لم تكن الحرب الكلامية التى اندلعت مؤخرا بين كوريا الشمالية وعدويها اللدودين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة الأولى من نوعها، فكثيرا ما اشتعلت حرب التصريحات بين زعماء تلك الدول على خلفية الصراع الدائر بين الكوريتين، وإصرار كوريا الشمالية على المضى قدما فى برنامجها النووى، لكن الجديد هذه المرة أن التصريحات كانت أكثر حدة، وخاصة من جانب بيونج يانج التى وصفت رئيسة كوريا الجنوبية والرئيس الأمريكى بألفاظ بذيئة للغاية. بدأت الأزمة عندما هاجم الرئيس الأمريكى باراك أوباما بيونج يانج أثناء زيارته سيول فى إطار جولته الآسيوية، حيث ذكر أن كوريا الشمالية اختارت سياسة المواجهة، وأن هذا سيكلفها المزيد من العزلة الدولية، وذلك بعد التقارير التى ذكرت أن بيونج يانج تقوم بتجربة نووية جديدة، واصفا إياها بأنها دولة منبوذة اختارت تجويع شعبها بدلا من رعاية آماله وأحلامه، مضيفا أن سعى بيونج يانج وراء السلاح النووى ليس مؤشرا على القوة، كما أن الاحترام لا يُكتسب بإطلاق الصواريخ وتحريك الجيوش. وهدد الرئيس الأمريكى باستخدام القوة العسكرية ضد بيونج يانج قائلا إن بلاده لن تستخدم قوتها العسكرية لفرض أمور على الآخرين، ولكنها ستستخدم القوة إذا دعت الحاجة للدفاع عن كوريا الجنوبية فى مواجهة أى هجوم من كوريا الشمالية. وإذا كانت تصريحات أوباما اتسمت بالقوة والشدة، فإن رد فعل كوريا الشمالية كان أكثر عنفا وحدة، حيث وصفت بيونج يانج رئيسة كوريا الجنوبية بالعاهرة، وأوباما بالقواد، وفى هجوم «كلامى» شرس نددت «اللجنة الكورية الشمالية لإعادة توحيد كوريا سلميا» بعلاقة السيد بدميته، ملوحة بجعل رئيسة كوريا الجنوبية تدفع ثمنا غاليا. ولم يتوقف رد فعل بيونج يانج عند هذه التصريحات العنيفة، إذ قام رئيس كوريا الشمالية بعقد اجتماع مع اللجنة العسكرية المركزية، ونقلت وكالة أنباء كوريا الشمالية عن كيم يونج أون حثه الجيش على التطور لضمان الانتصار فى أى مواجهة مع الولاياتالمتحدة. لم يقتصر الهجوم على مسئولى كوريا الشمالية فقط، إذ هاجمت الصحف أيضا موقف الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية، حيث ذكرت صحيفة « رودونج» المتحدثة باسم حزب العمال الحاكم فى كوريا الشمالية أن بيونج يانج ستتخذ إجراءات دفاعية أقوى من الماضى فى حال رفعت واشنطن مستوى الضغوط السياسية والعسكرية المستهدفة لكوريا الشمالية، وقالت الصحيفة فى سياق مقال تحليلى إن على جماعة بارك كون هية « رئيسة كوريا الجنوبية» أن تدرك أن تورطها مع الولاياتالمتحدة لمواجهة دولة شقيقة هو «أمر غبى»، وأكدت الصحيفة أن المناورات العسكرية المشتركة بين القوات الكورية والأمريكية يمكن أن تكون شرارة لاندلاع حرب فى شبه الجزيرة الكورية، حيث إن وضع شبه الجزيرة الآن فى حالة يمكن أن تندلع فيه حرب نووية بسهولة لمجرد اشتباك عابر. وقد أبرزت العديد من الصحف العالمية الهجوم المتبادل بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة من جهة وكوريا الشمالية من جهة أخرى، وفى هذا السياق ذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أن التشهير الذى تعرضت له رئيسة كوريا الجنوبية تجاوز بكثير الانتقادات السابقة التى كانت تكيلها كوريا الشمالية لها، وتوقعت الصحيفة أن يؤدى رفع حدة الإهانات التى تكيلها كوريا الشمالية على رئيسة كوريا الجنوبية إلى تعميق العداء، وزيادة التوتر على الحدود، حيث توجد أكبر حشود عسكرية فى العالم.