الكاتب : محمد محمود ....... فى شارع هادئ متفرع من شارع الهرم تقع فيلا رامتان التى تضم متحف طه حسين ومركز رامتان الثقافى، حيث يتم حاليا إحياء الذكرى 41 لرحيل عميد الأدب العربى بإقامة الندوات و توزيع الجوائز ليظل مركزا للإشعاع الثقافى والأدبى مثلما كان قبل وفاته. بمناسبة الذكرى 41 لرحيل عميد الأدب العربى طه حسين يقيم قطاع الفنون التشكيلية برئاسة د. أحمد عبد الغنى أمسية فنية ثقافية بمركز رامتان الثقافى فى متحف طه حسين تتضمن حفل توزيع جوائز المسابقة السنوية الخامسة عشرة فى مجالات القصة القصيرة والشعر والدراسات النقدية يعقب ذلك ندوة بعنوان «مستقبل التعليم فى ذكرى رحيل طه حسين» يتم فيها مناقشة كتاب «مستقبل التعليم فى مصر» لدكتور وجدى زيد وذلك بحضور د. عماد أبو غازى ود. كمال غيث ود. وجدى زيد. ومتحف طه حسين أو فيلا رامتان يقع فى شارع يحمل اسمه متفرع من شارع الهرم ويتكون من حديقة تضم مبنى المتحف والمنزل الذى كان يسكنه ومركز رامتان الثقافى وفى منتصف الحديقة يوجد تمثال نصفى له صممه المثال عبد القادر رزق، والمتحف مقام على مساحة 860 مترا ويتكون من دورين، الأول يحتوى على المكتبة حيث كان يستمع فيها إلى من يقرأ له كما كان يملى فيها مقالته وذلك على أنغام الموسيقى الكلاسيكية كذلك كانت تعقد فيها اجتماعات اللجان التى كان يرأسها وذلك خلال السنوات الأخيرة من حياته عندما كان يشتد عليه المرض ولا يستطيع مغادرة الفيلا و بجانب غرفة المكتبه انتريه صغير يفضى الى صالون طه حسين حيث كان يلتقى بزواره مساء الأحد من كل أسبوع وملحق بقاعة الاستقبال غرفة دائرية وبوفيه وبعض اللوحات الفنية، أما الدور العلوى فيحتوى على غرفة نوم سوزان ملحق بها غرفة نوم طه حسين وغرفة نوم مؤنس وغرفة الاستماع إلى الموسيقى، و كلمة رامتان هى مثنى رامة و معناها مكان الراحة فعندما بنى طه حسين الفيلا كان الهدف أن تكون مكانا لراحته ولأبنه مؤنس. أما مركز رامتان الثقافى فيتكون من طابقين يحتوى الأول على قاعة متعددة الأغراض ومجهزة للسماح بتوظيفها بشكل جيد لإقامة الندوات والمحاضرات والمعارض أما الطابق الثانى فيحتوى على قاعة إطلاع ودراسة وغرفة بنك المعلومات وغرفة إدارة المبنى. كانت وزارة الثقافة قد اشترت فيلا رامتان من أسرة طه حسين عام 1992 لتحويلها إلى متحف قومى ومركز ثقافى للإشعاع الأدبى والفكرى وحفاظا على تاريخ ومقتنيات وآثار طه حسين الذى يعد من رموز التنوير فى عالمنا العربى خلال النصف الأول من القرن العشرين، و قد أهدت أسرته جميع محتويات الفيلا للدولة كما أهدتها مجموعة من الأوسمة والنياشين و قلادة النيل وأوراقه الخاصة، وفى عام 1994 بدأ العمل فى بناء المركز الثقافى وافتتح المتحف عام 1997 للجمهور، وفى عام 2005 صدر قرار بإغلاق المتحف لعمل الترميمات الخاصة به وقد قامت اللجان التاريخية بتوصيف وتصنيف محتويات المتحف كاملا وتم تزويده ببنك للمعلومات وعمل صيانة جديدة لمجموعة فتارين العرض وتزويد المتحف بالإضاءة وشبكة مضادة للحريق وعمل سلم هروب وتأمين شامل للمتحف وتم الانتهاء من أعمال الترميم عام 2009. وقد ولد طه حسين فى 14 نوفمبر 1889 بمحافظة المنيا و فقد بصره فى سن مبكرة، انتقل إلى القاهرة فى رعاية أخيه الأكبر لكى يلتحق بالأزهر والتحق بالجامعه المصرية عام 1908 وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1914 وفى نوفمبر من نفس العام سافر فى بعثة إلى فرنسا وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون. وهناك تزوج من سوزان حيث كانت تساعده فى قراءة الدروس فهى كانت بمثابة عينيه التى يرى بهما الدنيا، وفى عام 1919 عاد طه حسين الى مصر وعمل كأستاذ للتاريخ بالجامعة المصرية وعين عميدا لكلية الآداب عام 1928. وفى عام 1950 اختير وزيرا للمعارف وقام بإصلاحات هامة فى التعليم وأهمها تقرير مجانية التعليم الثانوى والفنى والتوسع فى إنشاء المدارس الجديدة ورفع شعار التعليم كالماء والهواء، ألف طه حسين ما يزيد على خمسين كتابا ترجم معظمها الى لغات عديدة وتوفى فى فيلا رامتان فى 28 أكتوبر 1973 وشيعت جنازته من جامعة القاهرة.