سؤال راودنى وظل يسيطر على عقلى ووجدانى منذ فتحت خطاب السيدة المريضة «شيماء» التى لم تتجاوز الثانية والعشرين من عمرها.. هل من حق الزوج أن يرمى زوجته ويتخلى عنها بمجرد أن تصاب بالمرض؟.. أين حقها عليه؟.. هل هذا عدل يظل يعيش معها مادامت صحتها بخير وتقوم على خدمته وتلبية كل مطالبه.. ويهرب منها بمجرد المرض.. ودائمًا حجته أنه لا يستطيع مواجهة المصاريف واحتياجات الأسرة وأيضًا المرض.. مع أن رسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم ) قد أكد أن ما يضعه الزوج فى فم زوجته صدقة وثواب يجزيه الله عنه يوم القيامة.. ولكن من يسمع ومن يفهم.. وحكاية هذه السيدة تبدأ بعد حصولها على الإعدادية، حيث اكتفى الأب بتعليمها عند هذا الحد فهو لا يملك مصاريف واحتياجات الدراسة، خاصة أن لديه من البنات خمس، ومع أول طارق على باب الأسرة يطلب يد الابنة الكبرى وافق الأب حتى يخف الحمل عن كاهله.. كانت سعيدة لأنها كما اعتقدت سيحقق أحلامها أو حتى جزء من هذه الأحلام.. وقد كان.. حملها بعيدًا عن منزل الأسرة الفقيرة المتكدس بالأخوات، وظنت أنه آخر المطاف.. لم تكن تعلم ما يخفى القدر لها.. عاشت شهورها الأولى معه ولا فى الأحلام.. ولكن بدأت تفيق على واقع لم تكن تنتظره.. أصيبت أول الأمر بآلام فى جسدها وارتفاع بدرجة الحرارة.. أكدت حماتها أنها مصابة بنزلة برد وسرعان ما تزول الأعراض بمجرد أن تتناول كوب شاى مع مسكن، ولكن أمها رفضت أن تتناول الابنة أى أدوية ويجب عرضها على طبيب.. وافق الزوج على مضض.. يومان وأصبحت حالتها أحسن وما هى إلا أسابيع حتى ظهرت عليها أعراض الحمل وفرح الزوج، مرت شهور الحمل بحلوها ومرها.. ورزقها الله بطفلة جميلة.. أيام وبدأت تشعر شيماء بأن هناك شيئا ما أصابها فهى غير قادرة على الوقوف على قدميها أو حتى أن تراعى طفلتها الوليدة أو زوجها.. أصبحت ضعيفة واهنة.. كلمات كالرصاص يطلقها الزوج من فمه وهو يعاتبها على عدم قدرتها على خدمة الطفلة وخدمته.. ولكن كل هذا خارج عن إرادتها فهى مريضة بالفعل، ولكنها لا تعلم ما أصابها.. طلبت أمها من الزوج أن يصطحبها إلى الطبيب، ولكنه «ودن من طين.. والثانية من عجين» وتحجج بضيق ذات اليد.. أخذت الشابة تلح عليه حتى أعطاها جنيهات قليلة ذهبت إلى المستشفى أكدت لها الطبيبة أن ما تشعر به مرتبط بالحمل والولادة ووصفت لها بعض الأدوية المقوية، ولكن الحالة كما هى، بل تزداد سوءًا.. طلبت من الزوج مرة ثانية نقودًا، ولكنه رفض وثار فى وجهها وطردها من المنزل أخذتها أمها واستدانت وعادت بها إلى المشتفى بالشكوى من الضعف والوهن وارتفاع درجة الحرارة وهنا طلب منها إجراء تحاليل دم وكانت نصيحة الطبيبة بعد اطلاعها على نتيجة التحاليل أن تحملها الأم إلى المعهد القومى للأورام لأنها مصابة بسرطان بالغدد الليمفاوية والنخاع الشكوى وتحتاج إلى أطباء متخصصين.. ذهبت إلى بيتها وأخبرت الزوج بطلبات الطبيبة وأكدت له أنها فى حاجة إلى مبلغ من المال حتى تستطيع أن تذهب من بلدتها إلى القاهرة، ولكنه رفض وأكد لها أنه لا يملك المال الذى تحتاج إليه، ودب بينهما الخلاف الذى تصاعد بين العائلتين ووجدت نفسها المسكينة هى وابنتها فى بيت أبيها إلى الأبد، فقد رمى عليها يمين الطلاق حتى يتخلص من المسئولية وحتى لا يعيش مع زوجة لا تستطيع أن تخدمه وتقوم باحتياجاته ومتطلباته، بل على العكس فهى فى حاجة إلى مصاريف كثيرة لا يستطيع أن يفىّ وأكد للمقربين منه أنه لن يستطيع أن يعيش مع زوجة مريضة بالسرطان.. عاشت أيامًا صعبة وهى ترى الزوج يرميها هى وطفلتها لتعود إلى بيت أسرتها ويتحمل الأب مصاريف مرضها.. أرسلت تطلب مساعدتها على مواصلة العلاج، خاصة أنها تتلقى جلسات علاج كيماوى وإشعاعى، فهل هناك من يرغب فى مساعدتها والوقوف بجوارها وجوار أسرتها؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.