في حلقة عن "صناعة الديكتاتورية" قال الدكتور معتز عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية أنها صناعة ثقيلة، طويلة المدى، متعددة الأبعاد وتتضمن "صناعة الفرد المستبد" و"صناعة نخبة الاستبداد" و " احتقار الجماهير" و أخيراً "صناعة ثقافة القابلية للاستبداد" حيث إن المستبد لا يحكم إلا مستبدين. وأكد عبد الفتاح في برنامج "باختصار" الذي يقدمه على فضائية "المحور" أمس الثلاثاء أن من لا يحافظ على نعمة الحرية يعاقب بنقمة الاستبداد. ومثل أستاذ العلوم السياسية بالثورة الفرنسية والثورة الروسية وتطوراتها وأطوارها المختلفة، وقال بوجود نوعين من الديكتاتورية الأولى ناعمة والأخرى خشنة، مثل نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي المستبد العنيف، ونظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك الذي كان مستبداً ولكنه يعطي مساحة للحرية قليلاً. وعن الديكتاتور الذكي قال "إنه يعلم نقاط ضعفه الشخصية ويتجنبها، ويضمن ولاء أجهزة القمع والوعي، كما أنه يفتت أعدائه ويبني تحالفاته بما يضمن استمراره وأيضاً ينسب لنفسه النجاحات والانجازات وينسب الفشل لمساعديه، أما الديكتاتور الساذج فأنه يفعل عكس كل هذه الأمور". وعن كيفية منع تجنب مصر ديكتاتور جديد قال عبد الفتاح إنه عن طريق "منع تركيز السلطة بحيث لا يجمع الرئيس جميع السلطات في يده ومنع تأييد السلطة عن طريق عمل انتخابات تنافسية حرة ونزيهة مع حد أقصى للبقاء في السلطة ومنع تأليه السلطة وهذا وظيفة قادة الرأي من السياسيين والإعلاميين ودعاة ومثقفين".