لا تختلف قصة «هبة» عن زميلتها فى الكفاح ضد المرض «رواية» فهى صبية لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها من أحد النجوع التى تقع فى حضن الجبل بمحافظة سوهاج، هى الابنة الثالثة بين خمسة أبناء لأب عامل بسيط دخله لا يكفى أسرته إلا بصعوبة يحصل على دخله بشق الأنفس جميع أبنائه طلبة بالمدارس يتمنى أن يراهم فى أحسن حال.. يتمنى أن تتبدل حياتهم ويخرجوا من عيشة الفقر التى تحياها الأسرة.. عندما أكملت «هبة» عامها العاشر كانت كالزهرة الجميلة كانت أمها تحلم أحلاماً وردية.. كانت تراها فى ثوب الزفاف الأبيض.. تضع تاج الفل حول رأسها.. كانت أحلاماً طارت فى الهواء فقد هبت رياح المرض لتقتلع الزهرة الجميلة من جذورها.. فقد أصاب المرض الطفلة، لم تكن الأم تعلم ما أصاب ابنتها فتارة واهنة.. وتارة درجة حرارتها مرتفعة.. أصيبت بالهزال تحول لون وجهها إلى الأصفر. واكتست شفتاها باللون الأرزق.. كان عليها أن تحملها إلى المستشفى المركزى. أول الأمر شخّص الطبيب المرض بأنه أنيميا من الفقر وعدم الاهتمام بالغذاء ووصف الدواء، ولكنه لم يأت بأية نتيجة وعادت الأم بابنتها إلى الطبيب مرة أخرى، وتم إجراء تحاليل مرة وثانية وثالثة وكلها أكدت أن الابنة مصابة بسرطان بالغدد الليمفاوية.. وطلب الطبيب من الأم حمل الابنة والسفر بها إلى القاهرة لعرضها على أطباء المعهد القومى للأورام.. وكانت رحلة طويلة ثمانى ساعات نائمة الابنة على رجل أمها وكانت الأم تتمنى ألا يؤكد الأطباء فى المعهد ما سمعته من أطباء سوهاج، ولكن أمانيها وأحلامها طارت فى الهواء. وأكد الأطباء مرض الابنة واحتياجها للخضوع لجلسات كيماوى وإشعاعى لمحاصرة المرض حتى لا يصيب أى جزء آخر فى جسد الابنة ثلاث سنوات هى كل رحلة العلاج. تقول الأم احمل ابنتى ثلاث مرات كل شهر لتلقى العلاج، المصاريف كثيرة والزوج لا يستطيع مواجهة أعباء المرض ومصاريف الأولاد.. تطلب الأم من أصحاب القلب الرحيمة وأهل الخير الوقوف بجانبها ومساعدتها.