رفض الآلآف من المصريين البقاء في مصر نظراً لتردي الأوضاع الإقتصادية والأمنية التي تشهدها البلاد في حكم العسكر ، حيث غادر ما لايقل عن 50 ألف مصري منفذ السلوم متجهين إلى ليبيا خلال الأسابيع الماضية، على الرغم من الحروب الدائرة بين الثوار وقوات حفتر. وأكدت وزارة القوى العاملة أنها عرضت على الكثير من المصريين في ليبيا العودة نظراً لإضطراب الأوضاع هناك لكنهم رفضوا ، وأيدوا البقاء هناك . وشهدت الخطوط الجوية الليبية، ازدحام كثيف أمام أبوابها وانتظار بالساعات من قبل العاملين المصريين بليبيا للعودة مرة أخرى إلى ليبيا على الرغم الأحداث التي تشهدها ليبيا مرة أخرى هناك ، وتحدثت تقارير عن عودة أكثر من 50 ألف مصري مقبلين من جميع المدن الليبية، عبر منفذ السلوم خلال الفترة الماضية. وقال عدد من العاملين في ليبيا خلال حديثهم لإحدى الفضائيات أن سبب سرعة العودة إلى ليبيا في الوضع غير المستقر في مصر جعلهم غير قادرين على العمل ، موضحين أنه لابد من العودة إلى لليبيا حيث أن الاقامة سوف تنتهي وحتى يتم الحصول عليها لابد من دفع ما يقدر ب5 آلاف جنيه مصري، وفي مصر من الصعب الحصول على الجنيه. وأضافوا '' ننتظر يوميا أمام الخطوط الجوية الليبية منذ الساعة السادسة صباحاً وحتى الساعة الواحدة ظهراً حتى أن ننهي الأوراق والحصول على تذكرة للسفر بسبب الازدحام الشديد. وأكدوا على أن جميع الطائرات المسافرة إلى ليبيا محجوزة حتى يوم 15 سبتمبر الحالي، بسبب التكدس ورجوع العديد من المصريين العاملين في ليبيا، مشددين على أن الأوضاع هناك أصبحت مستقرة. أحداث انتقامية ومن جانبة قال الكاتب الصحفي محمد أبو الفضل في مقال له على موقع ميدل ايست أن الأحداث التي تعرض لها كثير من المصريين في ليبيا كانت انتقامية، ولها أغراض سياسية وأمنية، ولم تكن عشوائية بالمرة، وتأتي ضمن لعبة القط والفأر التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد الجماعات الإرهابية والتكفيرية الرائجة في ليبيا- على حد قوله وأضاف أن في ليبيا تبدو المسألة دقيقة، فإذا سكتت الدولة على التجاوزات الفظيعة التي ترتكب في حق المصريين من قتل، سوف يكون هناك أضرار معنوية كبيرة ضد هيبة النظام الحاكم مشيراً إلى أنه إذا أعلنت مواجهة هذه الممارسات وقررت عودة مئات الآلاف من العمال، عليها أن تستعد لإيجاد فرص عمل بديلة لهم، وحل المشاكل الإجتماعية الناجمة عن هذه العودة، خاصة أن عددا كبير من المصريين مكث في ليبيا سنوات طويلة، وربما يكونوا محملين بالعداء ضد النظام الحاكم، لأنه في نظر بعضهم لم يتمكن من توفير الحماية اللازمة لهم، أو محملين بالعداء ضد مئات الآلاف من الأشقاء الليبيين الموجودين في مصر منذ فترة، وإزدادت أعدادهم في ظل الانفلات الأمني الحاصل في ليبيا. رافضين العودة بدورها أكدت الدكتورة ناهد العشرى وزيرة القوى العاملة، أن هناك العديد من العمال المصريين المتواجدين فى الأراضى الليبية، لم يطلبوا العودة حتى الآن، مضيفة أن الحكومة المصرية مستعدة لإعادتهم مرة أخرى فى حالة مطالبتهم بذلك . وأضافت أن الوزارة بدأت تلقى الاستمارات الخاصة بالعائدين من الأراضى الليبية، عقب تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية هناك موضحا أن عدد الاستمارات التى تسلمتها الوزارة حتى الآن تجاوز ال20 ألف استمارة من مكاتب البريد. ومن جانبه قال ياسر الشربينى المتحدث باسم وزارة القوى العاملة إن مديريات القوى العاملة والهجرة بالمحافظات قد بدأت فى صرف الاستمارة الخاصة بحصر أضرار العمال المصريين من ليبيا أوائل شهر أغسطس الماضى، وذلك لحصرها تمهيدا للمطالبة بها عقب استقرار الأوضاع هناك مضيفا أن المديريات مستمرة فى صرف الاستمارات لحين تسجيل كل العائدين والأضرار التى تعرضوا لها .
