المرض ابتلاء من الله.. اختبار منه لعباده حتى يرى من يتحمل ويشكر فيخفف عنه.. وهناك حالات كثيرة..آلاف من الحالات التى ابتلاها الله بالمرض العضال الذى لا يتحمله بشر بالرغم من ذلك فبالحمد دائما يتلفظ اللسان وهناك من هذه الحالات من يعانى من ظلم الناس بجوار ابتلائه من الله وهذه واحدة من مئات الحالات التى لم يكتف الناس بمرضها.. بل زاد عليهم ظلم أقرب الناس إليها.. هى سيدة فى الخامسة والخمسين من عمرها إلا أن من ينظر إليها يظن أنها قد قاربت السبعين.. تقرأ وتكتب بصعوبة فهى بنت من بنات إحدى القرى الصغيرة التابعة لإحدى محافظات شمال الدلتا.. عندما وصلت لسن الثامنة عشرة تقدم لها أكثر من عريس إلا أنها كانت ترفض فهى تنتظر ابن الحلال الذى اختاره قلبها ولكنه كان شابا لا يملك شيئًا.. وقفت بجانبه حتى وافق عليه الأب وبعد شهور خرجت من بيت أبيها إلى بيت زوجها كانت حياتها يوم حلو ويوم مُر تحملت الحياة ولم تشكو أبدًا بالرغم من المصاعب التى كانت تواجهها مع الزوج.. أراد الله أن تحمل فى ابنتها الكبرى.. الزوج يخرج صباحًا للعمل لا يعود إلا فى منتصف الليل بحجة العمل.. ولكن عندما تطلب منه مصاريف البيت ومتطلبات الحياة يثور فى وجهها ويلقى لها ببعض الجنيهات القليلة ويؤكد لها أنه لا يملك أكثر من ذلك وعليها أن تدبر أمرها وأمر بيتها.. حاولت ألا تحمل مرة أخرى ولكن كانت إرادة الله فوق كل إرادة فقد قدر الله لها أن تحمل مرة واثنتين وثلاث مرات وترزق بابنتين وولد والزوج يشتم.. ويضرب.. ويرفض الصرف.. وفى هذه الأثناء وخلال رحلة كفاحها من البيت وخارجه بدأت تشعر بالتعب والمرض والآلام.. ولم تشك للزوج فى أول الأمر فهى تعلم كيف سيواجه هذا الأمر.. ولكنها اضطرت بسبب ازدياد الآلام إلى الشكوى ولم تجد صدى لهذه الشكوى.. تزايدت آلامها حتى جاء عليها نهار لم تستطع أن تنهض من سريرها فالآلام تفتك بجسدها وارتفعت درجة حرارتها.. فاضطرت إلى الذهاب للمستشفى مع جارتها ووصف لها الطبيب الدواء.. ويمر يوم وثانى وهى ما زالت تشعر بنفس الأعراض.. عادت مرة أخرى للطبيب الذى وصف لها المسكنات ولكنها لم تستجب.. ذهبت إلى طبيب آخر نطلب إجراء تحاليل حتى يضع يده على أسباب هذه الأعراض. وكانت صدمة لها ولأهلها فقد أكدت التحاليل أنها مصابة بلوكيميا حادة بالدم والنخاع وطلب الطبيب من أهلها حملها إلى المعهد القومى للأورام لإجراء مزيد من التحاليل وحتى يتم علاجها على أساس سليم.. أخبرت زوجها الذى ظل صامتًا.. وعندما طلبت منه مبلغًا من المال لتغطية تكلفة سفرها إلى القاهرة وضع يده داخل جيبه وأخرجها ببعض الجنيهات وتركها وذهب لم يحاول أن يسألها عن أى شئ حملت همها وجاءت من قريتها إلى القاهرة وهى عاجزة عن فهم حالتها.. أكد لها أطباء المعهد أنها فى حاجة إلى تلقى جلسات علاج إشعاعى وكيماوى وأن تقيم بالقاهرة أياما وبالفعل كانت تقضى ثلاثة أيام بالمعهد وباقى الأسبوع فى قريتها.. لاحظت فى هذه الأثناء ابتعاد الزوج عن البيت والنفور منها حتى المصاريف التى تحتاج إليها لمواجهة المرض كان يرفض دفعها وإن دفعها مرة يهرب منها عشرات المرات تدهورت حالتها النفسية مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية وأصبحت حطامًا فهى غير قادرة على خدمة بيتها وخدمة نفسها.. خرج الزوج من البيت فهو لا يتحمل أن يقف بجوارها وأن يشاركها مرضها ونسى وقوفها بجواره وتحملها المصاعب والمشاق خلال رحلة الحياة.. لم يرحم مرضها وضعفها وقلة حيلتها وتركها وخرج ولم يعد.. هجرها وهجر أبناءه.. تركها تتحمل مسئولية مرضها وأولادها لوحدها.. خمسة أعوام لا تعلم عنه شيئًا لم يفكر أن يرسل لها أو لأولاده أى مبلغ يعينهم على الحياة.. تعيش على مساعدات أهل الخير.. ولكن الأسعار وغلاء المعيشة جعلها تمد يدها طلبا للعون لتغطى تكاليف الحياة ومتطلبات المرض.. أرسلت تطلب منا المساعدة، وصفحة مواقف إنسانية تناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتها فى محنتها.. إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.