تحدثت الدكتورة يوهانسن عيد رئيسة الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، عن جملة التحديات التي تواجه التعليم في مصر من خلال رؤية الهيئة وخبراتها بالميدان التعليمي سواء في التعليم العالي وقبل الجامعي والازهري، ونزولها للمؤسسات والعمل بها من خلال فرق المراجعة الخارجية، بإنه اتضح للهيئة أن أهم هذه التحديات هي تنوع واختلاف انواع التعليم في مصر، واختلاف مقدم الخدمة التعليمية من تعليم حكومي رسمي وتعليم خاص وتعليم دولي وتعليم أزهري وآخرى مسيحي، وتنوع المناهج هذا ما يحدث تذبذب في مستوى المخرج النهائي للعملية التعليمية، وتبقى المشكلة الأكبر هي الفجوة المتسعة بين التعليم وسوق العمل والأعداد الغفيرة في الطلبة وضعف الاهتمام بالتعليم الفني وتدني جودة التدريس في بعض المؤسسات، وضعف تمويل البحث العملي في مصر الذي لايتعدى 1% من الدخل القومي حتى الان وتظل المشكلة الأكبر هى قضية ضمان جودة التعليم والتي تعد مسئولية المجتمع ككل. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها الجامعة الأمريكية لعرض رؤية هيئة ضمان جودة التعليم والإعتماد عن التعليم في مصر في الفترة القادمة وذلك بحضور البروفيسور ليزا اندرسون رئيسة الجامعة الامريكية بالقاهرة، والدكتورة ملك زعلوك عضو المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي برئاسة الجمهورية وعدد من خبراء التعليم وطلبة الجامعة . وأضافت "يوهانسن" بأن من أهم مشكلات التعليم المصري إنه يركز على التدريس ويجعل المعلم محور العملية التعليمية وبالتالي يكرس فكرة تحفيظ المعلومة من خلال توصيلها بشتى الطرق من ملازم ومراكز التعليمية والدروس الخصوصية إلى عقل المتعلم، دون أي جهد أو بحث فاصبح الجيل لا يعرف كيف يتعلم كيف يعرف وكيف يبحث ففقدنا بذلك الهدف الاساسي من التعليم وهو التعلم. وأكدت إن عبر السنوات الماضية كانت هناك محاولات لتطوير التعليم وتغيير الفكر، ولكن كان ينقصها الرؤية والإستراتجية الشاملة للتعليم بنوعية العالي وقبل الجامعي، دون انفصال لذا يجب أن تغيير مؤسستنا التعليمية المسئولة عن بناء عقول أبنائنا والمسئولة عن اعدادهم لسوق العمل من فكرها سريعًا وإن تحدث هذا التغيير في أقرب وقت وإن تعمل على دراسة وتلبية احتياجات سوق العمل وهو المعيار العالمي لجودة التعليم في مؤسسات التعليم العالي، لذلك كل الجامعات في العالم لديهم نظام متابعة للخريجين ومدى انخراطهم في سوق العمل وهذا مازال أضف ما يكون في مؤسستنا في مصر. وأوضحت "يوهانسن" بأن مصر يجب أن تحدث النقلة النوعية في التعليم من خلال التحول من التدريس إلى التعلم، ومن التعليم المتمحور حول المعلم إلى التعليم المتمحور حول المتعلم، ومن التعليم في اتجاه واحد إلى التعليم التشاركي والتفاعلي، والتحول من تعليم نقل المعلومة إلى تعليم المعرفة والانفتاح المعرفي وأخيرا التحول من تحصيل المعلومة ومسمى الطالب إلى المتعلم واكتساب المعرفة. وتعد الجامعة الأمريكية هي الجامعة الوحيدة في مصر التي حصلت على الاعتماد من الهيئة حيث تقدمت للحصول على الاعتماد عام 2010 .