تصوير : رمضان على تسعى الدولة جاهدة إلى القضاء على مشكلة الإسكان حيث تبنت أكبر وأضخم مشروع قومى للإسكان الاجتماعى فى تاريخ مصر بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي بمعظم محافظات الجمهورية وتسليم كل مواطن انطبقت عليه الشروط التى حددها صندوق التمويل العقارى ووزارة الإسكان وحدته كما تعهدت الدولة. كما تسعى الدولة إلى تنمية واستغلال كل مواردها لتعود بالفائدة على المواطن البسيط إلا أن هناك عشرات العمارات السكنية المهجورة التى تقع بمحافظة الجيزة على أطراف منطقة إمبابة وبالتحديد فى أرض مطار إمبابة والتى كلفت ميزانية الدولة ملايين الجنيهات تم الانتهاء من تنفيذها عام 2013 ولا تزال غير مستغلة ولم يتم تخصيصها إلى المواطنين حتى الآن، ويبلغ عدد هذه الوحدات 3180 وحدة سكنية بمساحات مختلفة تتراوح ما بين 80 إلى 110 أمتار بإجمالى 159 عمارة كاملة المرافق والتشطيبات على مساحة 55 فدانًا تقريبًا، فلماذا لم يتم استغلالها طوال هذه السنوات وإنقاذها من التهالك الذى بدا فى الظهور على بعضها بسبب الإهمال؟ “أكتوبر” ذهبت إلى هناك وتجولت فى المنطقة والتقت بعض الأهالى للسؤال عن هذه العمارات، رجب دسوقى عامل فى شونة مواد بناء خلف العمارات قال إنه فى المنطقة منذ عام 2005 قبل بداية إنشاء هذه المدينة الذى تم عام 2009 وتم الانتهاء منها فى بداية 2013، مضيفًا أنها لم تسكن حتى الآن ولا نعرف لمن تم إنشاؤها على الرغم من أن عددًا كبيرًا جدًا من الأهالى يحتاج إلى هذه الشقق، خالد أحمد عامل فى نفس الشونة أكد أنه بسبب عدم سكن هذه العمارات منذ أن تم بناؤها فقد حاول البلطجية الاستيلاء عليها أيام ثورة يناير 2011 إلا أن المكلفين بحمايتها فى ذلك الوقت قاموا بالتصدى لهم وتمكنوا من منعهم من الاستيلاء عليها، حنفى محمود أحد الأهالى قال: لا نعرف أى معلومة عن هذه العمارات على الرغم من أنه مر حوالى عشرة أعوام على إنشائها ولا تزال مغلقة وظهرت عليها علامات التهالك من الخارج وكان عليها سور مصنوع من الصاج قد تم سرقته بفعل اللصوص والخارجين على القانون وحاوطتها القمامة من جميع الجهات. هانى إبراهيم من أهالى المنطقة أيضًا قال: سألنا فى المحافظة على هذه العمارات لكى نقوم بحجز شقة وكان رد المحافظة أن تلك العمارات لا تخصهم، متمنيًا أن يعرف الأهالى كيفية الحجز لهذه الوحدات لأن معظم أهالى المنطقة فى احتياج إليها. مصطفى محمد حسن – من ذوى الاحتياجات الخاصة – من أهالى المنطقة قال: حاولت مرارًا وتكرارًا أن أسأل عن هذه الشقق لكى أتقدم بطلب للحصول عليها ضمن المواطنين الذين لديهم نسبة عجز ولم أوفق، مضيفًا كل ما نعرفه عنها أنها تتبع شركة النصر للمقاولات قائلاً «حرام كل هذه العمارات وبكل هذه المساحة أن تكون غير مستغلة إلى الآن ونحن فى أشد الاحتياج إليها». أحمد عبد اللطيف من أهالى المنطقة أيضًا قال: سمعنا منذ سنوات أن هذه الشقق مشروع استثمارى من أيام «مبارك» ثم قيل بعد ذلك أنها سيتم تخصيها لأهالى بولاق بعد هدم مثلث ماسبيرو ولم يحدث ثم قيل إنها للمضارين من مشروع مترو الأنفاق بمنطقة إمبابة وسيتم تخصيصها لهم ولم يحدث أيضا وإلى الآن لا نعرف لمن سيتم تخصيصها، مضيفًا أن هذه المدينة تعتبر مدينة متكاملة حيث يوجد بها مسجد ومدرسة وملعب كرة، سمير عبد الكريم من أهالى المنطقة أكد أنهم يعيشون فى خطر حيث أصبحت هذه العمارات مأوى للمسجلين والخارجين على القانون، حيث يأتون إلى داخل العمارات ليلا لأنها لا يوجد عليها أسوار سواء من الجانب أو الخلف ويتم استغلالها لتعاطى المخدرات وحقن الماكس ولا نستطيع أن نفعل شيئًا مشيرًا إلى أن عدد الغفراء حوالى 3 غفراء وهو عدد غير كاف لحراسة هذه المساحة الكبيرة التى تصل إلى 55 فدان تقريبًا، مطالبًا المسئولين عن هذا المشروع بسرعة تسكينه لكى لا تكون هذه العمارات وكرًا وملاذًا آمنًا للخارجين على القانون، وقد أكد أهالى المنطقة أنه منذ تنفيذ هذا المشروع فى عام 2009 تردد على المنطقة العديد من المسئولين وكانت آخر زيارة منذ 4 سنوات تقريبًا من محافظ الجيزة الأسبق على عبدالرحمن ووزير الإسكان د. مصطفى مدبولى رئيس الحكومة الآن ووزير الإسكان وقد سلّم الأهالى إليهم عدة شكاوى أثناء هذه الزيارة ووعدهم بنقلهم إلى العمارات ولكن لم يتم ذلك حتى هذه اللحظة ولا يعرفون السبب. فيما قال النائب يسرى المغازى عضو مجلس النواب ووكيل لجنة الإسكان إن سبب عدم الإعلان عن تسليم هذه الوحدات طوال هذه الفترة يرجع إلى أن الشركة المنفذة للمشروع ارتفعت عليها تكاليف الإنشاء والتشطيبات فطالبت بفروق أسعار إلا أنه لم يحدث فلجأت إلى القضاء، مؤكدًا أن الدولة تبنت هذه القضية وجار العمل على حلها قريبًا مشيرًا إلى أن هذه الوحدات جزء كبير منها تم خصيصه لبعض المواطنين منذ عدة سنوات ولكن لم يتم تسليمهم الوحدات الخاصة ولجأوا أيضا إلى القضاء ولكن بعد أن تدخلت الجهات المعنية بالدولة سيتم الانتهاء من التشطيبات والعيوب الفنية وسيتم التسليم فى أقرب وقت موضحًا أنه سيتم الإعلان عن التقدم إلى باقى الوحدات التى لم يتم تخصيصها قبل نهاية العام الحالى مؤكدًا أن هذا المشروع يتبع الإسكان التعاونى وهو الذى سيطرح الإعلان عن تلك العمارات لتسكينها. وقال المهندس.عبد السلام قنديل المسئول التنفيذى للمشروع أن جهاز تعمير القاهرة الكبرى هو الجهة المختصة بالإشراف على المشروع وتسليمه، مشيرًا إلى أن مشروع عمارات مطار إمبابة هو مرحلة من ست مراحل تم الانتهاء من ثلاثة منها بالفعل، وأضاف أن هذه العمارات تم إنشاؤها لتخصص للمتضررين من مشروعات توسعة شوارع شمال الجيزة إمبابة، بالإضافة إلى منطقة الوراق فضلاً عن استكمال الخدمات التى تحتاج إليها تلك المناطق من مدارس ومستشفيات ومكاتب بريد ومراكز شباب حيث تم إنشاء بعضها وهى مجموعة مدارس ومستشفى معهد القلب الجديد ومركز شباب أيضا، موضحًا أن التخطيط للمشروع بدأ من عام 2007 وتم مسح الأراضى الفضاء فى هذا الوقت والتى أقيمت عليها المشروعات السابق ذكرها وصدر لها قرار نزع ملكية وتم تعويض أصحابها ولاتزال هناك مجموعة من الأراضى يتم تدبير التمويل اللازم لتعويض أصحابها لاستكمال المراكز الخدمية، بالإضافة إلى توسعة الشوارع التى سيتضرر منها بعض الأهالى وهم الذين ستخصص لهم هذه الوحدات السكنية، وأضاف أنه من المنتظر أن يتم البدأ فى التوسعة خلال ستة أشهر بعد توفير التعويضات اللازمة. لافتًا أن عدد العمارات 159 عمارة بإجمالى 3180 وحدة سكنية تتراوح مساحتها من 80 إلى 110 مترًا بالإضافة إلى عدد كبير من المحلات التجارية كما يوجد أسفل كل عمارة جراج مستقل خاص بسكانها فضلا عن وجود مسجد كبير مساحته حوالى 500 متر تقريبًا يضم مركزًا علاجيًا ودار مناسبات ومكان مخصص لتحفيظ القرآن، مؤكدا أن إجمالى مساحة المشروع حوالى 55 فدانًا، مشيرًا إلى أن سبب التأخير فى الانتهاء من هذا المشروع هو تعاقب الحكومات ما بعد ثورة يناير 2011 ومن ثم تعطيل الاعتمادات المالية اللازمة للانتهاء من المشروع موضحًا أن وزارة الإسكان والتعمير وهيئة المجتعات العمرانية قامت مؤخرًا بتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لانتهاء المشروع وسيتم الانتهاء منه بنهاية العام الحالى 2018. فيما أكدت النائبة نشوى الديب التى تصادف وجودها فى المشروع أنه تم تخصيص عمارة سكنية من هذا المشروع بإجمالى 18 وحدة سكنية لمتضررى مترو الأنفاق وأنه تم بالفعل توقيع العقود الخاصة بملكية تلك الوحدات مؤخرًا وتسلموا مفاتيح الشقق بالفعل وأضافت أن هذه الخطوة جاءت بعدما تم اتفاق هيئة مترو الأنفاق مع وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية بشراء تلك العمارة وتم تسديد ثمنها بالكامل من قبل إدارة المترو وتسليمها إلى المواطنين. وفى الخصوص..أنشئت منذ عامين وتنتظر المستأجر ومن عمارات مطار إمبابة بالجيزة إلى عمارات مدينة الخصوص بالقليوبية، فقد تم إنشاء عدد من العمارات التابعة لإسكان المحافظة بشارع الرشاح – حوض عبيدو بالخصوص – ولم يتم تسليم سوى أربع عمارات فقط على الرغم من انتهاء المشروع منذ أكثر من عامين، وقد تجولت «أكتوبر» بالمنطقة وبالتحديد وسط تلك العمارات لمعرفة لماذا لم يتم تسليم هذه الوحدات للمواطنين حتى الآن؟، وقالت إحدى الأهالى والتى رفضت ذكر اسمها إنهم تقدموا بطلبات بالبريد منذ 7 سنوات للحصول على وحدة سكنية من الإسكان الاجتماعى بنظام التمليك بعد عشرين عامًا طبقًا لنظام التمويل العقارى ولم نحصل على شقة بهذا النظام لعجزنا عن تقديم مفردات دخل حيث إن زوجى أرزقى ويعمل بالمعمار «يومية» وعندما تم بناء هذه العمارات والإعلان عن تخصيصها عن طريق الإيجار تقدمنا بطلب إلى مجلس مدينة قليوب للحصول على شقة فى إسكان المحافظة منذ عامين موضحة أنهم استلموا هذه الشقق منذ شهرين وأشارت إلى أنه تم تسكين 4 عمارات فقط وباقى العمارات مغلفة إلى الآن. فيما أكد ساكن آخر أنهم تم تسكينهم بعقد لمدة 3 سنوات فقط بقيمة إيجارية 400 جنيه ويجدد بعد ذلك، وأنه يوجد سلبيات كثيرة فى العمارات وفى التشطيبات الداخلية، متوقعًا أن هذه الأمور يمكن أن تكون السبب فى عدم الإقبال على هذه الوحدات فضلًا عن وجودها فى مكان سيىء. فيما قالت سعاد إبراهيم – إحدى الساكنات – إنهم دائما ما يواجهون انقطاعًا فى المياه بسبب أن الماسورة الرئيسية المغذية للعمارات على وش الأرض وعندما يأتى اللودر لرفع القمامة التى تحاصرنا من جميع الجهات يقوم بكسر الماسورة وتنقطع المياه لعدة أيام حتى يتم إصلاحها على نفقة الأهالى، كما أن اللوحة الرئيسية للكهرباء قريبة جدًا من الأرض وخط الصرف الصحى عندما يتعطل يؤثر على لوحة الكهرباء، الأمر الذى يؤدى إلى انقطاع الكهرباء أيضا لمدة طويلة، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تكون كل هذه المشاكل السبب الرئيسى وراء عزوف المواطنين عن الإقبال على هذه العمارات. فيما رجح بعض الأهالى أن السبب وراء عدم استلام المواطنين هذه الشقق فى الوقت الحالى هو عدم الانتهاء من مشروع الصرف الصحى الذى يقع خلف العمارات والذى بدأ منذ سنوات، بالإضافة إلى الجراجات الموجودة وعدم تهيئة المناخ الآدمى للسكن فى هذه العمارات. كما أكد أحد أصحاب المحلات المواجهة للمشروع رفض ذكر اسمه أن هذه العمارات تم بناؤها منذ 4 سنوات ولا يعرفون سبب عدم استغلالها حتى الآن وتحولت إلى مكان يحاصره القمامة من جميع الاتجاهات، مشيرًا إلى أن عربات كارو تأتى من منطقة الزرايب لتلقى القمامة وسط هذه العمارات فقد انتشرت الأمراض بسبب الإهمال وخصوصًا الأطفال ولا نعرف كيف تحل هذه المشكلة. فيما قال سامى صالح رئيس مجلس مدينة الخصوص أنه تم تسليم 4 عمارات بنظام الإيجار بقيمة 400 جنيه شهريًا من حوالى شهرين تقريبًا ومنذ عدة شهور تم الإعلان عن طرح 3 عمارات أخرى بنظام الإيجار أيضا، مضيفًا أنه تم مد مهلة التقديم أكثر من مرة لإعطاء فرصة للمواطنين للتقديم فى هذا الإعلان مؤكدًا أن المحافظة طلبت ملفات المتقدمين لإيجار هذه الوحدات مؤخرًا لبحث المستوفى منها استعدادًا لتسليمهم، على أن يتم الإعلان عن ال 4 عمارات المتبقية فيما بعد، مشيرًا إلى أن مجلس المدينة يقوم برفع القمامة والمتابعة بصفة مستمرة بجميع مناطق المدينة، موضحًا أنه تم مؤخرًا عمل رصيف بطول العمارات لحمايتها من مياه الأمطار التى يمكن أن تتراكم حولها.