كشفت الأحداث الدامية التى شهدتها محافظة أسوان، مؤخرًا بين قبيلتى الدابودية والهلايلة، عن الدور الفاعل لعلماء الدين، وزعماء ومشايخ القبائل، فى نزع فتيل الفتن، والحفاظ على حرمة الدم، وبات لا يوجد فى المحافظة الآن صوت يعلو فوق صوت شيوخ القبائل، فبعد أن نجحت جهود لجان الصلح فى الحصول من طرفى القضية على وقت كاف للتحرى والبحث عن الحقائق، جاءت زيارة د. أحمد الطيب شيخ الأزهر على رأس وفد من علماء الدين بمحافظة أسوان. بداية أكد الشريف الشيخ السيد الأدريسى وجود انضباط كامل ووفاء بكل الالتزامات،وأن اللجنة تسير فى مجريات التوفيق ومعرفة الحقوق وحصرها، وقال: إن اللجنة توصلت إلى ضرورة دمج كل اللجان بما فيها لجنة تقصى الحقائق فى لجنة واحدة لعدم إهدار الجهود المبذولة، كما أشاد الشريف بمبادرة شيخ الأزهر، مشيرًا إلى أنه كان على تواصل مستمر بفضيلته لكونه الرمز الإسلامى الأهم فى مصر والعالم الإسلامى، وأن هذا الحدث يمس الإسلام بأكمله، ولا بد من وجود فضيلته، وأبلغته بذلك شخصيا، وكان لدينا إصرارعلى أن يكون تفويضه من اللجنتين، وشكلنا لجنة من بنى هلال مكونة من 20 فردا، وضمت أولياء الدم ولجنة أخرى من أهالى دابود وتحديدا من أولياء الدم وهم من لهم الحق فى التحدث أمام شيخ الأزهر،وقامت اللجنتان بتفويض فضيلته، وقد رحب بهذا الأمر ومعه وزير الأوقاف، حيث إنهما يمثلان الجانب الدينى والعقدى فى مصر وعن الجهود التى تبذل فى مثل هذه القضايا أوضح الشريف السيد الإدريسى أن العرف فى الصعيد هو سيد الموقف، ونطلب من صاحب الدم العفو عندما نجد أن حالته قد تحسنت، ولديه قابلية للعفو بعد رضاه بقضاء الله، ويقوم الطرف الآخر بحمل كفنه ويعترف بحق صاحب الدم وهو ما يعرف ب «الاعتراف المجتمعى»، ويفهم من ذلك أن «الدية» «والقودة» رادعا أدبيا وليس تعويضا عن الأرواح ورادعًا أخلاقيا بين الناس. ويؤكد الشيخ كمال تقادم رئيس لجنة المصالحات بأسوان والمتحدث الرسمى للجان المصالحة، أن اللجان تعمل بجد واجتهاد لسرعة إنجاز مهمة المصالحة بين قبيلتى الدابودية وبنى هلال، مشيرًا إلى أن لجان المصالحة ستعمل على فتح قنوات اتصال مع القيادات والشباب فى كلا القبيلتين، واستبعد الشيخ كمال تقادم وضع جدول زمنى لعمل اللجان. ومن جانبه كشف د. سالم أبو غزالة نائب رئيس المجلس الأعلى للقبائل العربية وعضو لجنة المصالحة ل «أكتوبر» عن محاولات إفشال مبادرة الطيب، والإطاحة بكافة جهود لجنة الصلح، مشيرًا إلى وجود يد تعمل فى الخفاء من أجل إشعال الفتنة من جديد، وعلق قائلا «إذا كان هناك أعمال ومبادرات واضحة تعلن للجميع، فتوجد أيضا خطط خفية للوقيعة بين الطرفين. وأكد أنه نجح مؤخرا فى إفشال العديد من هذه المخططات التى بدأت عقب مبادرة الشيخ الطيب مباشرة ، وأصر أبو غزالة الإفصاح عن وقائع كانت من السهل أن تجدد الاشتباكات بين القبيلتين. من ناحية أخرى حذر د. سالم أبو غزالة نائب رئيس المجلس الأعلى للقبائل العربية وعضو لجنة المصالحة من انسياق نحو الشائعات التى تزعم وجود دعم خارجى لصالح احدى القبائل بتسليحها للدفاع عن نفسها وقال إن هذه الشائعات ليس لها أى أساس من الصحة، وأكد أنه التقى بشباب النوبة فى النادى النوبى وهدأت الشباب السائر منهم ،وأبلغت باقى أعضاء لجنة المصالحة بضرورة وأد أى شائعات من هذا القبيل، وطلبت من محافظ أسوان وأعضاء لجنة المصالحة ضرورة تشكيل لجنة شبابية من كلا القبيلتين لمشاركة اللجنة فى توعية وتهدئة أمثالهم من شباب القبيلتين وتصديهم للشائعات. وقال عضو اللجنة أريد أن أبعث برسالة طمأنة للجميع أن عمل اللجنة يسير نحو الصلح السريع والمرضى لكلا الطرفين ولكن ذلك لن يتحقق إلا بعد الطمأنة على صحة مصابى المشاجرة، ومعرفة ما يرضى كلا الطرفين وطلب السماح والعفو من الجميع.