المرض ابتلاء من الله.. اختبار منه لعباده حتى يرى من يتحمل ويشكر فيخفف عنه.. وهناك حالات كثيرة.. آلاف من الحالات التى ابتلاها الله بالمرض العضال الذى لا يتحمله بشر. وبالرغم من ذلك حامدة دائمًا الله.. وكثير من هذه الحالات يعانى من ظلم الناس، بل أقرب الناس بجانب ابتلائهم من الله.. وهذه واحدة من مئات الحالات التى لم يكتف الناس بمرضها.. بل زاد عليها ظلم أقرب الناس إليها.. هى شابة لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها إلا أن من يراها وينظر إلى وجهها يظن أنها بلغت الخمسين، وذلك بسبب المرض والهم.. حاصلة على دبلوم تجارة. وبمجرد ان حصلت على شهادتها بحثت عن عمل وكان لها ما أرادت، وبالرغم من تقدم أكثر من عريس لها فإنها كانت ترفض فهى تنتظر ابن الحلال الذى اختاره قلبها وهو أحد شباب قريتها الصغيرة التى تنتمى لإحدى محافظات شمال الصعيد.. ولكنه كان شابا لا يملك شيئا.. وقفت بجانبه حتى وافق عليه الأب وبعد شهور خرجت من بيت أبيها إلى بيت زوجها.. كانت حياتها.. يوم حلو ويوم مر.. تحملت الحياة ولم تكن تشكو أبدًا بالرغم من المصاعب التى كانت تواجهها مع الزوج.. حاولت تأخير الحمل، ولكن إرادة الله فوق كل شىء فقد رزقت بثلاثة أطفال.. الزوج يخرج صباحا ولا يعود إلا فى منتصف الليل بحجة العمل، ولكن عندما تطلب منه مصاريف البيت ومتطلبات الحياة واحتياجات الأطفال كان يثور فى وجهها ويلقى لها ببعض الجنيهات القليلة.. ويؤكد لها أنه لا يملك أكثر من ذلك وعليها أن تدبر أمرها وأمر بيتها.. وفى هذه الأثناء وخلال رحلة كفاحها فى البيت ومع الأطفال بدأت تشعر بالتعب والمرض والآلام.. لم تشك للزوج فى أول الأمر، فهى تعلم كيف سيواجه هذا الأمر، ولكنها اضطرت بسبب ازدياد الآلام إلى الشكوى، لم تجد صدى لشكواها.. تزايدت آلامها حتى جاء عليها نهار لم تستطع أن تنهض من سريرها فالآلام فى عظامها، خاصة فخذها اليسرى لا تطاق، بل شعرت بأن درجة حرارتها فى ارتفاع مستمر.. اضطرت إلى الذهاب للمستشفى مع جارة لها.. وصف لها الطبيب الدواء وطلب منها الراحة.. ويمر يوم وآخر وهى مازالت تشعر بنفس الأعراض.. عادت مرة أخرى للطبيب فبدَّل لها المسكنات بأنواع أخرى أشد، ولكن لم تستجب لها الآلام.. اقترح عليها والدها أن تذهب إلى طبيب آخر حتى يشخَّص مرضها ويصف لها دواء شافيًا.. وعندما استجابت وذهبت طلب منها الطبيب إجراء تحاليل وأشعة فى محاولة منه لمعرفة السبب الرئيسى لهذه الآلام.. وقد عرف أنها مصابة بورم سرطانى بعظام الفخذ اليسرى.. وطلب منها الذهاب للمعهد القومى للأورام، وذلك لتخضع لفحوصات أكثر تخصصًا، ويتم وصف العلاج الذى تحتاج إليه حالتها.. علم الزوج بما تعانى منه الزوجة فبدأ ينفر منها ويبتعد عن البيت.. واضطرت إلى أن تلجأ لوالدها الرجل المسن الذى وقف بجوارها بالرغم من ضيق ذات اليد.. تركت أطفالها أمانة فى رقبة والدها وجارتها وجاءت إلى القاهرة وبالفعل قام الأطباء فى المعهد القومى للأورام بتشخيص الحالة وكان العلاج الكيماوى والإشعاعى هو العلاج الذى تحتاج إليه وهكذا أصبحت فى حاجة إلى ترك اطفالها وبيتها والمكوث أسابيع بالمعهد من أجل العلاج وكانت تظن أن زوجها سوف يرق قلبه ويتعاطف معها ويقف بجوارها وبجوار أطفاله، ولكنه للأسف هجرها وخرج ولم يعد منذ عام ونصف العام.. نسى وقوفها بجواره وتحملها المصاعب والمشاق خلال رحلة الحياة.. إنها لا تستطيع العمل وليس لها دخل سوى مساعدات أهل الخير ومع المرض وتزايد الأسعار أصبحت لا تستطيع تغطية تكاليف الحياة ومتطلبات المرض، أرسلت تطلب منا المساعدة وصفحة مواقف إنسانية تناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتها فى محنتها.. إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.