إندلعت أعمال شغب في العديد من مدن بنغلاديش اليوم الثلاثاء بعد أن أصدرت محكمة حكماً بالسجن المؤبد على سياسي بارز في المعارضة الإسلامية بتهمة إرتكاب جرائم قتل جماعية خلال حرب الإنفصال عن باكستان في 1971. وعبد القادر مولى هو الشخصية الرابعة في قيادة حزب الجماعة الإسلامية هو اول سياسي تدينه محكمة الجرائم الدولية المحلية التي تتخذ من دكا مقرا لها وتواجه انتقادات حادة. وبعدما أعلن رئيس المحكمة القاضي عبيد الحسن الحكم في المحكمة التي اكتظت بالحضور واحيطت باجراءات امنية مكثفة، هتف مولى “الله اكبر” وقال ان كل الاتهامات التي تشمل كذلك إرتكاب جرائم ضد الانسانية زائفة. وقال المدعي العام محبوبي عالم بحسب فرانس برس أنه “يستحق حكم الاعدام بسبب خطورة الجرائم لكن القاضي قرر فرض السجن مدى الحياة بحقه”، مؤكدا أن مولى ادين بخمسة من ست تهم موجهة اليه ومن بينها القتل الجماعي. واثار الحكم احتجاجات فورية نظمتها الجماعة الاسلامية التي تعد اكبر حزب اسلامي في البلاد. وفرضت الجماعة اضرابا في جميع انحاء البلاد قبل الحكم. وقالت الجماعة انها ستقاوم “باي ثمن خطة الحكومة” لاعدام قادتها. وذكرت الشرطة انها اشتبكت مع عدد من المحتجين في العاصمة دكا وعدد من المدن الاخرى في انحاء البلاد عقب صدور الحكم. وفي مدينة راجشاهي الشمالية الغربية اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على نحو 500 من انصار الجماعة الذين القوا على الشرطة قنابل حارقة. ويعد هذا الحكم الثاني الذي تصدره المحكمة. ففي 21 كانون الثاني/يناير حكمت على داعية يقدم برامج تلفزيونية هو عضو سابق في الجماعة، حكما غيابيا بالاعدام بتهم القتل والابادة. ويتهم عشرة اخرون من عناصر المعارضة ومن بينهم جميع قادة الجماعة واثنين من الحزب الوطني البنغالي المعارض، بارتكاب جرائم حرب. ووصفت الجماعة والحزب الوطني البنغالي المحاكمات بانها “استعراضية” تهدف الى منع قادة الحزبين من المشاركة في الانتخابات المقبلة. وشككت جماعات حقوقية دولية في المحاكمات. وقال الادعاء انه خلال الحرب كان مولى شخصية بارزة في الجناح الطلابي للجماعة في ذلك الوقت بينما كان يدرس الفيزياء في جامعة دكا، وكان عضوا في ميليشا موالية لباكستان متهمة بقتل مئات الاف الاشخاص. وصرح المدعي محمد علي لوكالة فرانس برس ان مولى “شارك بشكل مباشر في قتل اكثر من 350 مدنيا بنغاليا اعزلا من بينهم شاعر وصحافي بارز”، كما انه عرف بلقب “جزار ميربور” وهي ضاحية في دكا. وقال خندوكر عبد الاحسان نجل الصحافي المعروف خندوكر ابو طالب الذي قتل خلال حرب 1971 “لقد قتل والدي ونجا بفعلته. انا لست سعيدا”. وشددت الاجراءات الامنية في العاصمة حيث تم نشر اكثر من 10 الاف شرطي. واغلقت المدارس والعديد من المتاجر والمكاتب. وخلت الطرق السريعة التي تربط بين دكا والمدن الاخرى من السيارات. وقالت الشرطة انه تم احراق مصرفي شاب حتى الموت كما اصيب اربعة اشخاص ليل الاثنين الثلاثاء بعد ان اشعل من يشتبه بانهم نشطاء في الجماعة النار في حافلة احتجاجا على المحاكمات. وقال نائب رئيس الشرطة نصر العارف ان المصرفي “كان في الحافلة عندما اضرمت فيها النار” ملقيا باللوم على عناصر الجماعة. واسست المحكمة حكومة البلاد العلمانية في 2010، وواجهت اتهامات بانها مسيسة وتستهدف فقط مسؤولين بارزين في المعارضة. ورفض القاضي في قضية مولى مساعي الادعاء لمحاكمته بتهم الابادة. وقال محامو الدفاع ان مولى، مساعد الامين العام للجماعة، كان في قريته طوال فترة الحرب التي استمرت تسعة اشهر، واتهموا المحكمة باعاقتهم عن اثبات براءته. وقال المحامي شازاد شودري “لقد قدمنا اسماء 965 شاهد دفاع. ولكن المحكمة لم تسمح سوى لستة بالادلاء بشهادتهم”، مضيفا انه سيستأنف الحكم.