هزت سلسلة انفجارات أحياء شيعية وسنية في بغداد يوم الخميس الأمر الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا في أسوأ موجة عنف طائفي منذ نحو خمس سنوات. وتعكس أعمال العنف الدامية التوتر المتزايد بين الحكومة التي تقودها الأغلبية الشيعية وبين الاقلية السنية التي يشكو كثير من أبنائها من التهميش منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين. وبدأ تصاعد العنف في ابريل عندما داهمت قوات عراقية اعتصاما للسنة في بلدة الحويجة الشمالية مما أغضب زعماء السنة وفجر اشتباكات امتدت في مناطق متفرقة من البلاد. لكن الحرب الاهلية في سوريا بين المعارضة السنية والرئيس بشار الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية الشيعية أدت الى تفاقم الصراع في العراق. ويعبر مقاتلون سنة وشيعة عراقيون الحدود للقتال في صفوف طرفي الصراع في سوريا. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت اليوم لكن مسلحين إسلاميين سنة وجناح تنظيم القاعدة في العراق كثفوا هجماتهم منذ بداية العام في إطار حملة لتأجيج التوتر الطائفي. ودفع العنف مبعوث الأممالمتحدة الى العراق مارتن كوبلر للتحذير من خطر اتساع المواجهة اذا لم تتفاوض القيادة السياسية للبلاد لتهدئة التوتر الطائفي. وقال كوبلر "العنف الممنهج مهيأ للانفجار في أي لحظة إذا لم يتحاور الزعماء العراقيون على الفور لانتشال البلاد من هذا الاضطراب." وفي وقت سابق من الخميس انفجرت سيارة في حي البنوك الذي تسكنه أغلبية سنية في شمال بغداد مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل. وقالت الشرطة ان ما لا يقل عن ستة انفجارات أخرى وقعت الخميس مما أدى لمقتل 20 شخصا اخرين في احياء تقطنها غالبية شيعية أو سنية في انحاء العاصمة. ومعظم الضحايا من المدنيين لكن جنودا من الجيش والشرطة استهدفوا أيضا في الهجمات التي استخدمت فيها سيارات ملغومة وقنابل زرعت على الطرق في شمال وجنوب ووسط بغداد. وقتل سبعة اشخاص آخرون بينهم ثلاثة من الشرطة قتلوا في اشتباكات بين مسلحين وقوات الامن في مدينة الموصل بشمال البلاد. وقتل اربعة اخرون في انفجار قنبلتين ببلدة تلعفر. ونجا المحافظان السنيان للانبار وصلاح الدين من محاولتي اغتيال يوم الخميس عندما تم استهداف موكبيهما بسيارات ملغومة. ولم يصب أي من الرجلين بأذى وهما يتعاونان مع المالكي في محاولة احتواء استياء السنة. وقتل أكثر من 1100 شخص منذ ذلك الحين مما زاد المخاوف من العودة الى مستويات العنف الطائفي التي قتل فيها الآلاف في عامي 2006 و2007. وأحبطت محاولات تهدئة الازمة السياسية بسبب الانقسامات الشديدة بين الزعماء السنة حيث يستهدف احيانا متشددون يريدون تنحي المالكي المعتدلين الذين يفضلون اجراء مفاوضات. ويحمل مسؤولو الأمن اسلاميين سنة وتنظيم دولة العراق الإسلامية -جناح تنظيم القاعدة في العراق- المسؤولية عن معظم أعمال العنف في البلاد. ويحتج آلاف السنة اسبوعيا في الشوارع في المحافظات الغربية منذ ديسمبر بينما دخلت الحكومة العراقية المكونة من الشيعة والسنة والاكراد في نزاعات بشأن كيفية اقتسام السلطة.