رويدا رويدا تتكشف خيوط المؤامرة الأمريكية التى تحاك على أرض بلاد الرافدين كجزء من استراتيجية إعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط من جديد واستبدال الحلفاء التقليديين من العالم العربى بحلفاء جدد حتى لو كانت هذه الاستراتيجية تخالف المنطق ولم تكن معركة تكريت بالعراق إلا جزءًا من هذه الحقيقة. وهناك عدة أسباب تجعل من معركة تكريت بمحافظة صلاح الدين دليلا على صفقة أمريكية إيرانية تضمن الاعتراف الأمريكى بحق إيران فى استغلال الطاقة النووية مقابل دور إيرانى فى محاربة «داعش» بالعراق. هذه الخطة هى مغامرة كبيرة لإيران لاستعادة هيبتها وحصول طهران على مكاسب عبر مشاركة قائد فيلق القدس الجنرال «قاسم سليمانى» فى عملية تكريت مباشرة وهو أول مسئول رفيع المستوى فى إيران يشارك مباشرة فى الحرب فى العراق والقيادة المباشرة لمعركة رئيسية لضمان نجاحها.رغم مرور الوقت من بدء الهجوم ب25 ألفا من القوات الإيرانيةوالعراقية المدعومة من قبل الميليشيات الشيعية العراقية فلا تزال هذه القوات تقاتل خارج أبواب تكريت مما أحبط الآمال الكبيرة لتحقيق نصر سريع واختراق فى المدينة، كما أن قوات تنظيم «داعش» نجحت فى إبطاء تقدم هذه القوات عبر نشر المئات من الألغام والعبوات الناسفة على جميع الطرق المؤدية إلى تكريت وعبر فرق من الانتحاريين فجَّروا أنفسهم وسط الجيش وهو تكتيك سبق أن اتبعه جنود «داعش» من قبل فى معركة بلدة كوبانى السورية. ويبدو أن هناك توافقا أمريكيا إيرانيا على حصر الدور الأمريكى فى غارات جوية على العراق وسوريا وترك وطأة الحرب البرية لقوات الحرس الثورى الإيرانى كنوع من تقسيم العمل. وفى سياق آخر لم يكن بيان الأزهر المندد -بما ترتكبه ميليشيات عراقية من عمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر بحق المدنيين السنة وحرق مساجدهم وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد بدعوى محاربة تنظيم «داعش» معتبرًا ذلك جريمة وحشية يندى لها جبين الإنسانية- مجرد صرخة قوية وصفعه ضد الجرائم التى ترتكبها الميليشيات المسلحة هناك. بل تفضح الدور الإيرانى فى المعارك الدائرة وخاصة معركة تحرير تكريت. وتكشف تسريبات لمعلومات تفيد بأنَّ إيران تشارك مشاركة كبيرة فى المعارك. ولا تدعم فقط الميليشيات الشيعية العراقية مثل فيلق بدر وعصائب أهل الحق أو حزب الله العراقى بمضادات الدبابات التى تحمل علامة «صنع فى إيران». وأكد علماء أهل السنة فى داخل وخارج العراق تأييدهم لما جاء فى بيان الأزهر من خلال البيانات الصادرة عن هيئة علماء المسلمين بالعراق والأمانة العُليا للإفتاء العراقية والمجمع الفقهى العراقى وهو هيئة لكبار العلماء للدعوة والإفتاء. وشدَّدت البيانات الصادرة من المؤسسات العراقية أن الأزهر الشَّريف يمثل مرجعية شرعية من واجبها متابعة أحوال المسلمين ومناشدة المسئولين لوضع حد لهذه الانتهاكات وأوضحوا أن بعض القوى لا يروق لها تصدى الأزهر لمثل هذه التصرفات اللا إنسانية بحد وصفهم مع معرفتهم بعظيم منزلته التى يتبوؤها فى قلوب المسلمين. وفى المقابل أكد المرجع الشيعى بشير النجفى أن ما وصل إلى الأزهر الشريف حول تعرّض أبناء السنة لعمليات إبادة خلال عمليات تطهير المدن الغربية من إرهابيى تنظيم «داعش» مجرد شائعات.. ودعا شيخ الأزهر إلى إرسال لجنة للاطلاع ميدانيًا على حقيقة أوضاع السنة فى المناطق المحررة من تنظيم «داعش».