«لله فى خلقه شئون».. لا نعترض على مشيئة الله.. ولكن نحن نحزن على زهرات صغيرة.. نقف قليلًا لنشاهد ما يحدث لهم ولكن فى النهاية لا يسعنا إلا أن نحمد الله قضاء أفضل من قضاء.. هم زهور وزهرات صغيرة ورقيقة لم ترتكب خطأ فى حياتها وطوال سنوات عمرها التى لا تتعدى عددها أصابع اليدين.. ولكن هذا أمر الله وهناك حكمة لهذا الابتلاء.. وهذه أسرة من آلاف الأسر التى ابتلاها الله فى أعز فرد لديها إنه «محمد» آخر العنقود الذى يبلغ من العمر الخامسة.. الأسرة سعيدة مسرورة قانعة بحياتها باللقمة التى تأكلها.. بالهدمة التى تلبسها ولا يكف لسان الأب والأم عن حمد الله وطلب الستر والصحة ولكن تتعرض الأسرة لإعصار لم يكن يخطر على البال يهدد حياتها ويعصف بسفينة الحياة.. ويدير دفتها نحو الهلاك.. «محمد» عود أخضر يخطو خطواته الأولى فى الحياة فهو كان يحبو منذ زمن قريب.. دموع أمه تنزل شلالات تملأ أنهارًا قلبها يتمزق آلاف المرات يوميًا يأتى عليها الليل ساهرة تجلس أمامه بالساعات وهو نائم تتطلع إلى وجهه.. لسان حالها يتمنى تبديل المواقع بينها وبين طفلها الصغير.. تتذكر كيف كان «محمد» صغيرها الحبيب يحبو من مكان لآخر داخل المنزل الريفى الذى تعيش به الأسرة.. كيف كان يمتلىء حيوية ونشاطًا.. لم تظهر عليه أبدًا أى علامة من علامات المرض.. كيف كان صحيحًا معافى تتذكر أول خطوة خطاها فى حياته.. وكيف سقط على الأرض بعد خطوتين.. وتتذكر كيف كانت تحمله على كتفها إلى أى مكان وزمان.. كان يلعب والذكاء يشع من عينيه ولكن جسده ضعيف يمرض مرضًا متكررًا ومع ذلك فهى تؤكد لنفسها أن أى طفل معرض للمرض فالأطفال مخلوقات رقيقة أى شىء يؤثر على صحتهم.. «محمد» يبكى يصرخ يئن فى الليل وعندما تسأله عما يألمه لا يستطيع أن يجيب يضع يده على ساقيه.. على ذراعيه يصاب بارتفاع بدرجة الحرارة ويتألم بشدة.. كادت الأم تجن وهى ترى طفلها هكذا حتى أنه أصبح غير قادر على الوقوف على ساقيه أو أن يلعب ويمسك أى شىء بيديه ذهبت به إلى المستشفى ولكن لم تتقدم الحالة بل العكس بدأت فى التدهور فقد الطفل حيويته ونشاطه وبدأت رحلة من مستشفى إلى آخر ومع ذلك فلا تقدم يذكر نصحها البعض بالذهاب إلى طبيب متخصص بالعظام.. ولكنها من أين توفر ما تدفعه لمثل هذه النوعية من الأطباء ولكنها فى النهاية خضعت واستدان الأب وذهب إلى أحد الأطباء الذى طلب أشعة وتحاليل وتعرض الطفل لفحوصات كثيرة وكانت النهاية المفجعة للأم عندما سمعت كلمة «سرطان» سقطت من طولها كانت تسمع عن السرطان والعياذ بالله ولا تعرف عنه شيئا وها هى تراه أمامها فى أعز الناس عندها وبدأت دوامة المرض والتحاليل والأشعة وقام الطبيب بتحويل الطفل إلى المعهد القومى للأورام فهو فى حاجة إلى تلقى جلسات علاج إشعاعى وكيماوى على العضلات المصابة بالسرطان وقد كان.. عامان من الألم والمرض والحزن والأسى بل والقهر فالمصاريف كبيرة على أسرة فقيرة الأب عامل أرزقى دخله لا يتعدى 600 جنيه ويعول طفلين وزوجة وعليه أن يدفع مصاريف انتقال الأم والطفل المريض من محافظته فى شمال الدلتا إلى القاهرة بخلاف الأدوية.. العلاج عامان فى شرع المرض كأنهما عشرات السنين الأم أرسلت تطلب المساعدة والوقوف بجوارهم من يرد يتصل بصفحة «مواقف إنسانية». صغيرة على المرض أما الحالة الثانية فهى للطفلة «حبيبة» الصغيرة الجميلة التى لم يتعد عمرها أربع سنوات أيضًا «حبيبة» هى آخر العنقود هى بالفعل حبيبة أبيها وأمها المفضلة لديهما مع أن لها من الأخوات ثلاث آخريات.. كان الأب والأم سعداء بها فهى رقيقة.. ضعيفة واهنة عاجزة عن اللعب شاحبة الوجه.. دائما مريضة دائمة البكاء والصراخ.. كم مرة ترتفع درجة حرارتها.. كم من مرة تبكى بكاء حادا فى منتصف الليل.. ولم تجد الأم بدا من أن تطلب من الأب حملها إلى الطبيب ولكنه يطلب منها الانتظار قليلا.. فالأطفال دائما هكذا سريعى الإصابة بنزلات البرد والبكاء بدون أى سبب.. ولكنها ألحت فى الطلب فهى تؤكد له أن الطفلة مصابة بشىء فها هى ذى شاحبة عاجزة عن اللعب مع أمها كالأطفال.. حاول الأب توفير أى مبلغ للذهاب للطبيب فهو يعلم ماذا سيكلفه هذا المشوار ولكن «الأمر لله» ذهبت الأم بالطفلة إلى الطبيب وصف لها الدواء ولكنها عادت بعد أيام تشكو له أن حبيبة كما هى.. طلب منها إجراء تحاليل وكان ذلك بداية المأساة فقد أظهرت التحاليل إصابة الصغيرة بسرطان الدم وتم تحويلها إلى مستشفى 57357 وهناك أكد الأطباء بعد الفحص أنها تحتاج إلى علاج كيماوى وإشعاعى لمحاصرة المرض والعمل على عدم انتشاره فى أى جزء من أجزاء الجسم النحيل ولكن للأسف شهور قليلة وفوجئت الأم بما لم يكن بالحسبان عندما أخبرها الأطباء أن المرض امتد ليؤثر على المخ وكان على الأم أن تحمل طفلتها أسبوعيًا لتلقى العلاج دخل الأب لا يتعدى 500 جنيه وأصبح لا يستطيع أن يوفر متطلبات واحتياجات الطفلة المريضة ومصاريف غذائها والأدوية فهل يجد من يعينه من يرغب يتصل بصفحة «مواقف إنسانية»