أنهى وفدا التفاوض لكل من السودان وجنوب السودان اليوم السبت جولة المحادثات المباشرة بينهما والتي بدأت في أديس أبابا يوم الاثنين الماضي بحضور فريق لجنة الوساطة الافريقية الذي يرأسه رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي، بدون التوصل الى اتفاق. وقال السفير بدر الدين الطيب عضو الوفد السوداني المفاوض في تصريحات للصحفيين أنه بالرغم من عدم التوصل الى اتفاق، فقد حدث تقدم كبير في المحادثات بشأن كل الملفات، وسوف ترفع كل النقاط الخلافية الى القمة المقبلة التي ستعقد بين الرئيسين السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت في أديس أبابا. وأشار إلى إن المفاوضات بين وفدي البلدين سوف تستأنف بعد اجتماع مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي والذي سيعقد على هامش القمة الافريقية المقبلة في أديس أبابا يوم 27 يناير الجاري. وعزا وزير العدل والشؤون القانونية في جنوب السودان جون لوك في تصريحات للصحفيين اخفاق هذه الجولة من المباحثات في التوصل الى اتفاق، الى الموقف غير المبرر للسودان في اشتراط تطبيق اتفاقيات التعاون المشترك الموقعة في 27 سبتمبر الماتضي، بشروط جديدة غير موجودة في تلك الاتفاقيات الموقعة. وقال أن وفد بلاده قرر العودة الى جوبا بدون الاتفاق على ترتيبات لتطبيق اتفاقية التعاون والترتيبات المؤقتة للادارة والامن في منطقة أبيي. وأضاف أنه لم يجر التوصل أيضا اتفاق على ترتيبات استئناف النفط وانشاء ادارة لمنطقة أبيي ومجلس تشريعي وادارة للشرطة للمنطقة او حتى تفعيل للمنطقة الآمنة المنزوعة السلاح. أعلنت الحكومة السودانية التزامها بتنفيذ كل الاتفاقيات مع دولة جنوب السودان ، بما في ذلك مخرجات القمة التي جمعت رئيسي البلدين البشير وسلفاكير مطلع يناير الجاري ، في الوقت الذي تواصلت فيه اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية بين الخرطوموجوبا في أثيوبيا . ونفت الحكومة السودانية في بيان صحفي ، نقلته فضائية (الشروق) السودانية أن يكون لديها أية قوات جنوب خط الحدود المرجعي الذي حددته الخريطة الصادرة عن الآلية الأفريقية رفيعة المستوى لتحديد المنطقة الآمنة منزوعة السلاح . واعتبر البيان وفاء الطرفين بالتزاماتهما تجاه تنفيذ الاتفاقيات الأمنية تحديا ، خاصة المنطقة منزوعة السلاح ، مشددا على ضرورة تفعيل الآلية المشتركة للتحقق من الانسحاب . وكانت دوله جنوب السودان قد أصدرت بيانا أمس أشارت فيه إلى بدء انسحابها من الأراضي السودانية بهدف إنشاء المنطقة الآمنة منزوعة السلاح، على أن يكتمل الانسحاب في الرابع من فبراير المقبل . ونقلت (الشروق) عن مصادرها أن اجتماعات أديس أبابا تركز على تناول المقترح الذي قدمته الوساطة الأفريقية بشأن مصفوفة توقيتات تنفيذية لكل الاتفاقيات بين السودان وجنوب السودان ، بما فيها اتفاقيات الترتيبات الأمنية التي أجيزت في الجولة السابقة من المحادثات . وذكرت المصادر أنه حدث اختراق في هذه المصفوفة بعد توصل الجانبين لتفاهمات قد تفضي إلى التوقيع على اتفاق بين البلدين خلال الساعات القادمة ، خاصة بعد أن تحركت حكومة جنوب السودان بسحب جيشها من الحدود مع السودان لإنشاء منطقة عازلة بين البلدين ، تمهيدا لاستئناف تدفق نفط دولة جنوب السودان عبر الأراضي السودانية .