البابا تواضروس: نتألم بشدة لاتساع رقعة الحرب في المنطقة    رئيس استئناف القاهرة يبحث مع وفد ألماني تبادل الخبرات في مجال التحكيم    سعر جرام الذهب عيار 21 يتراجع 5 جنيهات خلال ختام التعاملات    أسعار اشتراكات السكك الحديدية للطلاب لمحطات الوجهين القبلي والبحري    «العناية الطبية بلبنان»: القطاع الصحي يقدم جهود جبارة للجرحى    مراسل القاهرة الإخبارية: استمرار القصف العنيف على قطاع غزة    وزير الخارجية يشدد على أهمية تفادي انزلاق المنطقة لحرب إقليمية    في غياب عبدالمنعم| نيس يتعادل إيجابيا مع ريال سوسيداد في الدوري الأوروبي    أرسنال يعبر إلى دور ال16 بكأس كاراباو بخماسية أمام بولتون    سميرة سعيدة تدعم لبنان: بلدنا ستبقي رمز الحياة والأمل    «الثقافة» تبدأ تحضيرات الدورة الجديدة ل«سيمبوزيوم أسوان للنحت»    معهد تيودور بلهارس يكشف حقيقة وجود مرضى مصابين بالكوليرا    أحوال الطقس في مصر.. معتدل الحرارة ليلا على أغلب الأنحاء    جامعة الأقصر تنظم مسابقة في حفظ القرآن الكريم احتفالاً بالمولد النبوي الشريف    اقرأ غدا في "البوابة".. إسرائيل تواصل عدوانها على لبنان    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة سوزوكي بالفيوم    أخبار الأهلي: حرس الحدود يرفض ضم لاعب الأهلي    السوبر الأفريقي.. غدًا المؤتمر الصحفي لمباراة الزمالك والأهلي    محمود حميدة يتحدث عن أزمة فيلم الملحد: «الناس بتربط الخيال بالواقع»    ماكرون يطالب إسرائيل وحزب الله بالتراجع عن التصعيد فورا    النائب أحمد بلال: فلسطين دائما قضية مصرية.. وندعم المقاومة اللبنانية    "الأوقاف": رفع قيمة القرض الحسن لهذه الفئة ل 50 مليون جنيه    خاص.. جدول حفلات مهرجان الموسيقى العربية 2024    أمين الفتوى يوضح حكم "قراءة الفنجان"    وزير الخارجية: مصر تؤكد خطورة تأثير ظاهرة التغير المناخي على ندرة الموارد المائية    "الكهرباء": تركيب مصيدة قلب مفاعل للوحدة النووية الثالثة بالضبعة في هذا الموعد    واعظات الأوقاف يشاركن في مبادرة «خُلُقٌ عَظِيمٌ» بعدد من مساجد بني سويف    لمواليد «العذراء» و«القوس» و«الجوزاء».. ماذا يخبئ هذا الأسبوع لأصحاب هذه الأبراج؟    «زيرو تحرش».. عام دراسي بدون أزمات وانتشار الشرطة النسائية رسالة طمأنة لأولياء الأمور (فيديو وصور)    أهالى دراو بأسوان لقناة إكسترا نيوز: المياه آمنة ونشرب منها فى أي مكان    أرسنال يرغب في التعاقد مع أوزيل الجديد    خبير شؤون إسرائيلية : الحديث عن استهداف نصف قدرات حزب الله غير صحيح    على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.. وزير الخارجية يشارك في فعالية رفيعة المستوى حول المياه    ابدأ يومك بها- 10 أطعمة لخفض الكوليسترول    وثيقة سياسة ملكية الدولة.. مدبولي: هدفنا تعظيم الأصول والعروض غير المناسبة لا نقبلها    تستغل ابنتيها القصر.. قرار عاجل من النيابة ضد التيك توكر "وحش الكون"    خالد الجندى: عمليات التجميل والتحول الجنسى فعل شيطانى للحرب على بنيان الله    انطلاق دورة التعامل اللائق مع رواد المسجد لعمال المساجد    ترحيب واسع بدعم الرئيس السيسي لتوصيات الحوار الوطني.. تعزيز لحقوق الإنسان والإصلاح القانوني في مصر    كلامها حلو.. هشام عباس يكشف تفاصيل ألبومه الجديد وموعد طرحه    وزير التموين يجتمع مع رئيس البريد وممثلى شركة فيزا العالمية لبحث أوجه التعاون    وليد فواز يكشف سبب خوفه من دوره في مسلسل «برغم القانون».. قللت وزني    "اليوم" يسلط الضوء على الأوضاع فى لبنان بعد الهجمات الإسرائيلية بالجنوب    كنوز| 54 عاما على غياب زعيم في ذاكرة المصريين    سكرتير عام مطروح المساعد للأهالي: التصالح هو ميراثك للأجيال القادمة    قافلة شاملة في قرية البصارطة ضمن مبادرة بداية بدمياط    13 مليون جنيه إجمالي إيرادات فيلم عاشق بدور العرض السينمائي    وزير النقل اللبناني: لا توجد مشكلات لوجيستية بمطار بيروت.. وملتزمون بقوانين الطيران العالمية    تنظيف وتعقيم مسجد وضريح السيد البدوي استعدادًا للمولد (صور)    مدرب السد القطري: مباراة الغرافة ستكون صعبة للغاية    إجراء 267 ألف تدخل طبي في مستشفيات التأمين الصحي الشامل    «صحة المنوفية»: إدارة المتوطنة قدمت خدماتها ل20 ألفا و417 مواطنًا في مجالات الفحص والمكافحة    عملت وشم فشلت في إزالته هل صلاتي باطلة؟.. رد حاسم من داعية (فيديو)    ضبط نحو (14) ألف قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    حارس ليفربول: 5 أمور تحسنت في مستوى محمد صلاح تحت قيادة آرني سلوت    إمام عاشور يكشف مفاتيح الفوز على الزمالك ودور اللاعبين الكبار في تألقه    القبض على عنصرين إحراميين يديران ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالقليوبية    إصابة 7 أشخاص فى مشاجرة بين عائلتين بقنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادى الإخوانى السورى عبدالحميد حاج خضر ل«الوطن»: الإخوان مستعدون لمرحلة ما بعد الأسد
نحلم أن يحقق مرسى الوحدة مجدداً وأن نتجول فى سوريا وكأننا فى الإسكندرية
نشر في الوطن يوم 27 - 09 - 2012

عندما يأتى القيادى الإخوانى السورى المقيم فى ألمانيا عبدالحميد حاج خضر إلى القاهرة فى زيارة مفاجئة وسريعة قاصداً مكتب الإرشاد، حاملاً فى حقيبته مشروع «النهضة ما بعد بشار» لا بد أن نتساءل عن سر هذه الزيارة وهل هناك تخطيط إخوانى معين يجرى حالياً بين إخوان مصر وسوريا وقيادات التنظيم الدولى، وهل حان الوقت لتسلم إخوان سوريا سدة الحكم؟.. «الوطن» انفردت بهذا الحوار الذى حمل فى طياته جملاً مباشرة وغير مباشرة تحمل مضموناً واحداً وهو «إخوان سوريا هم القادمون».
* بداية ما سر زيارتك للقاهرة فى هذا التوقيت؟
- هناك تواصل دائم مع الإخوة فى مصر ولكننا لمسنا تقصيراً كبيراً فيما يتعلق بالقضية السورية، وصل إلى درجة التغييب، مع أنه من المفترض والمنطقى أن تكون القضية السورية على رأس أولويات الهموم المصرية، وهو ما يعول عليه السوريون كثيراً من إخوانهم هنا، وهذا حقهم، وأستطيع القول صراحة إن هناك تقصيراً إعلامياً من الجانب المصرى فى نقل ما يدور ميدانياً فى سوريا، ولا أنكر أن جزءًا من هذا التقصير يرجع إلى الطبقة السياسية وإلى المجلس الوطنى، والقائمين على العمل السياسى والإعلامى فى الثورة السياسية السورية، ولكن الجانب المصرى شريك فى هذا التقصير، ولذلك جئت لألتقى بالإخوة وبالقوى السياسية المصرية الرسمية وغير الرسمية، لنتواصل ولنرفع الهم ّوالغم عن إخوتهم.
* أى قوى سياسية تحديداً؟
- تيار الإسلام السياسى بفرعيه الإخوانى والسلفى وكافة القوى الوطنية الأخرى.
* مثل من؟
- التقيت بقيادات الإخوان المسلمين وفى مقدمتهم عضو مكتب الإرشاد الدكتور محمد عبدالرحمن وهو المسئول عن الملف السورى بالجماعة، ولاحظت أن هناك اهتماماً داخلياً من الإخوان بالقضية السورية ولكن الاهتمام الداخلى لم يترجم إلى عمل جماهيرى أو سياسى من المهتمين بالشأن السياسى، ونحن نسعى عبر جهود إخواننا فى مصر، للتأثير على صناع القرار فى الغرب، فعندما يلاحظ صانع القرار فى الغرب اهتمام الشعب المصرى والقوى السياسية بالقضية السورية سيضطر للتعامل مع القضية السورية بشكل أفضل، فنحن ندرك أهمية مصر وبخاصة الآن.
* أفهم من كلامك أنك ترى التحركات المصرية نحو القضية السورية ضعيفة؟
- الحقيقة أن السيد الرئيس الدكتور مرسى «طلائعى» فى موقفه سواء فى إيران وبلجيكا أو تصريحاته فى إيطاليا، وفى مواقف متعددة أشار إلى طبيعة المشكلة السورية بدقه تامة، ولا يوجد معارض سورى -باستثناء من ختم الله على قلبه- يعترض على توصيف مرسى للقضية، ولكن يبقى الإعلام المصرى والحراك فى الشارع ليس على المستوى المطلوب، هناك مظاهرات فى مصر لكنها ليست كمثيلتها فى تركيا.
* الإخوان يملكون تحريك الشارع والمليونيات التى لم يشاركوا فيها فشلت.. هل طلبتم من الإخوان النزول إلى الشارع؟
- ليس على الناس إلا مروءتهم، نحن نشرح أبعاد القضية ولن نملى على أى حد كيفية التحرك من أجل القضية السورية وهم الأدرى بإمكانياتهم سواء على المستوى الشعبى أو الرسمى.
* سؤالى واضح: هل طلبتم من الإخوان التحرك على مستوى الشارع المصرى؟
- طلبنا من الإخوان تشكيل لجنة مشتركة مصرية سورية تقود الحملات الإعلامية نحو تلك القضية، لأننا نعمل على تنظيم مجموعة حملات، مع تنظيم المسار الإعلامى السليم، هذا ما طلبناه تحديداً.
* وماذا كان ردهم؟
- وعدونا بفعل ذلك.
* هل ناقشتم مع قيادات الإخوان وضع سوريا فى مرحلة ما بعد بشار الأسد؟
- نعم، وتحدثنا حول اللجنة الرباعية بين مصر والسعودية وتركيا وإيران، ونبهنا الإخوة المصريين بشأن الحساسية المفرطة لدى الشعب السورى والطبقة السياسية تجاه إيران التى نعتبرها عدواً، نبهناهم على هذا الاعتراض، ولكن مصر دولة تتعامل بشكل دبلوماسى، ومن الطبيعى أن تدعو إلى حوار لوقف شلالات الدم فى سوريا، وتتحدث حتى من يدعى أنه ضد شلال الدم مثل إيران، نعرف أن إيران أصحاب عداوة ولكننا نتفهم الخلفية الدبلوماسية وراء التحرك المصرى.
* ما الملامح التى ناقشتموها مع قيادات الإخوان حول الوضع السورى بعد الأسد؟
- نحن نسعى من البداية لبلورة مشروع ديمقراطى عن طريق أغلبية تتحمل مسئولية قيادة الحكم، وأقلية لها حرية النقد والمراقبة، مشروع ديمقراطى وليس توافقياً كما حدث فى لبنان والعراق، والذى أثبت فشله، نحن نريد التعامل بآليات الديمقراطية المعتمدة فى الغرب، وبناء المشروع يبدأ بالإعلان الدستورى، وناقشنا من يقود الفترة الانتقالية وأولويات الحكومة فيها عن طريق إقامة انتخابات عامة حرة ومباشرة على مستوى القطر والمحافظات، ونريد أن نحدد الملامح بدقة حتى لا تكون الفترة الانتقالية فرصة لظهور الثورة المضادة.
* لتجنب ما حدث فى مصر؟
- نعم، فنحن نراقب التجربة المصرية بكل تفاصيلها.
* وإلى ماذا انتهيتم؟
- المشكلة التى نواجهها هى تدخل الدول الخارجية، بشكل كثيف منذ أغسطس من العام الماضى، فالدول العربية وغير العربية طالبت بتشكيل المجلس الوطنى ليكون العنوان الذى تتجه إليه ويكون فى نفس الوقت البؤرة الذى تخفى بها عملاءها، حدث هذا ونحن رفضنا ذلك، لأن الثورة فى تونس وفى مصر انتصرتا بدون مجلس وطنى.
* ما مهمة هذا المجلس من وجهة نظرك؟
- مهمته تسهيل عمل المبادرة العربية التى هدفها من البداية التسويف.
* نفهم من ذلك أنكم اتفقتم على رفض فكرة المجلس الانتقالى قبل سقوط الحكم؟
- نعم، قبل سقوط الحكم، لا مانع من ذلك ونحن فى خارطة طريق قلنا إنه يتشكل من سبعة أعضاء يمارس مهام السيادة فى الفترة الانتقالية التى لا ينبغى لها أن تزيد على ستة أشهر.
* الإخوان لديهم تجربة فى مصر خلال المرحلة الانتقالية، هل تلقيتم نصائح للتبكير بالسلطة؟
- الحقيقة أن الإخوة المصريين -وهذا من الماضى- كان عليهم أن يحددوا شكل السلطة؛ رئاسياً أم برلمانياً، لكن هذا لم يحدث، لكننا فى سوريا الأمر محسوم بالنظام البرلمانى، ومع انتخاب البرلمان تنتهى القضية، فمن خلاله تنطلق كل الخلايا الجذعية للسلطة التشريعية والتنفيذية ولذلك فإن إجراء انتخابات برلمانية فى سوريا سينهى الأزمة هناك، لكن للأسف فى مصر انخرط السياسيون فى قضايا أخرى مثل «الدستور أولاً»، وكلام آخر عبارة عن طلاسم لايفقهها إلا أهل الذكر وبعيد عن الشارع، ومن مهام السفسطائية إدخال الفوضى إلى الشأن السياسى، يحدث هذا فى الإعلام وتتعايش هذه الطبقة على هذه الفوضى ونحن متنبهون لهؤلاء المشككين، كل ذلك حدث فى مصر من نقاش بيزنطى؛ البيضة أم الدجاجة أم البرلمان أولاً، ففى سوريا لدينا تجربة رائدة فى هذا المجال بعد الانفصال عن الوحدة مع مصر وهو حدث أليم، سقط الكثيرون من الشهداء حباً فى مصر وليس دفاعاً عن الوحدة فأنا عايشت تلك الفترة، أذكر أن الطبقة السياسية فى سوريا سارعت حينها إلى انتخابات عامة وتمت فى خلال شهرين وتشكلت حكومة برئاسة الدكتور معروف الدواليبى وتم انتخاب رئيس الجمهورية ناصر القدسى ورئيس البرلمان، السيد مأمون الكسبانى، وتلك تجربة رائدة وهذا قطع الطريق على التسويف ويجب أن يكون هناك حزم فى مثل هذه الحالات.. عموماً القضية لدينا محسومة فى الانتخابات البرلمانية.
* هل قدمت لكم الجماعة نصائح لتجنب أزمات المرحلة الانتقالية بخلاف الانتخابات والمجلس الانتقالى؟
- هناك فكرة رائجة الآن فى الأجواء الثورية السورية، وهى تشكيل مجالس المحافظات - المحليات - وهذه الفكرة موجودة لدينا قبل المجىء إلى مصر.
* هل من الممكن أن يكرر إخوان سوريا تجربة الجماعة فى مصر فى الوصول إلى السلطة؟
- إخوان سوريا لهم تجربة مريرة فى الثمانينات، وهم يحاولون الآن العودة إلى النظام الشورى والديمقراطى الذى كان سائداً قبل الثمانينات، ومعروف أن هناك تناقضات داخل إخوان سوريا، لكنهم يحاولون الآن العودة إلى صوابهم.
* ماذا عن التنظيمات الأخرى القوية داخل سوريا وقوتها بخلاف الإخوان؟
- كل ما قرأته عن التنظيمات الأخرى وهم.
* هناك مخاوف غربية من إخوان سوريا وصعودهم لسدة الحكم؟
- بعيداً عن المخاوف الغربية فالأهم أن يكون لك وضوح سياسى، والتنظيمات تكون نتيجة للوضوح السياسى، لكنها لا تخلقه.
* أعيد السؤال بطريقة أخرى: هل تعتقد أن الإخوان فى مصر سيساندون إخوان سوريا للصعود للسلطة؟
- الإخوان كبقية فئات الشعب المصرى لديهم القدرة على دعم إخوانهم فى سوريا، والإخوان ليس لديهم قدرات فوق العادة، هم ينصحون ويعيشون مأساتنا، ما نريده حالياً هو التأثير على صناع القرار فى العالم لإسقاط هذا النظام الظالم.
* من قراءتك للمشهد السياسى المصرى، تعتقد أن الإخوان كجماعة وحزب يرتبون للمرحلة القادمة فى سوريا؟
- ذلك شأن سورى، وأعتقد أنهم يقومون بما يستطيعون القيام به هنا، أما كيف ستكون مساعدتهم بعد سقوط النظام.. لا أعرف، حالياً يقومون بإعادة إخواننا المهاجرين وهذا عمل يشاركهم فيه الكثيرون، وبعد سقوط النظام أعتقد أنهم سيقدمون النصائح فقط ولكن التنفيذ سيكون سورياً.
* التنفيذ سورى، هذا لا محالة، لكن هل تعتقد أن جماعة بقوة الإخوان ستترك سوريا دون التدخل فيها فى ظل فرصتهم التاريخية بالوصول للحكم فى كل من تونس وليبيا ومصر ثم سوريا؟
- أنا تحدثت مع الأخ راشد عدة مرات.
* تقصد راشد الغنوشى؟
- نعم.. ما أبداه هو استضافة المجلس الوطنى وعقد مؤتمرات للمعارضة، لكن الثورة تطلب أكثر من ذلك، وتحدثنا كذلك مع الإخوة فى مصر لأخذ المشورة، لكن دعنى أقول لك إن الوعى الذى كسبته الجماهير بعد الربيع العربى فى مصر وليبيا وتونس وسوريا شىء عظيم، من هى القوى المنظمة التى تستطيع تحويل ذلك إلى عمل سياسى، وميكيافيلى له مقولة «الجماهير إذا خاطبتها فى العموميات لن تعى شيئاً وستضل الطريق وعليك أن تضع الخطاب محسوساً».
* الإخوان أفضل من يمتلك خطاباً محسوساً لدى الجماهير؟
- نعم، يحسنون ذلك، والسياسة تحتاج إلى الشجاعة، إذا خُيرت بين السياسة والشجاعة تختار الشجاعة.
* أسأل سؤالاً بطريقة مباشرة: هل الإخوان مستعدون لتسلم السلطة وماذا عن القوى الأخرى؟
- هناك الآن قوى إسلامية غير منظمة، ولكن لديها نفس التصور وهى قوية وصلبة.
* هل يمكن للقوى الأخرى أن تواجه الإخوان فى مرحلة ما بعد الأسد؟
- القوى الأخرى ليس لها نفس قوة الإخوان، لأنها انهارت، المشروعات اليسارية والقومية والليبرالية غير موجودة حالياً فى سوريا، ونحن نستفيد بالتجربة، الإعلام العالمى أجبر الحركات الإسلامية العربية بما فيها مصر بأن تقوم بنوع من التنازلات، فاضطرت الحركات الإسلامية أن تتنازل للتيارات الأخرى غير الإسلامية، مثل تصريح الإخوان فى مصر حين وعدوا بعدم الترشح للرئاسة وعدم السعى للأغلبية البرلمانية، هذا نوع من المصانعة للتيارات الأخرى، فى نفس الوقت لم يكن الإخوان على معرفة تامة ببعدهم المعنوى لدى الشعب وكانوا متواضعين فى تقديراتهم، هذه «المصانعة» نأمل أن يتخلصوا منها بأقرب وقت ممكن، وذكرت لأحد الإخوة ما قاله عبدالرحمن الداخلى الأموى عندما سأله أخواله البربر فى الأندلس عن سر فقد ملكهم فقال «صانعنا أعداءنا فلم نكسبهم وجفونا أهلنا فخسرناهم»، وهذه هى القاعدة التى أفقدتنا زمام المبادرة كتيار إسلامى؛ صانعنا كثيراً من أعدائنا ولم نكسبهم وعندك فى مصر صانعنا الكثير منهم وكانت النتيجة مثلاً أنهم وقفوا مع أحمد شفيق حتى أكثر الليبراليين ليبرالية وهذا خطأ لن نكرره فى سوريا، ونقول من الآن: من يحصل على أغلبية برلمانية هو من يقود الدولة.
* كلامك يتسق مع ما فعله الإخوان فى مصر، والمتابع للمشهد السورى والخلافات بين التيارات المختلفة يتأكد أن الإخوان سيسيطرون على السلطة فى سوريا؟
- كلمة سيطرة مرفوضة، نحن نريد أن نزيلها ونزيل دولة السيطرة والهيمنة والمخابرات.
* أتمنى ألا يكون كلامك يخالف ما فعله الإخوان عندما قالوا إنهم لن يطرحوا مرشحاً للرئاسة وفعلوها؟
- سيطرة الإخوان مرفوضة، نحن لن نكرر ما فعله نظام الأسد ولن تكون هناك الأجهزة القمعية، لن تكون هناك سيطرة، ستكون هناك أغلبية برلمانية تقود الدولة وهذا طبيعى.
* أنتم مستعدون لذلك؟
- نعم.
* فى ظل تراخى القوى الأخرى هل الإخوان مؤهلون حالياً، وهل هم مستعدون فى سوريا؟
- التيار الإسلامى تنقصه المعرفة الدقيقة للقوى داخل جهاز الدولة المتعاطفة مع الخط الإسلامى، ليس لدينا صورة دقيقة عن ذلك، مثلاً انسحاب رئيس الوزراء هذا لم يكن إسلامياً كان من البعث وعلى شاكلته كثير فى الدولة، عندما تسمع منه تكتشف أنه يتكلم عن الإخوان كلاماً جيداً، وكثيرون داخل الدولة ونحن فى المهجر نضع التركيبة السياسية. أقصد أن التيار الإسلامى بشكل عام ليس لديه معرفة دقيقة لطبيعة المتعاطفين فى السلطة.
* والإخوان فى مصر أيضاً لم يكن لديهم هذه المعرفة؟
- ولكنى شاهدت فى مصر كثيراً وبخاصة فى الثمانينات عدداً من رجال الدولة والمسئولين متعاطفين مع الإخوان حتى لو لم يظهروا ذلك فى العلن لكنى عرفتهم.
* بالتأكيد بسبب أن القمع فى سوريا أكبر؟
- نعم بالتأكيد مهما كان نظام مبارك فلا يمكن مقارنته بنظام الأسد ولا قمعيته ومخابراته.
* صف لنا من وجهة نظرك المشهد السياسى السورى فى الوقت الحالى؟
- المشهد السورى الآن لا يسر، هناك مآسٍ كثيرة الإعلام لم ينقلها.
* أقصد الموقف الداخلى وطبيعة التحالفات والتدخلات؟
- هناك تدخل فاضح غير مسئول من قبل فرنسا وتحاول توريط الطبقة السياسية فى مشاريع هدفها خلط الأوراق، كذلك موقف الدول الخليجية غير واضح، لكن الشعوب الخليجية نفسها تساندنا حتى مالياً ومعظم المعونات تصل من إخوتنا فى الخليج، لكن سياسات هذه الدول مضطربة باستثناء قطر، الأكثر وضوحاً، تقوم بدور كبير، ومصر هى المحور الأساسى الذى يستطيع تغيير المعادلة.
* هل وصول الإخوان فى مصر يسهم فى تقديم دعم أكبر لسوريا؟
- طبعاً.
* بالمناسبة.. إحدى وثائق التحقيق مع المرشد الحالى لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع تؤكد أن من جنده طلاب سوريون وتحديداً الشيخ مروان حديدى؟
- أعرف الشيخ شخصياً وكان فى مصر أيام عبدالناصر وهو شخص جميل وكل أدبياته مأخوذة من إخواننا فى مصر ومن الشيخ سيد قطب.
* هل هناك دلالة لذلك خاصة مع ارتباط اسم الشيخ مروان بتيار العنف المسلح؟
- أنا أعرفه شخصياً كما قلت وعندما رجع من مصر وكان يدرس فى كلية الزراعة وتخرج مهندساً زراعياً وكان مسئولاً تنظيمياً فى مصر، كان فى رأيه أنه يجب التصدى للسلطة حتى بالسلاح وكان أول حراك له فى عام 1964 فى حماه، لكن هناك فرق جوهرى بين الحراك اليوم والجيش الحر والعمل المسلح وما حدث فى الستينات، مع مروان حديدى كانت حركة الطليعة حركة النخبة، النخبة تحرك الجماهير، الآن الجماهير هى من تحرك النخبة وتحرر البلد، فعندما تتحدث مع شباب فى سوريا الآن تجدهم يقولون إما إسقاط النظام أو الاستشهاد.
* كتبت مقالاً فى موقع الرأى التابع للحزب الشيوعى السورى قبل حدة الصراع قلت فيه إن الكرة الآن فى ملعب الطائفة العلوية.. هل تعتقد أن الصراع القادم مع العلويين؟
- كتبت ذلك حقناً لدماء السوريين، العلويون يملكون السلطة والسلطان والجيش واقدموا وقت أن تكلمت فى التليفزيون وقلت لا بأس بالنموذج الموريتانى، عندما قاموا بانقلاب وغيروا السلطة وأعادوا البرلمان، لكن الآن ثبت أن العلوية «نحلة» مسكونة بالخوف والرعب معاً، ولا تثق بأحد، كانت فرصتهم لتغيير هذا المسار، هم لم يبذلوا مجهوداً فى الوصول إلى السلطة، وصلوا إليها ولا يريدون التخلى عنها.
* لا أحد يقف أمام حركة التاريخ ومصير النظام إلى زوال، فماذا سيكون مستقبل العلويين؟
- إذا مورست الديمقراطية فلكل إنسان حق والحل الديمقراطى هو الأمثل.
* الحل الديمقراطى كلام رومانسى حالم.. كيف سيتصرف العلويين بعد ترك السلطة؟
- سيتصرفون مثل أى نحلة فى التاريخ سيصمتون، مثلا الجيش الانكشارى فى زمن السلطان محمود كان كله علويين وبعد أن فقدوا سلطانهم خضعوا للدولة.
* ألا تتوقع قيامهم بالثورة المضادة؟
- لا أعتقد، لن يقدموا على ذلك لأنه سيكلفهم الكثير.
* كيف؟
- فى حماه قتل 30 ألفاً يبحث أسرهم عن الأخذ بالثأر وهم يدركون ذلك والأفضل أن يجنحوا للسلم.
* كيف يضمنون إذا جنحوا للسلم ألا تتم محاكمتهم؟
- أنا لا أومن ب«مأسسة» الثورة وإقامة محاكمات ثورية، وقتها ستأكل الثورة أبناءها.
* هناك تصريح لقائد الحرس الثورى الإيرانى بعدم وجود عناصر إيرانية فى سوريا؟
- هم كاذبون، فقد قدموا العون العسكرى لبشار من البداية، الإيرانيون يقوم دينهم على الكذب ويعرفون السياسة بقاموسهم على أنها فن الكذب، هل تعلم أن قيادات الثورة الإيرانية التى كانت تتحرك فى الخارج تحمل جوازات سفر دبلوماسية سورية.
* تُرى ما نوع الدعم الذى يقدمه الحرس الثورى الإيرانى لحماية بشار؟
- قتل الثوار عن طريق القناصة، وهم أكثر من الشبيحة فهم قتلة ولا ضمير لهم.
* هل أصبحت سوريا ملعباً مفتوحاً لأجهزة الأمن والاستخبارات؟
- نعم وتلك طبيعة الحرب «الكذب والتحالفات المصلحية».
* الغرب يتحدث الآن عن أن الحرب فى سوريا تدور حالياً بين النظام والإخوان؟
- غير صحيح، فهناك تعبئة ضد الإخوان على الساحتين العربية والعالمية وهذا ما حدث فى مصر ويحدث الآن فى سوريا وذلك منطلق من الفكر اليهودى الاستراتيجى، الذى جعل من الإخوان العدو الاستراتيجى لهم، وذلك يصب فى مصلحة إسرائيل.
* لكن الإخوان تعلموا الاستفادة من الحرب الإعلامية على مستوى الشارع؟
- هناك حرب تشن على الإخوان، وهم مستفيدون منها، فى كل النواحى، فكلما يشتد الهجوم عليهم تجد من يبحث عنهم ويقرأ ليعرفهم.
* ما السيناريو الذى تتوقعه لسوريا من بين تجارب مصر وتونس وليبيا؟
- سيناريو سورى خاص، ولا أتوقع تكرار أى من السيناريوهات السابقة.
* إذا استبعدنا تدخل الناتو كما حدث فى ليبيا ما مستقبل الصراع المسلح؟
- ستضطر أمريكا إلى إسقاط أو الموافقة على إسقاط النظام.
* توافق أم تسقط النظام؟
- كلاهما، لأن أى عمل عسكرى خارجى فى سوريا لن تقوم به إلا أمريكا، ربما تستعين بقواعدها لكن هى من سيقوم بذلك، والسبب أن بين الولايات المتحدة وإسرائيل معاهدات مكتوبة بأن لا يسمح القيام بأى عمل إلا بعد موافقة إسرائيل، ولن تسمح أمريكا بتدخل أى دولة أخرى.
* جئت لتأخذ مشورة الإخوان وتتوقع وصول الإخوان للحكم فى سوريا فلماذا اختلفت مع التنظيم الدولى للإخوان إذن؟
- هو خلاف فى الرأى، أنا مسلم وإسلامى مما دفعنى لأن أنضم للإخوان، وكنت من أشبال الإخوان، إنما مررت بتجربة نقابية وكنت قيادياً ومن مؤسسى حزب الخضر فى ألمانيا وكنت مرشحاً للبرلمان الألمانى، لكنى أكره الصراعات الحزبية والسياسية، فنأيت عنها ولا أسعى لأن أكون مرشداً عاماً أو أتطلع لمنصب قيادى بالإخوان، ولكنى فى نفس الوقت أقدم كل ما أستطيع لخدمة الإخوان، وأمثل وجهة نظر الإخوان فى العالم الأوروبى بكل صراحة ووضوح، وعندما زج بإخواننا إلى القضاء العسكرى أخذت القضية على عاتقى فى البرلمان والحكومة وكان هناك وفد رفيع المستوى سيزور مصر وتدخل السفير الأمريكى لمنع الزيارة، عموماً أنا لا أفضل الانتخابات القيادية لذلك طلبت إعفائى من أى مناصب قيادية.
* ما طبيعة الدور الذى تقوم به فى أوروبا؟
- كما قلت كل ما يتعلق بالإخوان وما يطلبه منى الإخوة أقوم به، مثلاً بالتنسيق مع الإخوان المسلمين فى لندن قمت بدور خلال المحاكمات العسكرية، وكانت لى صديقة قديمة نائبة فى البرلمان الالمانى وأخوها وزير، قمنا بدور وقتها ونجحنا فى خلق وجود للقضية هناك وكان هناك وزير متطرف لكنه محايد فيما يتعلق بحقوق الإنسان انضم الينا، بالإضافة إلى وزير العدل وأذكر وقتها أنى قلت لهم أنتم ضيوفنا إقامة وطيران «فيرست كلاس» قالوا لنا «نحن دولة ألمانيا ندفع من جيوبنا» كما تجولت فى مهام أخرى وكنت فى تونس خلال الانتخابات لمساندة الشيخ راشد الغنوشى.
* قمت بإعداد مشروع للنهضة بعد نظام بشار هل تناقشت فيه مع الإخوان فى مصر؟
- درسوه بعمق واستفادوا منه ببعض الفقرات، خاصة فيما يتعلق بفرز الانتخابات، وطبقت فى انتخابات الرئاسة المصرية وهى تشمل فرز الانتخابات بعين المكان وتحت رقابة الجمهور واستعان به الدكتور الكتاتنى وطبق فى الانتخابات وهو مأخوذ فى الأساس من النظام الألمانى.
* فى حالة وصول إخوان سوريا للحكم، من الممكن أن تعود الوحدة بين الدولتين؟
- بالنسبة لى أفكر فى الوحدة؛ أن تذهب كمصرى إلى سوريا وتشعر كأنك فى إسكندرية، والمهم وحدة الفكر والمصالح المشتركة، والأهم هو كيف ستكون صورة الوحدة.
* لكنها فكرة رومانسية هل يمكن لمرسى أن يكرر وحدة مصر وسوريا؟
- لماذا رومانسية، الاتحاد الأوروبى فعلها وبدأ بالاتفاق على الحريات الثلاث لتنقل الأفراد ورأس المال والسلع.
* هل من الممكن إتاحة الحريات الثلاث بين الدولتين فى عهد الإخوان؟
- نعم من الممكن.
* طرحتم ذلك أم مجرد أفكار؟
- كل إنسان يفكر بالسياسة بشكل عقلانى يجب أن يطرح ذلك.
* ترى إذا وصل الإخوان إلى الحكم هل لديهم استعداد لتبادل السلطة؟
- لمَ لا، فالعقد شريعة المتعاقدين، طالما هناك دستور يحدد السلطة لفترة محددة.
* ولكن مرسى عندما كان رئيساً لحزب الحرية والعدالة سئل عن نية المجلس العسكرى فى تسليم السلطة فأجاب: هل يصل أحد للسلطة ويتركها.. هكذا قال رئيس مصر الحالى، فما تعليقك؟
- كان ذلك مبرراً وقتها، لأن دائماً منصب الرئاسة يولّد لدى الحاكم حب السلطة، وهذه طبيعة بشرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.