يُلقَّب بالذهب الأبيض، ويُعَد من أكثر المعادن طلبًا؛ لقدرته على إنتاج طاقة نظيفة وأكثر استدامةً، وقد استطاعت مصر أن تكون إحدى أهم مناطق إنتاجه لتتجه أنظار المستثمرين والدول الكبرى إلى أرض مصر، ويدخل الليثيوم فى كثير من الصناعات المدنية والعسكرية، سواء فى صورة كربونات أو هيدروكسيد الليثيوم، ويدخل ثلاثة أرباع الليثيوم المستخرج حول العالم فى صناعة بطاريات الليثيوم – أيون القابلة للشحن، التى تعد مُكوِّنًا أساسيًا فى صناعة المَرْكبات والسيارات الكهربائية والهجينة، والهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، والكاميرات الرقمية، وخوادم الإنترنت، ويعادل خام الليثيوم اقتصاديًا خام النفط من حيث الطلب عليه وكذلك قد يكون أعلى قيمة ماديًا من النفط، كما يدخل الليثيوم فى تصنيع أجهزة الموبايل واللاب توب والكمبيوتر والزجاج والسيراميك والصناعات الطبية والكهربائية والكيميائية، وكذلك صناعة الأسلحة والصواريخ والطاقة النووية. المؤشرات عن المخزون وحجم الإنتاج فى مصر مبشرة، وتعد مصر صاحبة تاريخ عريق فى مجال التعدين يعود لعام 1160 قبل الميلاد، كما تعد واحدة من أفضل مناطق التعدين فى العالم وأصبحت موجودة على خريطة الاستثمار التعدينى العالمية ووجهة استثمارية تعدينية وحققت تطورات ونتائج مهمة مؤخرًا…يتواجد الليثيوم فى مصر فى عدة مناطق متفرقة أهمها منطقة بحيرة قارون بالفيوم ويعد تركيز الليثيوم فى البحيرة المالحة أعلى بكثير من تركيزه فى مياه البحر ومن الممكن أن تكون مصر من أكبر منتجى الليثيوم بعد الإعلان الرسمى عن اكتشاف. السطور القادمة تكشف أسرار هذا الكنز الثمين، وفرص العوائد الاقتصادية له، وكيفيه استخراجه بشكل آمن بيئيًا؟! صلاح النصيرى يعتبر خام الليثيوم من العناصر التعدينية النادرة والاستراتيجية إذ تعتمد الكثير من الدول المتقدمة عليه لتحقيق الازدهار والتقدم الصناعى لأنه من الثروات المهمة، ويرجع ذلك لدخوله فى العديد من الصناعات بداية من أجهزة الهاتف المحمول وصولًا للصواريخ والطاقة النووية لذا يطلق عليه اسم «المارد الأبيض»، كما أنه يعادل فى أهميته خام النفط اقتصاديًا، لذا بدأ قطاع التعدين المصرى الاهتمام باستخراجه مع وضع العديد من البرامج وخطط الاستكشاف الطموحة له خلال الفترة المقبلة فى كل من الصحراء الغربيةوالشرقيةوالفيوم. ويتزايد الطلب العالمى على معادن الطاقة المتجددة بمعدلات متصاعدة، لا سيما الليثيوم والنيكل والكوبالت والنحاس والنيكل وغيرها من المعادن التى يطلق عليها المعادن الأرضية النادرة. ومن جانبه، قال المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، إنه يتم إجراء دراسات مبدئية لاستغلال خام الليثيوم بالاعتماد على أسس علمية وعملية مدروسة ودراسة الاستعانة باستشارى عالمى لإعادة إحياء مشروع التنتالم، مضيفا أنه تم وضع نموذج يتعامل مع كل العناصر وفقًا لما هو متبع عالميًا لزيادة جذب الاستثمارات وتكوين الشراكات الناجحة لتطوير استغلال الثروات التعدينية. وأكد وزير البترول أن برنامج المسح الجيوفيزيائى الإقليمى لتحديد وتصنيف المناطق التعدينية يتم وفق أسس اقتصادية لتوفير بيانات تعدينية أكثر كفاءة وموثوقية تخدم خطط وسياسات الدولة فى تحقيق الاستغلال الاقتصادى الأمثل لخدمة الاستثمار، وكذلك حرصها على تطبيق الرقمنة فى كل مراحل استغلال وإنتاج وتصنيع الثروات التعدينية. وشدد «الملا» على أن مصر لديها تاريخ عريق فى مجال التعدين يعود لعام 1160 قبل الميلاد وهذا التاريخ يعود لأقدم خريطة معروفة بالعالم وتوضح الطريق إلى مناجم الذهب والتعدين بالصحراء الشرقية فضلًا عن أنها تعد واحدة من أفضل مناطق التعدين فى العالم وبالفعل أصبحت موجودة على خريطة الاستثمار التعدينى العالمية ووجهة استثمارية تعدينية وحققت تطورات ونتائج مهمة مؤخرًا. ولفت وزير البترول إلى أن ثروات مصر التعدينية يتم استغلالها وفق منهج تعظيم لقيمتها المضافة ومن أمثلة ذلك استغلال السيليكون والصودا آش وهناك معادن أخرى،، كما أن مصر تبنت تحقيق قصص نجاح فى تنمية ثرواتها بما يتفق مع التعدين الأخضر الذى نراه امتداداً وترجمة لالتزامات قمة أطراف المناخ COP27. اكتشاف خام الليثيوم فى مصر وقعت وزارة البترول والثروة المعدنية، خلال منتدى مصر للتعدين فى 4 يوليو الماضى 2022 مذكرة تفاهم بين هيئة الثروة المعدنية وشركة أيوك برودكشن التابعة لشركة إينى الإيطالية لتحديد واكتشاف الخامات التعدينية المتواجدة فى مصر مثل الليثيوم وغيرها، وذلك بحضور علاء خشب، نائب وزير البترول والثروة المعدنية، حيث وقع الاتفاقية الجيولوجى خالد الششتاوي، رئيس هيئة الثروة المعدنية السابق. ويتم العمل خلال هذه الفترة على استخراجه من عدة مناطق بالصحراء الغربية والصحراء الشرقية ومنطقة الفيوم من خلال أعمال البحث والاستكشاف بمتابعة من وزارة البترول والثروة المعدنية والبعثات الجيولوجية المصرية بالتعاون مع شركة إينى الإيطالية. نهاية عصر البترول وفى السياق ذاته، قال د. حسن بخيت، رئيس رابطة المساحة الجيولوجية المصرية، ورئيس المجلس الاستشارى العربى للتعدين والبترول والموارد الطبيعية باتحاد الجيولوجيين العرب، إن خام الليثيوم الذى يصفه بعض الخبراء بأنه المارد الذى قد ينهى عصر البترول، حيث تكمن أهمية الليثيوم كغيره من العناصر النادرة فى صفاته الطبيعية فهو يُعد من أخف العناصر حيث إنه تصل كثافته إلى 0.53، بالإضافة إلى كبر سعته الحرارية وقدرته الكبيرة على التفاعل لتكوين سبائك، وهذه الصفات أهلته للعديد من الاستخدامات. وأضاف د. حسن بخيت أن آخر استخدامات الليثيوم هى دخوله فى بطاريات قابلة لإعادة الشحن التى يتم استخدامها على نطاق واسع فى أجهزة الموبايل والكمبيوتر واللاب توب؛ بالإضافة إلى السيارات الكهربية، كما أنه يدخل فى صناعات السيراميك والزجاج والصناعات الكيميائية والكهربائية والطبية والأنشطة النووية، فهو من العناصر النادرة والاستراتيجية، وتعتمد عليه الكثير من الدول المتقدمة وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية لدعم اقتصادها. ولفت رئيس رابطة المساحة الجيولوجية المصرية، إلى أن المؤشرات الاقتصادية توضح تنامى عمليات التنقيب عن مادة الليثيوم واستخراجها مما يدعونا إلى البحث عن مكامنه فى صحراء مصر الواسعة، وبمراجعة الصخور الحاوية لهذا الخام على مستوى العالم نجد أن بيئته الجيولوجية المثيلة بصحراء وجبال مصر فى كل من شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية والصحراء الغربية، مثلا البحيرات الملحية الجافة مصيدة لهذه العناصر، وهى بحيرات كانت مملوءة بالمياه فى فترة من الزمان ثم انحسرت عنها وأصبحت جافة فى قلب الصحراء وتتميز بنعومة رمالها، وتنتشر مثل هذه البحيرات والسبخات الملحية على مساحات شاسعة على امتدادات الصحراء الغربية بدءًا من الفيوم شرقًا مرورًا بوادى النطرون وحتى سيوة غربًا. ونوه «بخيت» إلى أن بعض البحوث والدراسات أشارت إلى وجود الليثيوم فى هذه البحيرات بنسب مرتفعة لذا نأمل أن تخطط هيئة المساحة الجيولوجية لعمل برنامج استكشافى طموح لهذا الحزام الكبير الممتد عبر رمال الصحراء الغربية لرصد مثل هذه البحيرات والسبخات الملحية الجافة والكشف عن تواجد الليثيوم وغيره من المعادن والأملاح المهمة، مثل البوتاسيوم، ولعل رصيد الهيئة الهائل من الخرائط والمعلومات قد يساعد على إنجاح هذه المهمة فى وقت قصير، مؤكدا أن هذا الوقت لتأخذ الصحراء الغربية حقها من برامج وخطط الاستكشاف الطموحة، لعلها تحدث نقلة نوعية كبيرة فى مجال التعدين خاصة تعدين الأملاح الاستراتيجية. المتوقع لمصر وبعد الإعلان الرسمى عن اكتشاف الليثيوم فى مصر بمنطقة الفيوم من الممكن أن تصبح مصر من أكبر منتجى الليثيوم فى العالم حيث أن الإنتاج المتوقع لمصر من الليثيوم حسب الأبحاث الجيولوجية نحو 500 طن سنويًا تكفى لتشغيل 100 ألف سيارة كهربائية. الاقتصاد العالمي تعتمد الكثير من الدول الصناعية الكبرى على خام الليثيوم كعنصر أساسى فى الاقتصاد العالمى، فهو محرك رئيسى لانتعاشها مثل الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين وغيرهما، حيث إنه من أكثر المعادن المهمة المطلوبة إذ يدخل فى عدد من الصناعات المدنية والعسكرية الحديثة. سلاح استراتيجي ولم يتوقف الأمر على كونه أكثر المعادن المطلوبة عالميًا لكنه سلاح استراتيجى مهم لدخوله فى العديد من الصناعات المهمة ذات الدخل المرتفع خاصة الأسلحة والصواريخ والطاقة النووية، حيث إنه يستخدم فى تصنيع السيارات الكهربائية من خلال بطاريات الليثيوم، كما أنه مكون أساسى فى صناعة الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية وأجهزة الحاسب الآلى المحمول والكاميرات الرقمية وخوادم الإنترنت. أغلى الخامات التعدينية ويعد الليثيوم من أغنى الخامات التعدينية بعد الذهب من الناحية الاقتصادية، حيث إنه يتم استخراجه من الرواسب المتواجدة فى الصخور والبحيرات المالحة كما أنه يتوفر فى مصر بعدة مناطق متفرقة من أهمها منطقة بحيرة قارون بالفيوم كما يتواجد فى البحيرة المالحة أعلى بكثير من تركيزه فى مياه البحر. ويعتبر الليثيوم معدنًا ناعمًا يميل إلى اللون الفضى ويعادل اقتصاديًا خام النفط من حيث الطلب عليه وكذلك قد يكون أعلى قيمة ماديًا منه ويستخدم فى العديد من الصناعات، من أهمها بطاريات السيارات الكهربائية، حيث تحتاج البطارية الواحدة إلى ما يقرب من 150 جرام ليثيوم كما يدخل فى تصنيع أجهزة الموبايل واللاب توب والكمبيوتر والزجاج والسيراميك والصناعات الطبية والكهربائية والكيميائية، وكذلك صناعة الأسلحة والصواريخ والطاقة النووية. الاقتصاد الأخضر ويعتبر الليثيوم من المواد التعدينية الحيوية والمهمة فى الاعتماد على خفض الانبعاثات فى إطار التوجه العالمى للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة لمواجهة أزمات تغير المناخ والسيطرة على المشكلات الناجمة عن التلوث لذا بدأ العالم يهتم به خلال الحقبة الحالية كمعدن أساسى لتخزين الطاقة المتجددة واستخدامها بشكل مستدام فى المصانع والسيارات وحتى فى المدن الحضرية التى تعتمد على الطاقة الشمسية بشكل كامل وتخزن فائض الطاقة ببطاريات الليثيوم العملاقة، وحتى شركات السيارات الكهربائية تحتاج إلى بطاريات طويلة العمر وكثيفة الطاقة التى يوفرها معدن «الليثيوم». أكبر احتياطى ومن جانبه، قال د. كمال عودة، أستاذ المياه والبيئة بجامعة قناة السويس، إنه عند دراسته للدكتوراه بالخارج سمع لأول مرة عن صحراء «أتكاما» بشيلى، وأن عينات المياه الجوفية التى أحضرها من صحراء سيناء بمصر تحمل نفس السمات التى جعلت من صحراء أتكاما كنزا مهما لرواسب النترات والليثيوم على مستوى العالم، حيث أشارت الرسالة إلى احتمالية وجود رواسب النترات فى إحدى بقاع سيناء الغالية، ولم نهتم وقتها بوجود الليثيوم الذى بدأ يهتم به العالم خلال الحقبة الحالية كمعدن أساسى لتخزين الطاقة المتجددة. وأضاف «عودة» أن صحراء أتكاما بشيلى أحد أضلاع «مثلث الليثيوم» والتى تمتد إلى بوليفيا والأرجنتين بأمريكا الجنوبية، حيث يوجد بهذا المثلث أكبر احتياطى لمعدن الليثيوم بالعالم، نظرا لوجود بحيرات ملحية تعرضت لمناخ جاف أدى لتبخر تلك البحيرات، مخلفة وراءها أملاح معدن الليثيوم التى ذابت من الصخور فى تلك البحيرات التى توجد فى وسط صحراء أتكاما التى تمثل أكثر الأماكن جفافا على سطح الأرض. وتابع أستاذ المياه والبيئة بجامعة قناة السويس، أننا وجدنا فى سيناء بقايا لتلك البحيرات الملحية الجافة بأماكن متفرقة من سيناء تاركة وراءها رواسب ملحية، وكذلك توجد على خليج السويس ينابيع حارة عديدة منها حمام فرعون والعين السخنة برأس سدر وحمام موسى بالطور والمياه الساخنة بمنطقة عيون موسى وكذلك المحاليل الشديدة الملوحة الناتجة من محطات التحلية المعتمدة على الآبار الجوفية تكون غنية بمعادن الليثيوم، وفى ظل تطور تكنولوجيا استخلاص الليثيوم يمكن استغلالها بشكل اقتصادى. السباق العالمي ودخلت الهند فى سباق الدول العالمية المتنافسة على خام الليثيوم حيث أعلنت وزارة المناجم الهندية اكتشاف احتياطيات كبيرة من الخام النادر المستعمل فى صناعة السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة المتجددة حيث تم العثور على 5.9 مليون طن من احتياطيات خام الليثيوم لأول مرة فى البلاد بإقليم جامو وكشمير المتنازع عليه مع باكستان منذ عقود، وفقًا لموقع ذا إيكونوميك تايمز المحلى المتخصص. الصين أكبر المنتجين وتسيطر الصين فى الوقت الحالى على 60% من إنتاج المعادن الأرضية النادرة وتكريرها فى العالم بما فى ذلك الليثيوم، ما يثير قلق الولاياتالمتحدةوالهند المتنافستين على الصدارة الاقتصادية للعالم مع بكين. كما يمكن أن توفر إفريقيا خُمس احتياجات الليثيوم فى العالم بحلول عام 2030 حيث يطالب القادة الأفارقة عمال المناجم بتجاوز الاستخراج وإضافة قيمة من خلال معالجة المعدن الخام محليًا وفرضت زيمبابوي، التى تمتلك أكبر احتياطيات من الليثيوم فى إفريقيا، حظرًا على صادرات خام الليثيوم الخام، مما تطلّب من الشركات إنشاء مصانع فى البلاد، ومعالجة الخام فى مراكز قبل التصدير من أجل تعزيز الوظائف والإيرادات المحلية. وحذت ناميبيا حذوها؛ وفى عام 2020، نفّذت نحو 42% من الدول الإفريقية، باستثناء دول شمال إفريقيا، قيوداً على الصادرات الخام، بما فى ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية وغانا ونيجيريا ومع ذلك، فإن الصين تسيطر على سلسلة توريد المعادن الحيوية فى العالم لأن العديد من الشركات المملوكة للصين قد أكملت مؤخراً مصانع المعالجة فى البلاد.