قال نشطاء في مدينة البندقية ومنطقة شمالي غربي إيطاليا إنهم يرغبون في نيل الاستقلال عن إيطاليا ويأملون في تحقيق ذلك قبل أن تحققه إسكتلندا عن بريطانيا وكتالونيا عن إسبانيا. وذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في تقرير لها من روما أن البندقية كانت إحدى أغنى القوى التجارية الأوروبية بسفنها وتجارها المنتشرين بجميع مناطق البحر الأبيض المتوسط وذلك قبل أن تسقط على يد نابليون عام 1797. وأضافت أن عهد المجد -الذي عاشته البندقية والذي استمر لأكثر من ألف عام- قد ولى منذ وقت طويل، لكن المدينة تحاول الآن بعث تراثها من جديد بالعودة إلى فكرة استقلالها عن إيطاليا. وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك ربما يكون من قبيل الخيال، لكن حركة من أجل تحقيق هذا الاستقلال بدأت تبرز وتقول بكل ثقة إنها ستحظى بدولتها الخاصة قبل إسكتلندا وكتالونيا البطيئتين بهذا الشأن. يتطلع النشطاء إلى تشكيل دولة جديدة بشمالي غربي إيطاليا تضم البندقية والمنطقة المحيطة بها مثل فينيتو وأجزاء من لومباردي، ترنتينو وفريويلي فينيزيا غويليا التي تحاد سلوفينيا والنمسا. والدولة الجديدة التي ستحمل اسم “جمهورية فينيتا” سيكون مجموع سكانها خمسة ملايين نسمة، وستؤسس على اختلاف المنطقة التاريخي من بقية إيطاليا مثل اللهجة وعلاقاتها الوثيقة بمنطقة الأدرياتيك. “ مثلما جرى في كتالونيا، فقد أشعلت الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت أوروبا غضب مواطني منطقة البندقية ضد سيطرة الحكومة المركزية “ ومثلما جرى في كتالونيا، فقد أشعلت الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت أوروبا غضب مواطني منطقة البندقية ضد سيطرة الحكومة المركزية. ومثل كتالونيا أيضا، فإن منطقة فينيتو التي تضم “المدينة البحيرة” وهي البندقية، من أغنى أجزاء البلاد وظلت لفترة طويلة تفتخر بكثرة الأموال التي تدفعها كضرائب للحكومة الوطنية. وأصبح عبء الضرائب حاليا أثقل على مواطني منطقة شمالي غربي إيطاليا مع سعي روما لمعالجة الديون الوطنية التي بلغت 1.9 تريليون. ويقول الاقتصادي السابق بالبنك الدولي الذي يقود حزب استقلال فينيتا المشكل حديثا لودوفيكو بيتزاتي “لقد أضر الركود كثيرا بالأعمال الصغيرة والمتوسطة وأصبح الوضع الاقتصادي هنا يدعو لليأس”. وأضاف بيتزاتي “نحصل على خدمات وغيرها بقيمة خمسين مليار يورو فقط من جملة الضرائب التي ندفعها وتبلغ سبعين مليار يورو. نحن نخسر عشرين مليار يورو كل عام لصالح الحكومة المركزية. وهذا بالطبع عبء ثقيل على خمسة ملايين شخص”. وأظهر آخر استطلاع للرأي في سبتمبر الماضي دعما كبيرا لاستقلال المنطقة بلغت نسبته 80%. وتقول كريستيان ساينس مونيتور إن هذا الدعم الكبير للاستقلال ينتظر أن يتبلور في شكل حشد شعبي بالشوارع على غرار ما يجري في كتالونيا، حيث تظاهر الشهر الماضي أكثر من مليون مطالبين بالانفصال عن إسبانيا. وتضيف أن أي محاولة لاستقلال منطقة شمالي غربي إيطاليا ستواجه بمقاومة شرسة من بقية إيطاليا التي احتفلت العام الماضي فقط بعيد وحدتها ال150 بعد قرون من الخضوع للحكم الأجنبي. يُذكر أن البندقية انضمت إلى إيطاليا عام 1866، أي بعد خمس سنوات من تحقيق إيطاليا وحدتها. ويقول كثير من أهل المدينة إن قرار الانضمام اُتخذ تحت الضغوط. وقال بيتزاني -الذي يحاضر في الاقتصاد بجامعة كافوسكاري بالبندقية- إن أي محاولة من روما لوقف الدعوات للاستقلال ستكون انتهاكا لحق البندقية في تقرير المصير. وأضاف “لقد حصلنا على قوة دفع كبيرة مما يحدث في إسكتلندا وكتالونيا وأن الأمور تسير بسرعة كبيرة .