دخل المأزق المتعلق بتعيين رئيس وزراء مؤقت لمصر يوما ثالثا يوم الاثنين بعد ان رفض حزب النور الاسلامي المرشحين لرئاسة الحكومة ليطول بذلك هذا المأزق وسط احتجاجات ضخمة تحولت لاعمال عنف اوقعت اكثر من 35 قتيلا. ولا يستطيع الجيش المصري الذي اطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي يوم الاربعاء قبول فراغ سياسي لفترة طويلة في وقت تشهد فيه البلاد اضطرابات عنيفة وركودا اقتصاديا. واثارت مشاهد الاشتباكات في الشوارع بين متظاهرين مؤيدين ومعارضين لمرسي في القاهرة والاسكندرية ومدن اخرى في شتى انحاء البلاد قلق حلفاء مصر ومن بينهم الولاياتالمتحدة واوروبا المانحتان الرئيسيتان للمساعدات واسرائيل . وقتل ما لايقل عن 35 شخصا في اعمال عنف يومي الجمعة والسبت في اضطرابات جديدة وقعت بعد عامين ونصف من الاطاحة بحسني مبارك خلال انتفاضة 2011 . وعلى الرغم من ان يوم الاحد كان أكثر هدوءا فان مشهد الحشود الضخمة التي وصل عددها الى مئات الالاف والتي تجمعت في مناطق مختلفة من القاهرة تذكر بخطر وقوع مزيد من عدم الاستقرار. وطرحت الادارة الانتقالية اسمي شخصين ذوي توجهات ليبرالية لتولى منصب رئيس الوزراء المؤقت في مطلع الاسبوع. ولكن حزب النور رفض كليهما. ووافق حزب النور على خارطة الطريق التي وضعها الجيش للتحول السياسي معطيا شرعية اسلامية لعملية اطاحة جريئة رفضتها الاحزاب الاسلامية المتحالفة مع جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي. ومنحه ذلك نفوذا في اختيار رئيس الوزراء المقبل . ولكن يتعين على حزب النور الذي اتهمه اسلاميون اخرون بخيانة قضيتهم ان يتحسس خطاه لتفادي فقد التأييد بين جمهور ناخبيه الاساسيين. وعلى عكس حزب النور فان جماعة الاخوان قالت انه ليس لها دور في العملية السياسية التي يدعمها الجيش. واعتصم الاف من مؤيدي الاخوان في منطقة مدينة نصر بجنوب شرق القاهرة. ويرفض الاخوان ان يبرحوا اماكنهم قبل اعادة مرسي للحكم وهي نتيجة غير محتملة. ووقفت هانم احمد علي الصاوي التي يبلغ عمرها 55 عاما مثل اخرين امام ثكنات الحرس الجمهوري التي يعتقد ان مرسي محتجز فيها. وقالت في الوقت الذي كان جنود من الجيش والشرطة ينظرون من وراء سلك شائك "لن نغادر الا بعودة مرسي والا فاننا سنموت شهداء." وتقف هذه السيدة مع اولادها الخمسة هناك منذ ثلاثة ايام رغم الحر الشديد. وبالنسبة لاسلاميين كثيرين فان الاطاحة باول رئيس لمصر منتخب بشكل حر تراجع مرير اثار مخاوف من العودة الى القمع الذي عانوا منه لعشرات السنين في ظل حكام مستبدين مثل مبارك. وعلى الجانب الاخر من المشهد السياسي تدفق مئات الالاف من معارضي مرسي الى ميدان التحرير بالقاهرة مهد الانتفاضة الشعبيةالتي اطاحت به. وساد مساء الأحد اجواء احتفالية وقامت فرقة للفنون الشعبية باداء عروض للطبول والمزامير في الوقت الذي رقص فيه اخرون واطلقوا الالعاب النارية. وقال محمد مندوه وهو طالب دراسات قطاع اعمال يبلغ عمره 21 عاما "جئت للاحتجاج اليوم لاننا نرفض ارهاب الاخوان " ليعكس بذلك الاتجاه الموجود بين كثيرين في شتى انحاء مصر ايدوا التدخل العسكري. وينفي الجيش انه قام بانقلاب قائلا انه فرض فقط ارادة الشعب بعد الاحتجاجات الجماهيرية في 30 يونيو حزيران والتي دعت لاستقالة مرسي. وانحى الناس باللائمة على جماعة الاخوان في الركود الاقتصادي ومحاولة السيطرة على مفاصل الدولة وهو اتهام تنفيه الجماعة بقوة. وامر اوباما بمراجعة لتحديد مااذا كان يتعين وقف المعونة السنوية الامريكية التي يبلغ حجمها 1.5 مليار دولار والتي يذهب معظمها للجيش المصري وفقا لما ينص عليه القانون اذا اطاح جيش بلد ما بزعيم منتخب بشكل ديمقراطي. ولكن نوابا امريكيين قالوا انه ليس من المحتمل حدوث ذلك. وقال عضو مجلس النواب الجمهوري مايك روجرز لشبكة سي.ان.ان "يجب ان نستمر في دعم الجيش فهو قوة الاستقرار الوحيدة في مصر التي اعتقد ان بامكانها تهدئة النزاع السياسي.