قال الدكتور معتز عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية إنفرد فصيل واحد وهو الإخوان بالسلطات في الدولة، ثم عودتها مرة آخرى للشارع حتى نجحت ثورة 30 يونيو وأطاحت بالنظام، ثم إنفصلت النخبة مرة آخرى عن الشارع وانشغالها بأمور لم تشغل بال المواطن. وشرح عبد الفتاح معنى "النخبة" في فقرة نقاشية خصصها حول "النخبة المصرية وعلاقتها بالشارع"، أوضح فيه تسلسل دور النخبة في الصراع السياسي ودورها في ثورة 25 يناير ، حيث قال إنها تعني وجود أشخاص يقوموا بشئ من أثنين، إما "الوعي" أو "اتخاذ القرار"، مستكملاً أن هناك نخب عديدة مثل "نخبة سياسية" أو "نخبة اجتماعية" أو "نخبة فنية". وتابع قائلاً إن هناك أنواع مثل "نخبة الفك المفترس" وهي تعني أن كل من هذه النخب تحاول تدمير النخب الآخرى، أو السيطرة عليها أو سجنها أو تقوم بنفيها، وهنا يحدث بالضرورة غياب لتدوير النخبة بمعنى وجودها في السلطة لوقت طويل، مستشهداً بالحزب الديمقراطي باليابان الذي أستمر لفترة طويلة في السلطة، كاشفاً أن مصر كانت طوال تاريخها "فك مفترس" عدا فترتي 1923 حتى 1952 وفترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. وتابع " وكانت النخبة الثانية هي "تكسير العظام" وتعني صراع غير محسوم مع النخب البديلة" وهي قرارات سيادية وتقسيم وزارات ويكون بها عقلية المكيدة والمزايدة، ومرت بها مصر ما قبل ثورة يوليو حيث مرت 38 وزارة خلال 30 سنة. وعن النوع الثالث كان "نخبة التعايش والتعاون" وأعدائنا هم من يقوموا بعمل هذا الأمر، ومصلحة دولتهم أهم من مصلحتهم الشخصية مثل إسرائيل، مشدداً على أن مصر تحتاج إلى هذا الأمر بشدة للتعايش والعلو بالدولة. وتساءل عبد الفتاح "هل نستطيع الحياة بدون نخبة" قائلاً "بالطبع لا" لأنها ضرورة لمشاركة الشعب والتحدث بلسانه، مشيراً إلى أن النخب المدنية لم تنجح في إقناع الشعب بعملهم من أجلهم. وعرض عبد الفتاح فيلماً عالمياً حائز على أكثر من 10 جوائز أوربية، عن النخبة في البوسنة والهرسك، يعكس حال النخبة في مصر، يظهر فيه شخصان كل منهما يقوم ببناء هرم بمفرده، وبعد اكتمال الهرم يقوم كل منهما بإلقاء الحجارة على الأخر ليحاول تدميره، ويستخدما الأحجار المستخدمة في بناء الهرم في إلقاءها بالمنجنيق وتدمير الهرم الآخر. ووجه عبد الفتاح رسالة إلى النخب المصرية قائلاً "أجعلوا مصر فوق الجميع، بدون تبني منطق الانتقام والجدل، لأن هذا ما يعود بمصر إلى الخلف، مطالباً إياهم بعدم كونهم رهينة لقرارات نخبة فاسدة .