مع اقتراب موسم الحج واستعداد ضيوف الرحمن للتجمع الدينى والروحانى الأكبر فى بيت الله الحرام يتزايد القلق من انتشار مرض «إيبولا» بين الحجيج مما دفع وزارة الحج بالمملكة العربية السعودية إلى اتخاذ تدابير جادة ورفيعة المستوى للوقاية من الفيروس القاتل أثناء موسم الحج المقبل حيث شكلت وزارة الصحة السعودية «غرفة القيادة والتحكم» للاكتشاف المبكر والترصد والاستجابة لأية حالة مشتبه بها وأيضا التوعية الوقائية للوافدين إلى الأراضى المقدسة، ويضمن مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة قدرة الوزارة على رصد المخاوف الصحية، ويضم أطباء وعلماء وباحثين وخبراء الرعاية الصحية والتخطيط لحالات الطوارئ بالتعاون مع خبراء عالميين ومنظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية ووكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. المركز يشتمل حتى الآن على (11) منصة، تختص كل واحدة منها بالتعامل مع موضوع محدد مثل منصة الصحة العامة والتى تعنى بعملية جمع البيانات والتقصى عن الأوبئة والتنسيق مع الشركاء الدوليين، وأيضا منصة دعم مكافحة الأوبئة والتى تهتم بتقديم معلومات موثقة بالأدلة لصانعى القرار وتقديم التوصيات اللازمة لاتخاذ التدابير الوقائية وإجراءات المكافحة خلال موسمى العمرة والحج ومن أهم هذه المنصات منصة دعم مكافحة الأوبئة وتعتبرمهمتها الرئيسية هى تقديم معلومات موثقة بالأدلة لصانعى القرار وتقديم التوصيات اللازمة لاتخاذ التدابير الوقائية وإجراءات المكافحة خلال موسمى العمرة والحج. ومن جانبها أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فى الشرق الأوسط «رنا صيدانى» أن وزارة الصحة السعودية لديها القدرة على تطبيق الإجراءات اللازمة لرصد الأوبئة بشكل مبكر كإجراء وقائى من احتمال انتشار فيروس «إيبولا» فى موسم الحج هذا العام، وأن منظمة الصحة العالمية تعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحة السعودية، وقالت إن السلطات الصحية السعودية لديها خبرة طويلة فى إدارة هذا الحدث بشكل جيد كما أنها تمتلك خطة مفصلة حول الترتيبات اللازمة لموسم الحج، وأن هذه الترتيبات تتحسن كل عام، بالإضافة إلى أن المنظمة قامت بتدريب عدد كبير من العاملين الصحيين بالمملكة بالتعاون مع غرفة القيادة والتحكم التى شكلتها وزارة الصحة السعودية للاكتشاف المبكر والترصد الوبائى ومكافحة العدوى فى المستشفيات وأخذ العينات بطريقة صحيحة وشحنها إلى مختبرات عالمية، كما قامت بتوفير القفازات وأجهزة الوقاية والمطهرات المستخدمة بعد فحص الحالة المشتبه بها. ومنعت السلطات السعودية القادمين من سيراليون وليبيريا وغينيا من الحج هذا العام، خوفاً من تفشى مرض إيبولا. إلا أنها أعلنت أنها ستسمح للنيجيريين بأداء الفريضة، معتبرة أن حالات الإصابة فى نيجيريا أقل إثارة للقلق. ووضعت برنامجاً لفحص القادمين إليها من خلال مطار الملك عبد العزيز الدولى من أجل اكتشاف المرضى بفيروس إيبولا، كما أعدت السلطات السعودية فريق طبى للتدخل الفورى السريع لمعالجة من يشتبه فى أنهم مصابون بفيروس إيبولا ونقله إلى مكان آمن يتم فحصه بمعرفة أعضاء طواقم طبية يرتدون ملابس واقية، ويخضع جميع الوافدون لهذه الإجراءات بمجرد وصولهم إلى مطار الملك عبد العزيز الدولى، حيث يملأ الركاب استمارات طبية ويتم التعامل من خلال موظفى وزارة الصحة المدربين على التعامل مع الحجيج بهدف ضمان أمن وصحة وسلامة الجميع والاستمتاع بموسم حج آمن. والمعروف أن فيروس «إيبولا» ينتشربصورة مقلقة فى دول غرب أفريقيا وخاصة ليبريا وغينيا وسيراليون، مما شكل تحديًا كبيرًا أمام المجتمع الدولى لمواجهة الفيروس قبل تحوله إلى وباء عالمى.