أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن حكومته التزمت سياسة النأي بالنفس لانها كانت على بينة تامة من مدى الضرر الذي سيلحق بلبنان من جراء اعتماد سياسات أخرى تضر باستقراره وأمنه. وشدد أنه رغم من إنتهاج لبنان هذه السياسة وفي هذا الوقت بالذات الا أنه بقي وفيا لالتزاماته الدولية لكي يكون منسجما مع تاريخه عضوا مؤسسا فاعلا في المؤسسات الدولية كافة. واعتبر في كلمته التي سيلقيها مساء اليوم ممثلا لبنان في أعمال قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية في مكةالمكرمة ان هذه القمة تنعقد في ظل ظروف مفصلية دقيقة بالنسبة للدول العربية وشعوبها وبالغة الخطورة من جراء ما يواجهه المسلمون من اعتداءات وتشريد. وأكد ان الوضع في سوريا يستحوذ على اهتمام خاص من المجتمع الدولي بصورة عامة ومن الدول العربية وبينها لبنان بصورة خاصة والجميع يعلم مدى تأثير تداعيات هذا الوضع على إستقرار لبنان وسلمه الأهلي ومن هنا الحرص الكبير على المحافظة على وحدة لبنان وحمايته من اية اخطار قد تحيط به. وأشار رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في كلمته التي وزعها مكتبه في بيروت بعد ظهر اليوم الى ان سياسة النأي بالنفس التي تقضي بعدم التدخل في شؤون الآخرين وفي كل ما من شأنه أن ينعكس سلبا على الأوضاع الداخلية في لبنان حظيت باجماع داخلي عبر عنه “إعلان بعبدا” الذي إعتمد وثيقة رسمية نتيجة اجتماع هيئة الحوار الوطني. وأبدى ثقته بان هذه السياسة حظيت بدعم المجتمع الدولي بعد أن اتضح له أنها تساهم فعليا في عدم اتساع رقعة الأحداث في المنطقة التي تجتاز حاليا ظروفا لا تحسد عليها وقد مكنت هذه السياسة التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية من تركيز إهتمامها منذ البداية على تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين إنطلاقا من العلاقات التاريخية والروابط الاجتماعية والعائلية بين الشعبين اللبناني والسوري بالرغم من تزايد اعداد النازحين باستمرار وتواضع الإمكانات المادية للبنان. ورأى أن تسارع الأحداث في المنطقة العربية لا يجب أن يشكل مبررا للتراخي في التعاطي مع القضية الفلسطينية بينما يغتنم العدو الإسرائيلي هذا الأمر للمضي في تنفيذ مخططاته الرامية إلى إقامة المستوطنات الجديدة وتوسيع ما هو قائم منها على مرأى ومسمع الدول التي اطلقت الوعود باقامة الدولتين. ووصف وعد الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية للدولة العبرية من المآسي التي تستحق وقفة تحيي الأمل في النفوس بعد ان أطلقت المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت وأثبت العرب للعالم كله رغبتهم الصادقة وتمسكهم باقامة سلام عادل مقابل تمنع إسرائيل عن التجاوب مع أي دعوة للسلام.وناشد ميقاتي الفلسطينيين استئناف جهود المصالحة والاسراع باستكمالها لكي يكون الرابح الوحيد هو فلسطين القضية.