الاحتلال هو الاحتلال.. فى رمضان وفى غير رمضان.. فى أى بقعة أو مكان من العالم كان دائما يفرض الاحتلال قانونه الجائر وممارسته الغاشمة.. وفى مدينة القدس العربية تحديدا فى البلدة القديمة منها يعيش من تبقى من عرب فلسطين الذين أصروا على البقاء فى بيوتهم قريبين من الأقصى مدينة السماء أولى القبلتين وثالث الحرمين.. ويفد عليهم آلاف الفلسطينيين ليتباركوا بالصلاة فى الأقصى يوم الجمعة من كل أسبوع، وفى شهر رمضان تزيد الأعداد من الراغبين لأداء صلاة القيام والتراويح فى الأقصى، لكن هؤلاء الوافدون من المدن والقرى الفلسطينية المختلفة غالبا ما يقابلون بالصد والمنع من جنود الاحتلال وتحت دواع أمنية.. ليس هذا هو المظهر الوحيد لما يحدث حول الأقصى وبلداته، فالمقدسيون يحبون الحياة ويحبون أن يعيشوها ويحتفلون بها كما يحتفلون بمدينتهم وأقصاهم وشهر رمضان المعظم. فاطمة الكرد مواطنة مقدسية قالت ل «أكتوبر» إن مدينة القدس تتزين العام بالفوانيس والزخارف والإضاءة، فترى هلالا هنا وإنارة هناك، فتعليق أضواء رمضان فى القدس يمثل مهمة وطنية لمعلقيها على أسطح وجدران المنازل والمقدسات». وأضافت أن المقدسيين استقبلوا رمضان بشراء لوازمه من أطعمة مفضلة تتناسب مع هذا الشهر، مشيرةً إلى أن الأهالى يتهافتون على أسواق البلدة القديمة رغم ارتفاع الأسعار. محمود الحسينى بائع يملك فرشة بجوار باب العامود فى القدس أوضح أن السوق مليئة بمختلف الأصناف، ذاكراً من المربيات والجبنة بأنواعها، والحلويات بأشكالها المختلفة، والقطايف التى يفضل أكلها بعد الإفطار مع فنجان قهوة، مؤكداً أن الأسعار هنا مرتفعة مع ارتفاع دخل الفرد فى مدينة القدس وضواحيها. فى حين يرى أبو محمد عبيدات وهو صاحب محل ملابس فى المدينة، أن شهر رمضان يختلف عن بقية الأشهر بالنسبة للتجار والباعة، لاسيما فى القدس، معللاً ذلك بأن فرصة تعويض ما خسروه فى الأشهر الماضية جراء الضرائب الاحتلالية الباهظة والإغلاق، مضيفاً أن هذا الموسم يجب استغلاله جيداً. ويؤكد عبيدات أن الاحتلال يمنع زوار المدينة من دخولها، لتفريغ أسواقها المشتهرة بطابعها التاريخى، وطرازها المعمارى ليسهل لهم الاستيلاء عليها. حلويات نابلس ويقول أبو على أحد صناع الحلويات النابلسية الشهيرة فى القدس إن الشهر الكريم يزيد من بركة الرزق وعدد الزبائن الذين يقبلون على حلوياته ليتباهوا بها فى رمضان. من جهتها، اعتبرت الصحفية صفاء نورين من القدس، التزيين من الأجواء الروحانية والإيمانية لشهر رمضان فى القدس،قائلةً: «كل الشوارع والأبواب والأزقة والحارات تتزين بأجمل الفوانيس الرمضانية وبأجمل الألوان احتفالا بقدوم شهر الخير». مشيرة إلى أن التحضيرات بدأت هذا العام مبكرا نتيجة تضييقات الاحتلال ومنع الشبان من التزيين. يقول د.محمد جحيشة، النائب فى البرلمان الفلسطينى عن كتلة حماس: «فى هذا الشهر بالذات تشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لتأدية الصلوات الخمس فى جماعة لما فيه من الأجر العظيم». وأضاف: «أنا من سكان الخليل، وأذهب إلى المسجد الأقصى فى رمضان لأقيم صلواتى وخصوصاً الجمعة، وأحضر مجالس العلم فى أروقة المسجد»، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلى منع من دون سن الأربعين من الذهاب للأقصى، موضحاً أن الاحتلال يكثف تواجده داخل و خارج الحرم خوفاً من اندلاع مواجهات بينه وبين الفلسطينيين.