هو شاب تجاوز السابعة والعشرين من عمره.. ينظر للحياة بمنظار وردى.. فاتحاً ذراعيه عن آخرها للحياة وبالرغم من الصعوبات التى كانت تقابله ومازالت فإنه يحب الحياة ويقبل عليها.. هذه الصعوبات بدأت معه منذ كان صبيا فى العاشرة من عمره.. الأب كان عاملاً زراعيا أجيرا.. يقدم حياته وصحته من أجل أسرته وأبنائه.. كانت أمنيته الوحيدة فى الحياة تعليم الابناء حتى يتبدل مستقبل أسرته الكادحة.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه» فبعد أن كانت سفينة الحياة تسير بثبات وسلاسة فى بحر الحياة فوجئ بمالم يكن يخطر على باله.. فها هو ذا يشعر بالتعب والوهن وبالرغم من ذلك كان يضغط على نفسه من أجل الاولاد فلا يوجد من يقف بجانبه ليحقق أحلامه وأمانيه.. ولكنه لم يستطع الصمود فى العمل لفترة طويلة اشتد عليه المرض يوماً بعد يوم، بدأت تظهر عليه اعراض غريبة أول الأمر حاول أن يتناساها ولا يلقى لها بالا ولكنه مع الأيام وجد أنه لن يستطيع استكمال مسيرة الحياة وأن عليه أن يعرض نفسه على طبيب الوحدة الصحية الذى وصف له الدواء ولكن لم تكن هناك نتيجة ملموسة مماجعل الطبيب يحوله إلى المستشفى العام وهناك اكتشف الأطباء إصابته بتليف بالكبد بسبب البلهارسيا.. ظل يعالج بالبيت فترة طويلة خلالها عاشت الاسرة عيشة بائسة فلا توجد لقمة عيش تكفى الأبناء بالطبع لا توجد مصاريف للدراسة والمدارس ولم تجد الأم أمامها حلا لهذه المشكلة سوى أن يخرج الأبناء من المدارس ليعملوا وهكذا تحول مصير «سيد» من طالب بالمدرسة الابتدائية إلى عامل زراعى يجرى على لقمة العيش ويتحمل مسئولية نفسه وأسرته مع باقى أخواته.. سنوات قليلة عاشها الأب والاسرة وهم يعانون معناة شديدة بسبب المرض إلى أن نفذ أمر الله وترك الرجل أسرته وصعدت روحه إلى بارئها ولم تصمد الام طويلا بعد غياب الزوج.. شهور قليلة وسرعان مالحقت به وتوفيت هى الأخرى وعاش سيد وحيدا بعد أن تزوجت الأخوات.. ومنذ ثلاثة أعوام بدأ فصل جديد من المأساة التى عاشها ويعيشها فقد أصيب بارتفاع بدرجة الحرارة صاحبتة نزلة برد شديدة حاول الطبيب علاجها أفلع أول الأمر ولكن عاودته هذه النزلة مرة وثانية وثالثة كانت أعراضها مؤلمة للغاية كان يشعر بآلام فى حلقه ولم تنجح المضادات الحيوية فى علاجه وهنا طلب منه الطبيب العرض على أخصائى أنف وأذن وحنجرة حتى يتم علاجه على أساس سليم.. ولكن العين بصيرة واليد قصيرة وأجره اليومى لايكفى أجرة الطبيب والعلاج ولكن مع تفاقم الحالة وتزايد الأعراض لم يجد وسيلة أمامه سوى ان يتجه للمستشفى وتم إجراء فحوص وتحاليل اكثر تخصصا وأشعة على الأنف والحنجرة وكانت الكارثة التى لم تخطر على باله فقد تأكد الأطباء إصابته بورم سرطانى بالبلعوم الأنفى وأنه يحتاج إلى علاج تخصصى وهكذا تم تحويله إلى المعهد القومى للأورام بالقاهرة ثم حجزه بالمعهد لأسابيع وأجريت له التحاليل والفحوصات وكان علاجه بجلسات الإشعاعى والكيماوى كانت رحلة حزينة من قريته بإحدى محافظات الوجه البحرى إلى القاهرة والعكس. وبسبب مرضه ترك عمله الذى أصبح من الصعب عليه القيام به وعاش على المساعدات ومعاش ضمان اجتماعى بدأ ب 70 جنيها حتى وصل الآن 185 جنيها شهريا وهذا المبلغ لايكفى وبالرغم من العلاج الذى يخضع له فإن حالته تفاقمت وانتقل السرطان اللعين إلى العظام وأصبح غير قادر على الحركة والعمل وتحمل أعباء المعيشة، ولذلك أرسل يطلب المساعدة فهل يجد من يمد له يد العون؟. من يرغب يتصل بصفحة (مواقف انسانية).