لقد أذهل الشعب المصرى العالم كله بثورتين متتاليتين ليس بينهما فارق كبير إلا أننا مازلنا نعانى فى مؤسسات الدولة من الفساد الإدارى والذى استشرى بشكل كبير، وللأسف الشديد فإن الإدارات المنوط بها الحفاظ على المال العام هم من يقومون بتسهيل الاستيلاء عليه، بل «يقننون» للفساد ويدافعوا عن المفسدين، كل هذا يحدث لأنهم يظنون أن أغلب أجهزة الدولة الآن تُسخر كل إمكانياتها لمحاربة الإرهاب الأسود.. لكن «ياخيبتهم» لأن الأجهزة الرقابية فى الدولة بدءًا من الجهاز المركزى للمحاسبات وهيئة الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة كلها تعمل ليل نهار لكشف الفساد والمفسدين ومنهم جنود مجندة لحراسة حق هذا الوطن. نعم لدينا قوتنا المسلحة وداخليتنا ورجالها يقومون بواجبهم ويستشهد منهم الأبطال فى محاربتهم للإرهاب الأسود.. بعد كل هذه التضحيات من الشهداء والقتلى من جنودنا وضباطنا وأولادنا، مازال هناك من يسهل الاستيلاء على المال العام ويستغل نفوذه الإدارى والوظيفى. لكن هيهات... هيهات فلدينا أيضا أبناؤنا الشرفاء من جنودنا الحراس على حق الوطن من الهيئات الرقابية لا يقلون عنهم جرأة وقوة وجسارة فى محاربتهم للفساد رغم كل التحديات التى يواجهونها، لأنهم مصرون على اقتلاع الفساد من جذوره حتى يستعيد هذا الوطن العدالة الإلهية على الأرض، ولأنهم يمثلون جزءًا من هذه العدالة. فهم بالفعل يحملون عبئًا كبيرًا على عاتقهم فأمامهم قضايا كثيرة وكبيرة ومعقدة ومتشابكة لأن بها أطرافًا كثيرة ولأن ترزية القوانين ومهندسى العمليات القذرة لتقنين الفساد يطوعون القانون لحماية الفساد، لكن وللأسف هم من يفسدون الذمم من أجل إهدار المال العام ونجد بعضا منهم من لديه حصانة نقابية أو فى أى مجلس من المجالس الإدارية أو الجمعيات العمومية وهؤلاء من يخونون الأمانة التى تم انتخابهم من أجل حفاظهم على حق العامل وأموال المؤسسة. ولعلم هذه الأجهزة وخوفهم من أن يصاب الشرفاء من الذين يعملون فى هذه المؤسسات بالإحباط وأن يكفروا بكل القيم والمثل التى ندعوا إليها جميعا لذلك يحاربون الفساد وبكل جدية وإصرار، تحية لرجالنا الشرفاء من الهيئات الرقابية لما يبذلونه لكشف الفساد والقضاء عليه واقتلاعه من جذوره حتى ينصرنا الله فى حربنا ضد الإرهاب تحقيقًا لقوله تعالى ( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )صدق الله العظيم.