مركب الحياة تسير فى بحر هادئ الأمواج، لا يعكر صفوه إلا بعض المشاكل الصغيرة التى سرعان ما تذوب وتنتهى وتعود الحياة الهادئة للأسرة، الأب يخرج كل يوم لعمله وكسب قوت أطفاله الأربعة.. رزقه واسع أيام.. قليل أيام أخرى، فهو يعمل أرزقيا ومع ذلك لم يرفض للأطفال طلبا أو حتى للزوجة فهى ترعى البيت وهو غائب، تشاركه همومه وأفراحه.. الأيام تمر والمركب تسير والأب يجلس على الدفة يوجهها إلى الطريق الصحيح.. والأم تساعده لتصل بهم المركب إلى بر الأمان ولكن سرعان ما تغير الحال وهاج الموج فى بحر الحياة التى تعيشها الأسرة.. الأب يشعر بالتعب.. يصاب بنوبات ضيق بالتنفس.. آلام بالصدر.. سعال يكاد يشق صدره.. كان الظن أنه مصاب بنزلة برد سوف تأخذ وقتها وتنتهى ولكن الأيام طابت وأصبح عاجزا عن تحمل الآلام والصمود أمام السعال حتى أنه أصبح غير قادر على النوم.. كان يرفض الذهاب إلى الطبيب ولكن بمرور الأيام رضخ لفكرة العرض على أقرب طبيب الذى وصف دواء ولكنه لم يأت بنتيجة.. ذهب إلى طبيب آخر طلب إجراء أشعة على الصدر وموجات صوتية وظهر مالم يكن بالحسبان أنه مصاب بضيق بالصمام الميترالى وانسداد بالشرايين التاجية، وبدأ الطبيب بمحاولة علاج مشاكل القلب وطلب منه الراحة وعدم بذل أى مجهود، فالقلب لن يتحمل أى عبء عليه.. ولكن العلاج طال وبالطبع لم يكن يستطيع الخروج من المنزل أو العمل لسد احتياجات أطفاله.. وبعد أن كان يلبى كل طلبات أسرته أصبح عاجزا عن مواجهة متطلبات المرض وفى هذه الأثناء اضطرت الزوجة إلى مد يدها للأهل ولكن الشهور تمر وحالة الزوج كما هى، بل بدأت فى التدهور، حوله الطبيب إلى معهد القلب بعد تعرضه لأزمة صحية شديدة وتم إجراء تحاليل وأشعة ورسم قلب وأكد الأطباء أنه يعانى من أزمة صدرية حادة ومزمنة، كما أكدوا أن حالته معرضة للتدهور وهو فى حاجة إلى إجراء جراحة لتوسيع الصمام الميترالى وتغيير الشريان التاجى للقلب وإلى أن يتم له ذلك عليه بالراحة والعلاج.. واضطرت الزوجة للخروج للعمل بالمنازل ولكن شهرا والثانىوأصيبت الزوجة بآلام بالبطن شديدة أعقبها نزيف وأعراض كثيرة وعندما ذهبت للمستشفى حولتها الطبيبة إلى المعهد القومى للأورام وبدأت رحلة عذاب هى الأخرى، فقد أصيبت بورم سرطانى بالرحم وتم إدخالها غرفة العمليات لاستئصال الورم وكان عليها أن تتردد على المعهد لتخضع لجلسات العلاج الكيماوى والإشعاعى وهكذا زادت الأعباء على الأسرة البائسة فقد أسقط فى يد الزوجة التى اعتبرت نفسها ربانا للمركب وكانت تحاول أن تصل بها إلى بر الأمان ولكنها سقطت فى أول الرحلة ورقدت هى الأخرى بجوار زوجها الذى أصبح غير قادر على الوفاء باحتياجات الأسرة ومصاريف مرضه هو وزوجته.. أرسلت الزوجة رسالة بها كلمة واحدة «أغيثونا» فهل تجد من يقف بجوارهم ويساعدهم.. من يرد فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.