فجأة وبشكل يومى وبصفة منتظمة نشاهد ونسمع عن حالات تحرش واغتصاب بشكل مبالغ فيه وعدوانى لنساء وفتيات فى ميدان التحرير.. مما يدعو إلى الريبة والسؤال لماذا فى هذا الميدان خاصة مع تزامن دفع عدد كبير من البلطجية للتحرش بمنشآت الدولة الحيوية المحيطة به وحرقها ومحاولة تحطيمها لبث الفزع والخوف. ونستخلص من المشهد أن هناك فصيلا ما استفاد من النظام السابق وتشاركه منظمات دولية تسعى للتحرش بالثورة وبحقوق الشعب لإشاعة الفوضى وإعاقة بناء مصر الحديثة.. وهنا لا فرق بين المتحرش البلطجى المراهق المدمن القاتل فى الميدان وبين هذا الفصيل ولذلك ينطبق عليه وصف العلماء والمتخصصين عن حالة المتحرش بأنه يحس بالضياع وغياب الهدف من وجوده وبقائه ويحاول إثبات ذاته المستلبة وتحديه لكل السلطات من دين ودولة وعادات مجتمع حتى لو كانت السيدة المتحرش بها ترتدى زيا أكثر احتشاما أو النظام الحالى بمصر جاء بآليات الديمقراطية الشفافة وبمراقبة دولية كما كان يتمنى هذا الفصيل ويتغنى بها فى النظام السابق ويطالب بتطبيقها فى كل أبواقه الإعلامية وبمؤتمراته. ويصف الخبراء أيضا المتحرش بأنه يستبيح القانون وكل الأخلاقيات وأحيانا لا يكون لديه الرغبة ولا يهدف إلى اشباعها ولكن تسيطر عليه حالة من العداء والسلوك غير السوى المنطوى على عنف واحتقان داخلى ويرفض أى وسيلة صحية أو ناجعة ليقضى عليها أو يعالجها بل تتملكه عزيمة على تفعيله بشكل دموى مثل الذئب أو الحيوان المفترس ويلغى فيه عقله وتسيطر عليه غرائزه وتحركه وتصاحبه حالة نفسية مريضة ونمط تربية سيئ اعتاد عليه منذ نشأته فيتعامل كالبهيمة الناطحة ويمارس تحرشه فى وضح النهار وأمام الجميع دون حياء وبنفس السلوك المشين يسرق ويقتل لأنه وجد المناخ الملائم له والعوامل التى تساعده مثل غياب الأمن وتردى الأخلاق وانتشار الفقر والبطالة والمخدرات وأطفال الشوارع والموروثة من النظام السابق.. فاستغل التربة الفاسدة ووظفه بشكل ممنهج ودفع به ليؤكد مبدأ الفوضى الذى أعلنه المخلوع فى قوله إما أنا وإما الفوضى. ولهذا فالمتحرش يرفض صوت العقل لسيطرة غرائزه الحيوانية عليه، فنشاهد التحرش بالشرطة والجيش والنظام والشعب لتنهار الدولة. وللتأكيد على الخطة الممنهجة للحرق والتدمير والتحرش أن المتصدر للمشهد فى كل المواقع والميادين أطفال وشباب صغير لا تتجاوز أعمارهم ال 18 عاما بحيث إذا تم القبض عليهم يتم الإفراج عنهم من سراى النيابة لحداثة سنهم وتطبيقا لقانون الطفل ونجد معهم محامين لسرعة إنهاء إخراجهم.. ويؤكد شهود العيان أن غالبيتهم من أطفال الشوارع والمناطق العشوائية.. وإذا تجاوز ضابط أثناء القبض عليهم نسمع تهليل وتضخيم الحدث أمام الرأى العام من خلال الفضائيات.. إلى أن خرج أحد الضباط على أحد المذيعات منزعجا من وصفها لحادثة وقال لها إذا استخدمنا حقنا فى حماية منشآت الشعب من البلطجية وتصدينا للمعتدين بالمولوتوف قلتم الشرطة تعتدى على المتظاهرين وإذا انسحبنا سمعنا نقدكم على جهاز الداخلية لأننا تركنا المنشأة للتخريب ودائما ما نلقى القبض على هؤلاء ومعهم أسلحة بيضاء ونارية وزجاجات حارقة وقطع من الرخام.. فنناشدكم أن تتركونا نعمل ونحافظ على وطننا فى ظل ظروف غاية من التخبط والفتنة. فمثلا أحد النشطاء السياسيين المشهورين طالب أثناء تعدى البلطجية على أقسام ومديريات أمن مدن القناة وكان متواجداً هناك سرعة فرض الطوارئ للتصدى لهؤلاء وعندما أعلن الرئيس حالة الطوارئ ونزل الجيش شجب وأدان القرار. ومما سبق نستنتج أيضا أن الثورة المضادة تسعى جاهدة إلى تفريغ ميدان التحرير من مضمونه وما عرف عنه عالميا بميدان الثورة البيضاء السلمية التى أسقطت أعتى نظم الديكتاتورية بالإضافة إلى تشويه الثورة حتى يكفر بها الجميع. ولكن المصريين الشرفاء وهم الغالبية من هذا الشعب أدركوا أن هذا الفصيل المتحرش بهم وأعوانه يحاول الانقضاض على الثورة وسرقتها بواسطة كافة أدواته من ضخ أمواله وبث إعلامه المضلل.. وما يثبت تلك الحقيقة خبر نشر فى إحدى الصحف عن حلاق من بنى سويف تقدم ببلاغ إلى النائب العام يتهم برامج «التوك شو» فى بعض القنوات الفضائية وشخصيات إعلامية تنشر الفتن والفوضى بين أفراد الشعب مما تزيد من الاحتقان وإراقة الدماء. وقد أشار أحد خبراء الاقتصاد إلى أن انتشار العنف والتحرش له تأثير سلبى وكبير بكل المقاييس على الاقتصاد المصرى وسيؤدى إلى تشويه مناخ الاستثمار وافتقاد كثير من موارد الدولة وانخفاض معدلات النمو وزيادة فقر الفقراء الذين يتغنى بهم هذا الفصيل من عدم تطبيق العدالة الاجتماعية. وأخيراً لدى يقين أن هذا المخاض سينتهى بعد انتخابات البرلمان.