تبرعت جهات ومؤسسات وشركات ورجال أعمال بمليارات الدولارات والجنيهات لصندوق دعم مصر الذى تم الإعلان عنه مؤخرًا للنهوض بالاقتصاد المصرى وإعادة بناء الدولة، وحتى كتابة هذه السطور تبرعت السعودية بمبلغ 8 مليارات دولار، والكويت بمبلغ 3 مليارات دولار، والإمارات بمبلغ 4 مليارات دولار، وتبرع محمد الأمين مالك قنوات cbc بمبلغ 5 ملايين جنيه، بالإضافة إلى تبرع رجال الأعمال الأجانب بمبلغ قدره 5 ملايين جنيه، ورجل الأعمال نجيب ساويرس تبرع بمبلغ 3 مليارات. كما طالب الاتحاد العام، جميع عمال مصر الشرفاء فى كل مواقع الإنتاج والخدمات، بأن يبادروا بالتبرع بأجر يوم من أجورهم على الحساب رقم 306306. كما طالبهم، بتشكيل لجان للتواصل مع العمال فى منشآت العمل، لحثهم على التوقف عن المطالب الفئوية والعمل على زيادة الإنتاج؛ للإسهام فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية الشاملة، التى تشهدها مصر فى ظل ثورة الثلاثين من يونيو. رفض أمريكا وأكدت القيادات النقابية العمالية، رفضها للتدخل الأمريكى فى شئون مصر، ومناهضة المؤامرات الأمريكية والصهيونية التى توجه ضد مصر وثورتها المجيدة. وقرر مجلس عمداء جامعة المنصورة، برئاسة الدكتور السيد أحمد عبدالخالق، رئيس الجامعة، فتح باب التبرع التلقائى لصالح صندوق دعم مصر لأعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب وفتح باب التبرع التلقائى لأعضاء هيئة التدريس المعارين للخارج وتلقى تبرعاتهم بالعملات الأجنبية.كما بادرت العديد من الجهات الحكومية بتأكيد مشاركتها فى صندق دعم مصر المواطنين. أبناء مصر من جانبهم أكد المواطنون على مختلف مستوياتهم رغبتهم فى الإسهام فى صندوق دعم مصر بدء من الحاجة أم محمود التى تؤكد أنها سوف تتبرع بمبلغ من معاشها المتواضع للصندوق وتشاركها الرغبة الحاجة سميرة التى تقول إنها ترى فى مبادرة الصندوق استعادة لحماس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى رفع مكانة مصر وعدم الانحناء لأحد ، وهذا ما أكده مواطنون نالوا قسطا أكبر من التعليم عن الحاجة أم محمود وسميرة حيث أكد محمود زكى طبيب رغبته فى المساهمة فى الصندوق وتأكيد رغبته أن يأخذ التبرع شكلا متجددًا أكثر تنظيمًا من أجل الإسهام بشكل أكثر فاعلية في مواجهة الأزمة الاقتصادية التى باتت تهدد مصر وهو لا يختلف كثيرًا فى حماسه عن عبد الرحمن الذى أكد أنه قد سبق له أن تابع عمليات التبرع لكثير من الصناديق التى قيل إنها لدعم مصر ولم يعلم بعد ذلك أين ذهبت الأموال، لكنه هذه المرة هو متفائل وينتظر أن يلعب الصندوق دورا ايجابيا فى دعم الاقتصاد المصرى . وكشف محمد عباس فايد، نائب رئيس بنك مصر أن إجمالى التبرعات لصالح صندوق دعم مصر والذى يحمل رقم 306 306 بلغ 53.5 مليون جنيه على مدى أول يومين، مشيرًا إلى أن التبرعات لم تتجاوز فى اليوم الأول 2.7 مليون جنيه، ولكنها ارتفعت فى اليوم التالى لتقترب من 51 مليون جنيه. كما صرح الموظف المسئول عن الإيداع ببنك الإسكندرية أن المواطنين يتوافدون للتبرع للصندوق بشكل مبشر ويدعو للتفاؤل. توحيد الهدف ومن جانبه أكد فتحى ياسين رئيس مجلس ادارة البنك الأهلى الأسبق أن مبادرة صندوق دعم مصر تكمن أهميتها في مردودها المعنوى حيث تجمع المصريون حول هدف مشترك وهو صالح مصر، مشيرًا إلى أن الأهم هو تبنى رجال الأعمال الصغار انطلاقًا من الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة . ومن ناحية أخرى، أوضح أن المشكلات الاقتصادية تستلزم مواجهتها اهتمام المؤسسات التمويلية وفى مقدمتها البنوك بإعطاء أولوية لتمويل المشروعات القومية الكبرى التى يمكن أن تستوعب أعدادا كبيرة من العمالة وهو ما يساهم بشكل إيجابى في الحد من مشكلة البطالة، ومن ثم الحد من حالة الاحتقان السائدة في المجتمع بسبب تلك المشكلة . وحول كيفية الاستفادة من أموال الصندوق أكد أنه من الأفضل توجيهها نحو الإسهام فى سداد ديون مصر. مصر غنية مصر غنية بالثروات والأزمة الاقتصادية ترجع بشكل أساسي إلى عاملين أساسيين هما غياب الرؤية الواضحة للإدارة وعدم إخلاص النية في العمل ما يتبعه من انخفاض فى مستوى الإنتاجية هذا ما بدأت به د. يمنى الحماقى أستاذ الاقتصاد جامعة عين شمس مؤكدة أنه انطلاقا من ذلك تكمن أهمية مبادرة صندوق دعم مصر فى خلق روح إيجابية تنعكس فى حب العمل والرغبة الصادقة فى العطاء والتطوير. وحول كيفية الاستفادة من أموال الصندوق أكدت أنه يجب وضع أولويات للاستفادة من هذه الأموال على أن ترتبط هذه الأولويات بالتحديات حسب خطورتها، مشيرة إلى أن أبرز تلك التحديات تتمثل فى عجز الموازنة والتضخم والبطالة وعلاوة على ذلك أوضحت ضرورة وضع التصدي للفقر ضمن تلك الأولويات على أن يصحب ذلك مواجهة حقيقية لأسباب الفقر للعائلات التى يتم مساعدتها خلال توظيف جانب من أموال الصندوق فى خلق فرص عمل تتناسب مع أوضاع تلك الأسر . ليست كافية بينما أكد د. مختار الشريف أستاذ الاقتصاد جامعة طنطا أن المبادرة رغم أن مردودها المعنوى بالغ الأهمية فإنه لا يمكن الاعتماد عليها في مواجهة المشكلات التى يعانيها الاقتصاد المصرى مؤكدًا أن الأزمة الاقتصادية فى مصر تتطلب وضع رؤية استراتيجية كاملة يتبعها إجراءات عملية مدروسة . ومن ناحية أخرى أكد أن الاستفادة من أموال الصندوق تتوقف على عدة اعتبارات منها حجم تدفق الأموال وعما إذا كان ذلك سيتم بشكل متجدد أم أنه يتم خلال مرة واحدة فقط ، وأوضح أنه من الأفضل توجيه تلك الأموال لمواجهة القصور فى الجوانب الخدمية التى تعرقل مصالح المواطنين على المستويين، الاقتصادى ممثلا فى إزالة العوائق التى تعرقل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والاجتماعى ممثلاً فى توفير الرعاية الصحية المناسبة وتطوير التعليم والجوانب الخدمية الأخرى .