيسا للتحرير- يطلب من الكاتب الكبير ابراهيم سعده- متعه الله بالصحة والعافية- رئيس مجلس الادارة في ذلك الوقت، تعييني مديرا للتحرير. ولظروف العمل ابتعدت مرة ومرات عن المسئولية الصحفية في »أخبار الرياضة«، ولكن فتحي سند صمم ان يستمر العمود الذي اكتبه اسبوعيا، بالرغم من أنه كانت تمر علي ظروف وخلافات بعيدا عنه، ولكنها كانت تدعوه لكي يحول بيني وبين الكتابة في الجريدة، حتي لايعرض نفسه لمشاكل هو في غني عنها، ولكنه لم يفعل، ولو فعل لما غضبت منه ولما لمته.. ولكن هذا هو فتحي سند المقاتل الطيب. وتمر سنوات، ويبدو أن المشاكل تحبني ولاتريد ان تتخلي عني.. ويتقدم فتحي سند ويعرض علي أن أكون مستشارا لتحرير »أخبار الرياضة«، ووافقت.. وكان الهدف الرئيسي لصديقي العزيز ان يخرجني مما انا فيه.. واذا كانت ظروف عملي الأن تحول دون ان اؤدي الدور المطلوب مني.. فإنني اطلب من الرجل الكريم ان يعفيني منه، ويكفيني ثقته باستمراري كاتبا في الجريدة التي احببتها دائما. وقد لا أكون قد قلتها لفتحي سند من قبل.. وأقولها في هذه المناسبة.. أحبك وأحترمك وأقدرك.. فليس مثلك كثيرون.