صغيرة هى.. دلوعة.. حبوبة.. آخر العنقود.. لا تقع عليها عين إنسان إلا دخلت قلبه وأحبها.. فهى ودودة منذ أن كانت بنت شهور.. تحب الجميع وتقبل على أى يد تمتد لها لتداعبها وتحملها.. فإذا كانت هكذا مع الغريب فما بالنا مع القريب فهى حبيبة أمها.. تضعها فى عينيها فآخر العنقود وكما يقول المثل «سكر معقود».. وهى نور عين أبيها.. لم تتجاوز السابعة من عمرها.. ترى ابتسامتها تشك أنها تعانى من أى مرض.. تسمع ضحكاتها تجزم بل تؤكد أنها ليست مريضة ولا تعانى.. ولكن عندما تتصفح أوراقها تتأكد أنها مريضة بالفعل.. بل ينهش المرض جسدها.. إنها ليست مريضة بإسهال أو أنفلونزا.. ولكنه مرض أشد فتكا.. إنه السرطان اللعين.. ولأنها طفلة فإنها تلعب أو تحاول أن تلعب مثل أى طفلة فى عمرها فهى لا تدرى ما معنى كلمة «سرطان» ولا تعى ما يشعر به والداها. تتذكر الأم ما حدث للابنة المسكينة منذ ثلاث سنوات.. تتذكر أنها حبيبة قلبها وابنتها الصغيرة نعم الله قد رزقها بولدين وابنة أكبر منها إلا أنها قطعة من القلب تمنتها كثيرا وطلبتها من الله الذى لم يبخل عليها ورزقها بها.. تتذكر كم كانت فرحتها لم تشعر بالارتباط والحب لأحد من أولادها كما شعرت به تجاه «سلمى» طفلتها الجميلة التى أطلت بوجهها المضيئ.. لم تكن تأكل أو تشرب هى وزوجها.. لم يكن يهنأ لهما طعام إلا بعد أن يطمئنا على فلذة الكبد وقرة العين.. إنها لا تنس الليلة التى باتت فيها الطفلة تبكى وتصرخ من الألم.. حرارة جسدها تشعل آلامهما عيناهما تفيض بالدمع.. وقفا مكتوفى الأيدى عاجزين عن تخفيف آلامها.. خرج الأب يجرى فى ظلمة الليل يبحث عن طبيب.. ولكنه لم يجد فالأسرة تعيش فى إحدى قرى محافظة الغربية.. حاولت الأم أن تطمئنه بالرغم من النار التى تشتعل فى قلبها ولكنها أكدت له أن الأطفال كثيرا ما يتعرضون للمعاناة وأخذت تحكى له وتذكره بما أصاب أبناءها من قبل، بل أيضًا أولاد الأهل والجيران فى محاولة للتخفيف عنه.. ومرت ساعات الليل والدقائق طويلة كالدهر.. انتظرت ظهور الفجر الذى كانت تستعجله وهى تدعو الله من قلبها أن يحمى الطفلة من أى مكروه.. ذهبت هى وزوجها بالطفلة إلى المستشفى المركزى وأكد لهما الطبيب أن الطفلة مصابة بنزلة برد عادية لا تستدعى كل هذا القلق والخوف.. وصف لها الأدوية.. ولكن الطفلة ظلت طوال الليل تعانى من ارتفاع درجة الحرارة ولاحظت الأم أن الطفلة تصرخ من الألم فى ساقيها وذراعيها.. حملتها إلى المستشفى مرة أخرى بعد مرور يومين والحالة كما هى ولكن الطبيب أكد أن الدواء يحتاج إلى وقت حتى يظهر مفعوله ظلت على هذا الحال ثلاثة أيام أخرى لم تر الأم فيها النوم أو الراحة.. وهنا طلبت من الأب عرض الطفلة على طبيب بعيادته الخاصة.. واستدان الأب الذى يعانى هو الآخر من المرض ومرتبه كموظف لا يكفى مصاريف الأبناء بالمدارس ذهب بها إلى الطبيب الذى طلب إجراء تحاليل وفحوصات وأشعة وظهر ما لم يكن يخطر على بالهما.. «سلمى» مصابة بسرطان بالعظام.. كاد قلب الأم يتوقف وتصاب بالشلل.. سرت رعشة قوية فى جسدها وسقطت مغشيا عليها.. وعندما أفاقت أخذت ابنتها بين أحضانها وكأنها تخاف عليها.. تخاف أن يأخذها أحد من بين يديها.. ظلت الأم وابنتها فى المستشفى لمدة أسبوعين كما أمر الطبيب.. وفى النهاية طلب الأطباء من الأب حملها إلى مستشفى 57357 بالقاهرة، حيث الإمكانيات الطبية المتاحة والمتوفرة.. وبالفعل حملتها أمها وتم حجزها وبدأ العلاج الكيماوى والإشعاعى وانفرط عقد الأسرة.. الأم وابنتها «سلمى» بالقاهرة للعلاج والأب مع أولاده الثلاثة الآخرين بقريتهم بالغربية ثلاث سنوات هى طول فترة العلاج الذى قرره الأطباء وإن كانت فى حساب الأسرة أكثر من ثلاثين عاما.. كانت هذه السنوات كابوسًا تعيشه الأم ويعيشه الأب المريض الذى لم يتحمل مرض الابنة الصغيرة ولا بعدها وبعد الأم عنه وزاد عليه المرض ودخل المستشفى على إثر إصابته بغيبوبة كبدية ناتجة عن إصابته بتليف كبدى بسبب فيروس (C).. وخرج من المستشفى ليلاقى ربه ويترك الابنة المريضة التى تحتاج إلى وجوده معها ويترك الزوجة تحمل ميراثًا ثقيلًا وأسرة تحتاج إلى مصاريف وكل ما فى يد الزوجة 800 جنيه هى كل معاشه وليس هناك دخل آخر وترسل تطلب منا المساعدة ونحن بدورنا نناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدة الأسرة والطفلة المريضة من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.