دفعت الحرب الإسرائيلية الواسعة على قطاع غزة وحصول فلسطين على صفة مراقب في الأممالمتحدة وكلاهما تم في وقت متزامن من شهر نوفمبرالماضي الشأن الفلسطيني إلى صدارة الأحداث العالمية. وكان هما من الأحداث البارزة للقضية الفلسطينية خلال عام 2012 ، فقد شنت إسرائيل حربا على القطاع شارك فيها سلاح الجو والمدفعية على الحدود بخلاف الزوارق المتمركزة في بحر غزة دامت ثمانية أيام . وحسب وزارة الصحة بغزة فقد بلغت حصيلة الحرب 184 شهيدا فلسطينينا اغلبهم من الأطفال و النساء بخلاف 1492 جريحا وخسائر 2ر1 مليار دولار. وحملت هذه الحرب التي أشعلها اغتيال احمد الجعبري القائد الفعلي لكتائب عز الدين القسام -الذراع المسلح لحركة حماس في 14 من نوفمبر الماضى ووصفتها حماس ب “الجريمة الحمقاء” – عدة مفاجآت أهمها التطورالكبير في القدرات القتالية لفصائل المقاومة بغزة ، خاصة كتائب القسام ،التي أعلنت إن صورايخها “فجر5 وإم 75 ” قصفت تل أبيب والقدس و هرتسيليا مدينة الأثرياء في إسرائيل. كما كشفت “حماس” بعد انتهاء الحرب في 21 نوفمبر بموجب اتفاق تهدئة برعاية مصرية ، ولأول مرة عن دعم إيران المالي والعسكري للمقاومة ،ووجه كبار قادة الحركة الشكر لطهران و تم تعليق يافطات الشكر لإيران في الشوارع الرئيسة بغزة بعنوان “شكرا إيران” ، ما زاد من غضب إسرائيل التي وصفت القطاع بأنه قاعدة إيرانية. وخرجت حركة “حماس” من هذه الحرب بمعنويات مرتفعه عززها – بدرجة أكبر- الزيارات المتقاطرة لوفود عربية وأجنبية للتهنئة بالانتصار في الحرب التي أطلقت عليها حماس “حجارة السجيل”. يشار إلى انه سبق هذه الحرب قيام سلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ عمليات اغتيال متفرقة طوال عام 2012 لنشطاء في المقاومة الفلسطينيةبغزة. وعقب انتهاء الحرب على غزة بثماني أيام، حقق الفلسطينيون نصرا دوليا كبيرا ، بحصول بلدهم بأغلبية 138 صوتا على صفة مراقب بالأممالمتحدة ، والذي وصف بالانجاز التاريخي ما يعزز حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الاسرائيلى . ولم تخف إسرائيل غضبها من هذا النجاح الكبير وسارعت بتهديد السلطة الفلسطينية ووقف تحويل أموال الضرائب “100 مليون دولار شهريا”التي تحصلها لصالح السلطة وزادت وتيرة عمليات الاستيطان فى الضفة الغربية ،ورأت تل أبيب أن هذه الخطوة تدفع بعملية السلام إلى الوراء . وحسب خبراء فان هذا النجاح الاممي فقد حصلت فلسطين من خلاله على اعتراف دولي بأنها دولة تحت الاحتلال ما يحمل إسرائيل تبعات ومسئوليات كبيرة تجاه الشعب الفلسطيني . في هذا الصدد يأمل الفلسطينيون البناء على هذه الخطوة الأممية فى انضمام فلسطين إلى منظمات دولية تابعه لردع إسرائيل أهمها “المحكمة الجنائية الدولية ” التي تتيح لفلسطين تقدم الشكاوى ضد الاحتلال وممارساته. والملاحظ انه عقب الخطوة الأممية لدولة فلسطين تسارعت بعض دول أوروبا في إدانة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية ما زاد من حدة غضب تل أبيب ودفعها الى دعوة الاتحاد الأوروبي بعدم التدخل حاليا في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن يتركز في المشاكل القائمة في أوروبا، ونوه تقرير فلسطيني صادر عن “المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان” بأن الاحتلال صعد نشاطه الاستيطاني “بشكل غير مسبوق عام 2012″ وأوضح أن “حكومة نتنياهو صعدت من نشاطها الاستيطاني ببناء آلاف الشقق السكنية في الضفة، خاصة منطقة القدس، وطرح المزيد من المخططات، وعمليات سلب ونهب الأراضي الفلسطينية لصالح توسيع المستوطنات في الضفة الغربية”. ومن الأحداث المهمة في الشأن الفلسطيني عام 2012 هو فرض الأسرى في سجون الاحتلال شروطهم على إسرائيل ، لوقف أضخم إضراب شارك فيه نحو 3 آلاف أسير في مايو الماضي دام 28 يوما ، وحققوا نجاحات وفقا لاتفاق تم برعاية مصرية أبرزها عودة اهالى قطاع غزة لزيارة أسراهم (445 أسيرا) بعد انقطاع دام أكثر من ست سنوات وإنهاء عزل 19 أسيرا. ومن الملفات الأخرى ما كشف عن وجود مادة البولونيوم المشعة في ملابس الرئيسالراحل ياسر عرفات ما أدى إلى فتح ملف التحقيق في ملابسات رحيله وموافقة السلطة الفلسطينية على استخراج عينات من رفاته لفحصها وهو ما تم في نهاية نوفمبر الماضي . وكانت زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعدد من قادة الحركة في الخارج إلى غزة لأول مرة وسبقها زيارة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من الأحداث المهمة التي مر بها القطاع خلال العام 2012.