معتز بالله عبدالفتاح- أرشيفية قال الدكتور معتز عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية في برنامج بإختصار الذي يقدمه على فضائية المحور في حلقة خصصها عن "صناعة الديكتاتورية" إن هذه الصناعة ثقيلة وطويلة المدى ومتعددة الأبعاد، وتتضمن: "صناعة الفرد المستبد" و"صناعة نخبة الاستبداد" عن طريق احتقار الجماهير واحتكار الحكمة، بالإضافة إلى رؤية النخبة أن الشعب لا تصلح معه الديمقراطية. وتساءل عبد الفتاح "لماذا يثور الشعب على الاستبداد ثم يطالبون بالعودة إليه"، مستشهداً بالثورة الفرنسية عندما ثاروا ضد نظام استبدادي ثم عادوا إليه بعد ذلك على يد نابليون، قائلاً :"من لا يحافظ على نعمة الحرية سيعاقب بنقمة الاستبداد". وعرج عبد الفتاح على الثورة الروسية شارحاً أنها ثورة ضد حكم القيصر وحدثت فوضى ودماء، ثم ثورة آخري أتت بنظام استبدادي. وقال إن النخبة غير جاهزة للديمقراطية، حيث أنها هي كلمة السر في التغيير والثورات، مستشهدا بقدرة النخب على التغيير وعلى إدارة التحول الديمقراطي بما يدمر النظام المستبد ولا يدمر الدولة، كما حدث في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد ثورتها، وحدث أيضاً مع جنوب أفريقيا بعد ثورة الفصل العنصري، حيث كانت الحكمة والوعود الحقيقية وطمأنة الشعب هما أساس الدولة بعد الثورة. واستكمل عبد الفتاح قائلا إن هناك ديكتاتورية ناعمة وآخرى خشنة، مثل نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي المستبد والعنيف، ونظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك الذي كان مستبداً ولكنه يعطي مساحة للحرية قليلاً. وعن الديكتاتور "الشاطر" تكلم عبد الفتاح قائلاً إنه يعلم نقاط ضعفه الشخصية ويتجنبها، ويضمن ولاء أجهزة القمع والوعي، كما أنه يفتت أعدائه ويبني تحالفاته بما يضمن استمراره، وأيضاً ينسب لنفسه النجاحات والانجازات وينسب الفشل لمساعديه، أما الديكتاتور "الساذج" فأنه يفعل عكس كل هذه الأمور. وعن كيفية منع تجنب مصر ديكتاتور جديد قال عبد الفتاح إنه عن طريق "منع تركيز السلطة" بحيث لا يجمع الرئيس جميع السلطات في يده، و"منع تأييد السلطة" عن طريق عمل انتخابات تنافسية حرة ونزيهة مع حد أقصى للبقاء في السلطة، و"منع تأليه السلطة" وهذا وظيفة قادة الرأي من السياسيين والإعلاميين ودعاة ومثقفين.