"عبد الغفار": الصحة والرياضة محوران رئيسيان لتحقيق أهداف التنمية البشرية    «التموين»: طرح بيض المائدة في المجمعات الاستهلاكية بسعر 150 جنيهًا في هذا الموعد    أسعار الدولار اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024    ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 في السوق المصري    الجارديان تلقي الضوء على مساعي بريطانيا لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة روسيا    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا بقطاع غزة    سقوط طائرة شحن غرب السودان وإعلان هام من سفارة روسيا بالخرطوم    عبد الجليل: قرار عقوبة كهربا «عادل»..والأهلي يمر بفترة حاسمة    الكرة النسائية.. المدير الفني لفريق سيدات "مسار" يطالب الاتحاد بحلول لظاهرة الهروب من المباريات    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 والقنوات الناقلة    النيران امتدت لمنزلين مجاورين.. إخماد حريق بمخزن تابع لشركة مشروبات غازية بالشرقية    جريمة هزت عرش جرجا وأشاعت الحزن بالبلينا.. تفاصيل اللحظات الأخيرة بحياة ضحية التوكتوك    ظاهرة فلكية عمرها 33 قرنا.. الشمس تتعامد على معبد أبوسمبل في مشهد جذب مئات السياح    لهذا السبب.. جوري بكر تتصدر تريند "جوجل"    الصحة تنظم جلسة حوارية حول فوائد البحوث التطبيقية في تحسين الرعاية الصحية    اليوم.. وزير التعليم يستعرض خطط وسياسات الوزارة أمام البرلمان    أول مشاركة لمصر كعضو فى بريكس.. الرئيس السيسى يتوجه اليوم إلى روسيا لحضور قمة دول التجمع بقازان.. الرئيس يلتقى بوتين وعددا من الرؤساء والزعماء.. ويستعرض تطوير العمل وإصلاح الهيكل المالى العالمى لتحقيق التوازن    خاص| محمد القس يكشف عن دوره في مسلسل «برغم القانون»    «الأزهرى» يشارك فى حفل تنصيب الرئيس الإندونيسى نائبًا عن «السيسى»    بث مباشر على تيك توك.. طبيبة تونسية تنقل عملية جراحية من داخل العمليات (تفاصيل)    اسعار التوابل اليوم الثلاثاء 22-10-2024 في محافظة الدقهلية    إغلاق كازينو بشارع الهرم لممارسة أنشطة سياحية دون ترخيص (صور)    لطيفة وجنات وريهام عبد الحكيم فى ضيافة الليلة العمانية بالأوبرا (صور)    عواقب صحية كارثية لشرب كوكاكولا يوميا، أخطرها على النساء    تصل ل 20 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب نوفمبر المقبل    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات اليوم على خطوط السكك الحديد    استطلاع: غالبية الألمان يرفضون إرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل    صناع عمل "مش روميو وجولييت" يعلنون تأسيس نادي أصدقاء للجمهور    تغطية إخبارية لليوم السابع حول غارات الاحتلال على رفح الفلسطينية.. فيديو    حقيقة صرف مكرمة ملكية بقيمة 1000 ريال لمستحقي الضمان الاجتماعي في السعودية    قائد القوات البحرية: مصر نجحت في منع الهجرة الغير شرعية منذ 2016    رئيس جامعة بنها: ندعم أفكار الطلاب وابتكاراتهم    الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على قيادي في حزب الله في دمشق    «إنت مش مارادونا».. مدحت شلبي يهاجم نجم الزمالك    مصرع شاب وإصابة 2 آخرين في حادث انقلاب سيارة بأسيوط    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    الصحة اللبنانية تدين تعرض إسرائيل لأكبر مرفقين طبيين في البلاد وتطالب بموقف دولي إنساني    حل سحري للإرهاق المزمن    «القابضة للمطارات»: مؤتمر المراقبين الجويين منصة للتعاون ومواجهة تحديات الملاحة    دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق    ما حكم استخدام المحافظ الإلكترونية؟ أمين الفتوى يحسم الجدل    بعد منعه من السفر… «هشام قاسم»: السيسي أسوأ من حكم مصر    ماذا كان يقول الرسول قبل النوم؟.. 6 كلمات للنجاة من عذاب جهنم    عقوبة تخبيب الزوجة على زوجها.. المفتاح بيد المرأة وليس الرجل فانتبه    عاجل - طبيب تشريح جثة يحيى السنوار يكشف عن الرصاصة القاتلة والإصابات المدمرة (تفاصيل)    مديرة مدرسة الندى بكرداسة تكشف تفاصيل زيارة رئيس الوزراء للمدرسة    شيرين عبدالوهاب تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق فنانة للمرة الثانية وخطوبة فنان وظهور دنيا سمير غانم مع ابنتها    ارتفاع جديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 (تحديث الآن)    فى منتصف الأسبوع..سعر الطماطم والبصل والخضار بالاسواق اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024    عاجل - هجوم إسرائيل على طهران.. القناة 14 الإسرائيلية: منازل كبار المسؤولين في إيران أضيفت كأهداف محتملة    من بينهم المتغيبون.. فئات مسموح لها بخوض امتحانات نظام الثانوية العامة الجديد 2025    50 جنيهًا تُشعل خلافًا ينتهي بجريمة قتل في كفر الشيخ    ابتعدوا عن 3.. تحذير مهم من محافظة الإسماعيلية بسبب حالة الطقس    الحلفاوي: "الفرق بين الأهلي وغيره من الأندية مش بالكلام واليفط"    أسامة عرابي: الأهلي يحتاج خدمات كهربا رغم أزمته الحالية    هل ينسحب الزمالك من نهائي السوبر أمام الأهلي؟ ثروت سويلم يُجيب    رئيس إنبي: لجنة المسابقات ستشهد نقلة نوعية بعد رحيل عامر حسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير محمد العرابى ل أكتوبر: مرسى قال للغرب: أنا عندى تفويض من الشعب لأخونة مصر
نشر في أكتوبر يوم 01 - 09 - 2013

فى 6 يونيو عام 2011 أدى اليمين الدستورية وزيراً للخارجية المصرية فى حكومة الدكتور عصام شرف خلفا لنبيل العربى الذى انتخب فى 15 مايو أمينا عاما للجامعة العربية، وكان قبل بلوغه سن التقاعد يشغل منصب مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية وقبلها عمل سفيرا فى ألمانيا وواشنطن وتل أبيب ولندن والكويت، له رؤية سياسية خاصة وأفكار متجددة معتمد على خبرته وما تعلمه فى المدرسة الدبلوماسية المصرية أعرق الدبلوماسيات بالمنطقة بل العالم أجمع.
«أكتوبر» استضافت السفير محمد العرابى رئيس حزب المؤتمر وزير خارجية مصر الأسبق للحديث معه عن مجريات الأحداث الحالية فى مصر و العالم ونتعرف معه على تفاسير دبلوماسية لمعطيات الواقع المصرى الحالى وما سيترتب عليه من نتائج فى المستقبل.
العرابى تحدث مستفيضاً فى حضور الأستاذ أحمد شاهين رئيس التحرير عن صدق رؤيته السابقة لأهمية شبكة الإمان العربى التى تجسدت بالدور السياسى العظيم الذى لعبته السعودية والدعم الكبير الذى قدمته الإمارات والكويت والبحرين والعراق للدولة المصرية.
وحذرنا من خطورة الانقسام الاجتماعى الذى يضرب النسيج المصرى حاليا معتبره من أهم المخاطر التى يمكن أن تهدد مصر مؤكدا أنه أخطر من أى حرب وطالبنا بعدم الخوف من الذى أثير حول اجتماع أجهزة مخابرات 6 دول فى ألمانيا بشأن مصر مؤكدا أن ذلك غير صحيح وفى إطار الحرب النفسية التى يقوم بها التنظيم الدولى للإخوان. وأشار إلى خطورة الوضع فى سوريا مستبعداً توجيه ضربة عسكرية لها وقضايا أخرى تحدث عنها العرابى تفاصيلها فى السطور التالية:
* بكل التناقض والتوافق فى معطياته.. كيف تقرأ المشهد الحالى فى مصر؟
** لا يهمنى أن تكون هناك مؤامرة خارجية أو مصاعب اقتصادية ولكن ما يعنينى دائما هو النسيج الاجتماعى فمصر استطاعت أن تخوض وتتخطى مشاكل كثيرة جدا منها هزيمة 1967 بفضل شىء واحد فقط وهو النسيج الاجتماعي الذى ظل متماسكاً ومتكاتفاً وخرج أقوى فى هذه الفترة وما يقلقنى الآن أن هناك تفكك غير طبيعى تمزق لا نستطيع حصره أو السيطرة عليه.
* إلى أى مدى وصلت خطورة هذا التمزق وكيف يمكن مواجهته؟
** هناك اغتيال معنوى وتخوين وتشكك وغياب معلومات واضحة حول كل ما يدور على الساحة كلها قال أو قيل أو تقرير ما أوتسريبات أو خلافه والمجتمع في حالة اكتئاب سياسى وإحساس أننا نسير إلى مجهول وهذه هى المشكلة الأساسية التى تواجه مصر وكل ذلك قد يبدو لبعض الناس لا يمثل مشكلة ولكن هذا ما قلته منذ بداية حكم الرئيس محمد مرسى أن الانقسامات أخطر ما يواجه هذه الأمة وأخطر ما يؤثر فى الأمن القومى المصرى في هذه المرحلة التى هى فى منتهى الصعوبة وللأسف لا يوجد علاج سريع لمثل هذا التفكك الاجتماعي الذى تجسد طافيا على السطح منذ أحداث الاتحادية فى 4 ديسمبر 2012 حيث وقف المصرى أمام أخيه المصرى بحقد وغل وكره وقسوة و كنا نتحدث منذ فترة عن ارتفاع منحنى الدين والتدين فى المجتمع الآن انهيار منحنى الأخلاق والتماسك الاجتماعى وهذا يدل على أن هناك حالة من الانقسام فى شخصية المجتمع المصرى تحتاج لعلاج قد يطول ولابد من التوقف عند أحداث الاتحادية وكرداسة وأسوان فهى مشاهد تدل على أن هناك مشاكل حقيقية تدل على غياب التعليم والأمل فى الحياة ويجب مواجهتها.
* تحدثت عما أسميته ب «الاغتيال المعنوى» فكيف يمارسه الآخرون وما هى آثاره على مستقبل مصر؟
** فكرة الاختلاف مع الآخر ثم اتهامه بالخيانة والعمالة وظاهرة تخوين الآخر بدأت إلى حد ما بعد ثورة 25 يناير ونمت فى الفترة التالية بقول أن البعض فلول وحزب وطنى وتقسيمات غريبة ولم تكن واقعية ويجب أن نتعود على ثقافة الاختلاف حتى لا يتجه بنا الحال إلى التخوين والقتل المعنوى أو إن صح التعبير «الاغتيال المعنوى» والجميع أمامه جهاز كمبيوتر يستطيع ارسال أفظع وأبشع الأمور دون أن يحاسبه أحد حتى فى مواقع الأحزاب يخاطبون بعضهم بلغة غير لائقة داخل الحزب الواحد وهناك غل لم نشهده من قبل بما يخالف ديننا وطبيعتنا كمصريين ويبدو أنها ستظل لفترة طويلة ولابد من دراستها بشكل جيد حتى لا تتراكم كسد منيع أمام الرئيس القادم والذى قد لا يستطيع أن ينجو بالوطن نتيجة هذه الظواهر التى ستظل لفترة طويلة.
* ماذا تتوقع من الرئيس الجديد فى ظل هذا التوتر السياسى غير المسبوق؟
** كان من اللافت أن هناك نظامين يحاكمان فى يوم واحد وهذا يشير إلى أن مستقبل هذا الوطن قد يدخل فى دوامة من الأحقاد وكره الأخر والنظر إلى ما فى يد الآخر على أنه كثير ولماذا. وسنظل ندور حول أنفسنا لسنوات قادمة وهذا هو المراد، ألا تنهض هذه الأمة بغرض أن تعانى من بديهيات الدوران حول نفسها. ولأول مرة أشاهد دولة مستغرقة فى هل الانتخابات بنظام القائمة أم بالنظام الفردى لماذا لا نتطلع لأفق واسع فسيح ومشرق ولماذا ندخل فى خندق بئر عميق لا نستطيع الخروج منه ولماذا لا نتوافق ونتآلف، وهذا ما حاولنا فعله عندما عقدنا مؤتمر السلام الاجتماعى بجمعية الاقتصاد والتشريع السياسى تحت إشراف حزب المؤتمر بحضور ناجح إبراهيم وعلى السلمى وجورجيت عازر وحاولنا أن نجمع نماذج من أطياف المجتمع المصرى تتميز بالحنكة وبعد النظر فى الأمور نتحدث عن السلام الاجتماعى وكيف يكون أساس التعايش بيننا فى المرحلة القادمة.
* وهل يتنافى السلام الاجتماعى مع مفهوم العدالة الانتقالية والتى عينت الحكومة وزيرا لتطبيقها؟
** السلام الاجتماعي لا يتنافى مع العدالة الانتقالية فالعدالة الانتقالية هي العلاج والسلام الاجتماعى هو آلية التنفيذ لذلك لابد أن نجلس معا لنعرف لماذا وصلنا لهذا المستوى من كره وحقد وغل وكيف يمكن أن نعيش حالة من السلام الاجتماعى ثم ننتقل إلى العدالة الانتقالية التى تكلمنا عنها فى ثورة 25 يناير وعاد الحديث عنها بعد انتهاء نظام الإخوان ورغم أن هناك خللاً ما فى هذا المفهوم وهو شىء نسبى وربما يأتى نظام ثالث ويطالب بعدالة للنظام الحالى ولابد أن نحدد الأمور وهل هى خاصة بجرائم النفس وهل جرائم المال والفساد. كلمة العدالة الانتقالية تعنى أن ننتقل بسلام وأمان إلى مجتمع جديد آمن مضمون به الحريات والعدالة والأمن والتنمية والرئيس الجديد محكوم عليه بالفشل فى عمله إذا لم يحقق «العدالة والأمن والتنمية» أسس قيام المجتمع القادم الثلاثة متصلين ببعضهم مثل الأوانى المستطرقة وبطريقة متوازية نتمنى ونحاول أن نتعمق فى الأمور أكثر بما يجرى حاليا.
* فى إطار الحديث على مسؤوليات القادة السياسيين ما هو توصيفك لقول وزراء الخارجية بأنهم لا يصنعون السياسة الخارجية ولكنهم ينفذون رؤية الرئيس؟
** وزراء الخارجية ليسوا منفذين فقط لرؤية الرئيس وإلا قد يخلون بأساسيات وظائفهم ولكن هناك موضوعات استراتيجية تخرج عن نطاق اختصاصات وقدرات الوزير مثال ذهاب الرئيس السادات للقدس وزيارته للكنيست وهو تحرك استرايجى ينقل حالة الدولة من حالة إلى حالة أخرى وهذه لا تقوى عليها وزارة الخارجية وهى نظرة زعيم ورئيس .. فعندما ننتقل من حالة إلى حالة يتطلب قراراً من الرئيس بدليل رفض الوزير فى ذلك الوقت إسماعيل فهمى والد وزير الخارجية الحالى ومحمد رياض وكنا أيامها فى وزارة الخارجية فى أيامنا الأولى لزيارة القدس وحدث انقسام داخل الوزارة نفسها وكنت مؤيدا لخطة الرئيس السادات.
ووزير الخارجية لابد أن يكون له إسهام مباشر ويومى فى سياسة الدولة مثل عمرو موسى ويلتقط الأمور التى تخدم البلاد مثال أزمة تركيا وسوريا عام 2000 وحشود القوات التركية على الحدود فعندما جاء الخبر من السفير قال وقتها عمرو موسى إن مصر لابد أن تدخل فى هذه المعضلة وتقضى على هذا التوتر وفى أقل من دقيقة اتصل بمبارك وتحرك مبارك.
* هل هناك حاجة لتغيير تشكيل الوزارة خاصة وأنه يقال أن معظم الوزراء من اختيار الدكتور البرادعى؟
** الوزراء محترفون ولديهم خبرة سابقة ولن يقفوا أمام الاتجاه الاستراتيحى للبلاد، لا شك أن البرادعى أثر فى تشكيل معظم الوزارء ولكن من منطلق أنه لابد من ممارسة عملك لأنك وزير وإذا لم يتفق الاتجاه مع رؤيتك عليك أن تنسحب حيث لا يجب أن تقف أمام الاتجاه الاستراتيجى لبلدك ومصر تخوض حربين حرب ضد الإرهاب فى الداخل وحرب خارجية والمحامى عندما لا يقتنع بالقضية عليه أن يعتذر عنها لأنه لن يكسبها ووزير الخارجية ممثل الادعاء لأنه يدافع عن هذه الأمة وعندما نعمل فى حكومة ما تسير فى نفس الخط الاستراتيجى الذى تسير فيه الحكومة وألا تنسحب والمحام الذى لا يقتنع بالقضية عليه أن يتركها لمحام آخر.
* هل التحديات أكبر من قدرة بعض الوزراء؟
** أصعب ظروف تمر بها مصر وأصعب ميراث الآن فنحن لدينا مشاكل اقتصادية واجتماعية ومع العالم الخارجى وأمن قومى مهدد ومعركة ضد الإرهاب عبء غير عادى، ولم نواجه نفس المشاكل فى حكومة المجلس العسكرى وهناك تكالب علينا كالفريسة والجميع يستعد للنيل منا، وشبكة الأمان العربية التى لدينا تستطيع أن تكون أقوى. واثبتت الأيام صحة موقفى وأول زيارة قمت بها كانت للسعودية وحدث لى انتقاد معنوى وها نحن اليوم نرى المحيط العربى المساند أهم شبكة أمان لمصر ومن الممكن أن تكون أكثر فاعلية.
* فترة حكم الإخوان ومرسى كانت غامضة بعض الشىء فهل سفرياته للخارج كانت ليقدم نفسه للعالم أم كان يخدم قضايا حقيقية للداخل المصرى بشكل إيجابى؟ وما هو تقييمك لهذه الفترة؟
** لدى معلومات من أشخاص مقربين فى مؤسسة الحكم الألمانية أنه عندما التقى مرسى ميركل قال لها إنه مفوض من الشعب المصرى فى أن يحول مصر إلى نهج الإخوان لديه صلاحية لتعميق فكرهم..وأنا أثق فى من قال لى هذه المعلومة وكان مرسى يقدم نفسه للعالم الخارجى تحت مفاهيم عدة أنه أول رئيس منتخب مدنى وشرعى فى تاريخ مصر «وكلنا سعدنا بذلك» والمقدمة التى كان يقولها دائما وثانيا لديه تفويض من الشعب المصرى لتحويل مصر لمفاهيم الإخوان وكان العالم الخارجى ينظر إليه أنه من حقه ويرفض الاستماع لأصوات المعارضة ويرى أنه انتخب إذا فليصمت الجميع ويقول إن الأصوات الأخرى أصوات نشاز ومغرضة وهو أمر مرفوض بأى حال من الأحوال ولا يمكن لرئيس دولة أن يحيط نفسه بمجموعة تغرد بما يريد ولابد من وجود نشاز فى مجموعتك حتى يكون هناك نقد ذاتى وصوت معارض وناس لها انتماءات أخرى ولكن مرسى قفل على نفسه وعمل شرنقة وهذه هى بداية الفشل وفكرة الغرور السياسى والصلف السياسى وبداية النهاية وأردوغان سيصل لنفس النهاية كحاكم وكحزب من سنتين بدأ الهبوط فى المنحنى ولو ذهبت سترى بنفسك أن الشعب ساخط.
* إلى أى مدى كانت مدرسة الخارجية ترفض تحول الدولة لدولة الإخوان؟
** 95 % كانوا ضد فكر الإخوان لم يكونوا ضد الإخوان بل فكرهم فقط كان مختلفاً وكانوا يشعرون بالإحباط واليأس ومما تقوم به الرئاسة دون الاتفاق والعودة لوزارة الخارجية وهناك مشكلة أن من يتم اضطهادهم فى النظام السابق يحاولون اللحاق بالنظام الجديد.
الإخوان وضعوا مبادئ أكاديمية ونظرية ووضعت بصورة جيدة للسياسة الخارجية تقوم على الندية والمصالح المشتركة المصرية وعناوين براقة «زى الفل» والتنفيذ كان به شوائب ومغالطات مثل العلاقة مع الدول العربية ولم يكن لك علاقات خاصة إلا بقطر ولم تكن تهتم بموضوعات كحوض النيل وأول خروج كان للصين والاتجاه شرقا لتحفيز أمريكا وكلها معروفة لأى طالب فى كلية سياسة واقتصاد ولم تكن هناك فاعلية ونظام الإسلاماً السياسياً كان صندوقا مغلقا للجميع ولم يحدث أن إسلام سياسى يحكم دولة وأول مرة فى التاريخ تكون فى مصر الدولة الكبيرة وكان هناك تسارع وتخبط.
ومرسى لم يضف للسياسة المصرية الخارجية شيئاً ولا تستطيع أن تقول أنه أفسدها لأنها كانت سياسة رتيبة تقليدية بها جزء من الاستعلاء فكان يوجه تهديدات لبعض الدول العربية ولم تكن سياسة محكمة وأمريكا رفضت مقابلة مرسى وكان هناك تردد لأوباما أن يظهر معه فى صورة واحدة وهناك تناقض شديد يجعلك تنظر إليهم بريبة والسياسة الأمريكية فى حالة هزال و30 يونيو أربكت حساباتهم.
* هل نجاح 30 يونيو سوف يخفف الضغط على سوريا خاصة فى ظل التطور السريع للمشهد هناك؟
** ما حدث فى مصر أعطى دفعة معنوية للشعب السورى جعله يعيد حساباته وينظر للأمور بطريقة صحيحة ولا أعتقد أنه سوف يكون هناك ضربة عسكرية وهو مجرد ضغط دبلوماسى.
* حدثنا عن شبكة الأمان العربية ودعم خمس دول عربية ومدى تأثيرها؟
حدث تغيير فى لهجة الخطاب بعد زيارة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى لفرنسا حدث تغير فى لغة الخطاب السياسى وتفسير الموقف أن الدول العربية أيقنت أن هناك مخططاً كبيراً بدير ربما يطولها، وأمن إسرائيل والنفط هو ما يهم الولايات المتحدة وانتقال مركز ثقل النفط للشمال فى القوقاز وانحسار أهمية النفط العربى جعلهم يفكرون أنه لابد لهذه المنطقة أن تظل فى حالة اضطراب مستمر واحتمالات التقسيم كى تعيش إسرائيل فى أمام وتسيطر على الآخرين الضعاف بقوة كما حدث فى ضربة جوية إسرائيلية على سوريا والسودان وكل هذه الأمور أدركتها السعودية واقتنعت بها وبالتالى جاء تحرك سعود الفيصل و 30 يونيو أوقف هذا الموضوع والعالم العربى تعرض لمحنة قوية طوال العامين الماضيين وبداية لرد فعل إيجابى وحزمة واحدة وأعتقد أننا سنصل للحد الأدنى من التضامن العربى مع تفعيل نشاط الجامعة العربية والتكامل الاقتصادى والاجتماعى ليس فقط فى السياسة ولكن الجامعة لابد أن تلعب دوراً فى التكامل الاجتماعى والثقافى والاقتصادى حتى يشعر المواطن العربى بذلك ولا نكون خارج الفلك.
* ما رأيك فى تسريبات باجتماع 6 أجهزة مخابرات فى ألمانيا بخصوص مصر؟
** أرى أن هذا موضوع قد يكون غير صحيح فى إطار الحرب النفسية التى تمارسها جماعة الإخوان ضد مصر فهم لديهم جهاز قوى ويدى طولى فى ميونخ والتنظيم الدولى للإخوان يحاول هز ثقة الشعب المصرى فى نفسه وجيشه والمصريون لديهم نهم وإذا لم تلتفت لأمورنا قد نصل لأسوأ من هذه النتيجة دون مؤامرة ونقول دائما أن هناك أيدى خفية تلعب فى مصر ونحن مسئولين عنها وخلافات داخلية لذلك يجب أن نواجهها.
* اقترحت فكرة إنشاء مجلس الشورى للشباب فماذا كان هدفك؟
** تبنيت فكرة مجلس شورى للشباب بدلا من تعيينهم نواب المحافظين والوزراء لأن هذا ليس الطريق الصحيح لبناء جيل من السياسيين وقد يدخلهم فى البيروقراطية وكنت أعتقد أن لدينا نظرة سلبية تجاه مجلس الشيوخ ومجلس الشباب بديلا عن مجلس الشورى والمكان الذى يدرب فيه الشباب على العمل السياسى ويكون المكان الذى يحدث به نضج وطهارة سياسية بخلاف المجلس القومى للشباب وبمثابة برلمان لأن الشباب هم مصنع الأفكار الجديدة لهذا المجتمع ويستطيعون ان ينقلوا هذه الأفكار لبرلمان الشعب والمدهش أننى لم أتلق تجاوباً من الشباب ولم يهتم أحد ولم أجد تفسيراً والشباب مستغرقون في أمور أخرى وربما اصابهم احباط ويأس.
* هل هناك سعي لتهميش شباب 25 يناير؟
** التهميش سياسة فاشلة ومضرة أعتقد أنه سيكون خطأ استراتيجياً كبيراً لأن 25 يناير اصبحت ثورة هامة والمنطق يقول أننا لابد أن نكف عن الثورات و30 يونيو لم تقض على 25 يناير بل أكملتها.
* توصيف شباب 25 يناير؟
* هناك عناصر شبابية ساهمت فى 25 يناير وقامت بدورها وانصرفت إلى عملها وليس بالضرورة أن يكونوا من الليبراليين وليس شرطا أن يكونوا من أعضاء الائتلافات لكن هناك شباب ويريدون سحب الثورة، ومن ركب الثورة معروفون؟
* ماذا عن قطر ودورها فى التأثير على القرار الفرنسى؟
بعد عملية التغيير فى الحكم لابد أن تعود قطر للعباءة الخليجية لكن ذلك يبدو أنه لن يحدث وكانت هناك تصريحات من الأمير الجديد أنها ستتخذ طريقاً جديداً للعودة لمجلس التعاون الخليجي لكن دون خطوات فعلية حتى الآن كما أن وزير خارجية قطر عندما يأتى لموقع المسئولية قد يكون أكثر تطرفا من سابقيه وربما يكون غير قادر على إدارة الشئون الخارجية لبلاده حيث إنه دائما ما ينادى بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى وكان لدى تصور خاطىء حول الأمير الجديد.
* ما تفسيرك للتدخل القطرى فى سوريا ومصر وليبيا وكيف ترى تصريحات الشيخ القرضاوى؟
** السبب الأول أن قطر دولة صغيرة بإمكانات مالية هائلة مثل المنضدة التى لا تسع كل الأموال فلابد أن تسقط هذه الأموال هنا وهناك والسبب الثانى يتمثل فى أن السعودية منافس راسخ وهناك عداء عائلى بينهما، كما أن قطر لديها عقدة وأضغاث أحلام بأنها ستصبح إمبراطورية لها تأثير أكبر من فكرة خليفة المسلميون أنه عندما تتحرك قطر يخضع العالم وخاصة عندما تستعمل المال فى كل شىء.
* كيف ترى دور الأحزاب فى الفترة الماضية؟
** الحياة الحزبية أصيبت بوهن كبير فى الفترة الماضية وفقدت صلتها بالجماهير وهناك فكرة سلبية وهى أن الحزب عبارة عن مقر وتليفون وجورنال ويافطة ورئيس الحزب يلف على الفضائيات، وانتهت المهمة بذلك وهذا هو ما يؤثر على الحياة الحزبية ويجعلها غير فاعلة، الناس زهقت من التنظير ولدينا فى حزب «المؤتمر» لجان نوعية مثل لجنة الحفاظ على التراث ولجنة السياحة ولجنة التخطيط الاستراتيجى لمصر ولجنة متحدى الإعاقة أربع لجان أساسية بشكل جديد لتظهر للعالم الخارجى أننا نحافظ على تراثنا الذى هو ملك للعالم وملكنا كما أن الحزب منذ 5 أغسطس يعيد تنظيم نفسه وترتيب وتجهيز المقر الدائم وسوف نؤسس قواعد جيدة للحزب الذى يزيد أعضاؤه على 50 ألف عضو لدينا أمل فى استقطاب مجموعة كبيرة من الناس بفكر جديد ودون إقصاء لأحد وترحب بالجميع.
* ما هي شروط المصالحة؟
** هناك شجرة وفرع فى الشجرة يشذ عن الحركة الطبيعية للشجرة إما أن ينتهى الأمر بقطع هذا الفرع أو أن يتم تهذيبه بحيث يستطيع النمو مع الشجرة مرة أخرى
* هل القضية الفلسطينية هى الخاسر الأكبر فى ثورات الربيع العربى؟
** كى تعيد الاهتمام لهذه القضية يتطلب الأمر منك جهداً كبيراً وفترة إعادة الحياة للقضية الفلسطينية الضحية الأولى لما جرى فى العالم العربى مع بداية ثوراته والربيع العربى وأؤكد أننا نحتاج لجهد عربى كبير لتصبح القضية الأولى.
كما أننا نحتاج لإعادة صياغة للموقف العربى فيما يخص القضية الفلسطينية مثلما حدث فى المسألة المصرية حتى يتم وضعها على سلم اهتمامات العالم وأرى أن مصر سوف تستغل هذه القضية للعب دور أكبر والسلطة الفلسطينية كان لديها حالة من الانزعاج نتيجة تولى محمد مرسى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.